الفصل الثالث

12.9K 516 38
                                    

فصل صغير فوق البيعة علشان محدش يقول عليا بخيلة ⁦☺️⁩معادنا الاربعاء القادم إن شاء الله .

الثالث
انطلق مازن من غرفته للخارج وكأن الشياطين تطارده باحثا عن هيا ؛ تلك التى كانت سببا في خسرانه حب عمره .ابنة عمه . تلك الزهرة كما يصفها عمه وهى بالفعل أجمل زهرة وقعت عليها عيناه يوما .
كانت هيا قد اتجهت لأحد الارائك بعد أن تركها بالبهو ككم مهمل واتجه لغرفته ، جلست تنعى حظها السيئ ، تنعى تهورها وثقتها به لمجرد عدة كلمات معسولة تعمد مداعبة أذنيها بها لتنساق بغباء مطلق إلى هذا المصير . هو لم يرغمها ، هى اختارت مصيرها وتستحق ما تعانيه .
وجدته أمامها فجأة بهيئة مخيفة ، وجه غاضب محتقن .. ملابس غير مرتبة .. انفاس ثائرة توشى بإنفجار وشيك .
اقترب منها لتنكمش خوفا ودون أن يرى خوفها مد ذراعيه يقبض على ذراعيها بقوة وحقد .. هزها بعنف صارخا : بقى انت تعملى فيا كده ؟ انت تجبرينى اتجوزك وتضيعينى وتضيعيها منى !!
اتسعت عينيها صدمة من كلماته ، إنه لا يكتفى بتحميلها وزر ما حدث ..بل هناك فتاة أخرى هى كل ما يشغله حاليا ، هو لا يهتم بما حدث لها .. لا يهتم لجنينها الذى ينتمى إليه . هو يهتم فقط لأجل تلك الأخرى .
دفعته عنها بقوة لم تجد نفعا لتصرخ بوجهه : انت إيه يا اخى !! مش بنى آدم !! بعد كل اللى حصل وجاى تلومنى علشان واحدة تانية !! مش همك كسرتى !! ولا كسرة اهلى ! مش همك ابنك !! هتفضل طول عمرك انانى
صرخت لدرجة كادت تفقدها صوتها وهى تجاهد لإبعاده ليزداد قربا وقبضا على ذرعيها . رفعها بين ذراعيه لتقف فوق اصابع قدميها ويقترب وجهها من وجهه المشتعل غضبا وهو يزمجر من بين أسنانه المضغوطة : وانت كنت صغيرة !! ضربتك على ايدك !! انت وافقتى بمزاجك وجيتى معايا كل مرة بمزاجك .
أغمضت عينيها ترفض رؤيته : ايوه معاك حق .. انا وافقت لأنى وثقت فيك .. فكرتك بتحبنى ..
سقطت دموعها لتتابع بقهر : فكرتك راجل
دفعها للخلف صارخا : انا راجل غصب عنك .
سقطت فوق الأريكة متألمة لتحيط بطنها بفزع وهو يتابع بنفس الصراخ والحدة : انت هنا كام يوم بس علشان خاطر ابويا .. لكن تفكرى نفسك مراتى ولا تتعاملى على هذا الأساس هفرمك .. انا بحب بنت عمى وهتجوزها وهى بس اللى تستحق تشيل اسمى مش واحدة زيك .
نظر لها بإحتقار وعاد يندفع للداخل لتنتفض على صوت صفعه للباب فتزداد دموعها انهمارا وتشق شهقاتها السكون الذى يغلفها .
***********
وقف حمزة بسيارته أمام باب الطوارئ بتلك المشفى الاستثمارى الذى وصل إليه ، اندفع للداخل ليقابله شاب منمق فيقول برجاء : ارجوك معايا واحد تعبان معرفش حصل له إيه اغمى عليه فجأة و...
قاطعه الشاب ببرود وهو يشير لاثنين ليندفعا للخارج مع فراش مدولب فيهرول حمزة خلفهما . فتح باب سيارته ليحملا سويلم إلى ذلك الفراش ويعودا للداخل .
هرول حمزة لاحقا بهما ليوقفه ذلك الشاب : من فضلك اتفضل معايا .
أشار حمزة نحو الفراش الذى يبتعد حاملا ابن خاله بقلق ليبتسم الشاب ببرود : ماتقلقش اول ما تدفع التأمين الدكتور هيشوفه .
نظر له حمزة بصدمة وانساق له ليجذبه نحو مكتبه ويقدم له استمارة دخول ، أمسك حمزة الاستمارة بأنامل مرتعشة فيعود ويسحبها منه : حضرتك ملينى وانا هكتب . واضح انك متوتر جدا .
مسح حمزة جبينه : طب خليهم يسعفوه بسرعة من فضلك .
أومأ الشاب : الفين جنية بس تأمين .
بحث حمزة بجيوبه بتوهان ليخرج حافظته ومنها بطاقته المصرفية : تاخد كريدت !
تناولها الشاب بإبتسامة واسعة ليتأكد منها قبل أن يرفع سماعة الهاتف طالبا عرض سويلم على الطبيب .
دخل خالد من باب المشفى راكضا نحو حمزة الذى تمسك به كمن يتمسك بطوق نجاته : إلحقنى يا خالد .. كان كويس اطوح فجأة ودماغه اتخبطت فى تابلوه العربية .. كان بينزف ومش بيتتفس خالص يا خالد . خالص .
ضمه خالد فورا مقدرا فزعه الواضح : اهدا يا حمزة هيبقى كويس .. اهدا .
تحشرج صوت حمزة ليشد خالد ذراعيه حوله ممسدا ظهره وهو يأمره برفق : اتنفس يا حمزة .. اتنفس بالراحة .
حاول حمزة أن ينصاع له لتتكاثر سحابات الدموع بعينيه فيرخى جفنيه رافضا الانهيار .

الشرف ( الجزء الرابع) قسمة الشبينى   _ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن