السادس عشر

12.8K 573 86
                                    

السادس عشر
وصل دياب إلى منزل عمه بناءا على طلب الأخير ليجده وزوجته بإنتظاره ، رحبا به ليجلس أمامهما فيقول رفيع مباشرة : اعمل حسابك هتروح مع مرت عمك تشترى شبكة عروستك وتروحوا عشية تجدمها لها .
حمحم دياب برفض ورفع سبابته اليمنى يجذب ياقة قميصه بحرج ليتساءل رفيع : خبر إيه ؟؟ غيرت رأيك في الچوازة ولا إيه!!
رفع عينيه لينظر لعينى عمه مباشرة : ليه يا عمى شايفنى عيل يلحس كلمته ؟؟
ابتسم رفيع : خابر إنك راچل .. وراچل زين ...
قاطعه دياب : كتر خيرك يا عمى .. كل الحكاية انى شايف إذا العروسة تروح بنفسها تختار شبكتها يبجى احسن بزيادة هتتچوز غصب عنيها .
نهره رفيع : يعنى إيه غصب عنيها ؟؟
كاد أن يجيب لتسبقه رنوة : دياب عنده حق يا رفيع ، ظروف الجوازة فيها شئ من الضغط وأقل حاجة يقدمها ويثبت بيها حسن نيته إنها تختار شبكتها بنفسها .
نظر لها بطرف عينه قبل أن يعود بكليته ل دياب : ماشى هخبر بوها واعمل حسابك هتاچى من الليلة تنام في اوضة ستك شريفة . العمال زمانهم فى دارك شيعتهم مع سويلم .العجد هيبجى اخر الشهر .
أومأ دياب بصمت وقد تبدلت ملامحه لأسى لا تخفى أسبابه على اى منهما رغم أن رنوة تتشكك تماما فى كل أسبابه تلك ولن تهنأ حتى تتأكد أو تنفى كل شكوكها .
***********
لم يهتم منصور لسقوط عمه لكن سقوطه شتت الجميع ليتمكن من المغادرة دون أن يملك أحدهم فرصة للاقتصاص منه .
حمل زيدان لغرفته والتف حوله ثلاثتهم قبل أن يصل زيدان الصغير فيقتحم الغرفة غضبا : صوح اللى حوصل لچدى !!
أوقفه حسين : زيدان كلمة واحدة ماهتنهاش . واحد منكم يعترض طريج منصور لا هو ابنى ولا اعرفه .
صدم الجميع حتى هاشم نفسه الذى يرى والده قد تخطى كل الحدود .
فتح زيدان عينيه بضعف وهمس : حسييين
هرول إليه ولده : امرك يا بوى .
همس زيدان : هات لى هيبة واد صالح دلوك
تحرك من فوره ملبيا : امرك يا بوى
نظر لولده يزيد فقط ليتحرك الأخير فورا ويعود بعد نصف ساعة بصحبة هيبة الذى قبل طلب زيدان بتسريع الزواج لإنهاء هذا الأمر وإغلاق كل طرق الفتنة أمام منصور فهو نفسه قد طالته سموم حقده ولن يجد ترياقا ليبرأ منها .
طالما يرى سليمة أمامه ، طالما يرى زهرة ربيعها الذى ذبل وشبابها الذى ولى فلن يبرأ حتى يأتى الموت لتدفن معه اوجاعه وخطاياه .
***********
دخل حسين لغرفة ابنته التى تشاركها فيها همت ليجد الأخيرة تغط فى نوم عميق ، نظر لها بأسى ثم لابنته : عاملة إيه دلوك ؟
همست دينا : الحمدلله يا بوى غلبتنى لحد ما راحت فى النوم
أومأ بصمت لتتساءل : بدك تجول حاچة يا بوى ؟
عاد يومئ بصمت لتنظر له بصمت ، تجاوز صمته دقيقتين لتفطن أنه جاء بخبر عن زواجها لكن ترفض الضغط عليه ، هى تعلم مقدارها بقلبه جيدا لذا تتقبل رفضه الداخلى لهذا الزواج . منحته الوقت الذي يحتاج حتى قال : حددنا معاد العجد .
عاد للصمت لحظات ثم تابع : اخر الشهر .
اومأت بتفهم : حاضر يا بوى .
نظر أرضا لتقترب منه هامسة : ماتشيلش همى يا بوى هبجى زينة
نظر لها بحزن : يا بتى الولد ده بوه كان ...
قاطعته فوراً : انت جولتها ؛ بوه مش هو
نظرت أرضا بخجل : صراحة أنا سألت عنيه يزيد اخوى وشكر فيه .
دقق النظر نحوها شاعرا بالذنب والتقصير رغما عنه ، إنها وحيدته الغالية شبيهة حبيبته الراحلة التى حرم على نفسه النساء بعدها ما حيا ، كيف يزوجها بتلك الطريقة وهى تستحق افضل الرجال .
شعرت دينا أن والدها لازال يؤنب نفسها لأجلها فابتسمت بمشاغبة : شكلك يا بوى غيران .
رفع حاحبيه ونظر لها بدهشة لتتابع : حجك تغير عليا طبعا اومال تغير على مين ؟؟
فطن حسين لمشاغباتها ليبتسم مكرها فمن يرسم البسمة فى قلبه وبين شفتيه سواها ؟؟
فتح ذراعيه لتستقر حيث يشعر بالراحة فى قربها من قلبه .
************
عادت بسمة للمنزل بعد يوم دراسى صعب منهكة العقل توجهت لغرفتها لتستوقفها اصوات عالية صادرة عن غرفة شقيقتها التى تصيح : انا حرة ومابقتش صغيرة
يعلو صوت أمها : انت من امته عنيدة كدة ؟ طول عمرك بتسمعى كلامى جرى لك ايه ؟
ساد الصمت لتتجه للغرفة وتطرق بابها برفق ثم تدخل مباشرة ، نظرت لكلتاهما وقالت بثقة : اكيد بابا مش هنا طبعا .
نظرت لها أمها بحدة لتقترب من نسمة التى تجلس بطرف الفراش ويبدو جليا أن أمها تضغط عليها في أمر ترفضه ، جلست بجوارها وتساءلت : فى إيه يا نسمة ؟ انت عصبية اوى الأيام دى !
نظرت لها نسمة وزفرت بضيق : بسمة مش ناقصة مواعظ .
نظرت بسمة أرضا : مش مواعظ يا نسمة انا خايفة عليكى
قاطعة ليليان حوارهما : هو انت اصلا تعرفى تنصحى حد ؟ كنت نفعتى نفسك .
فركت بسمة جبينها ؛ لقد عادت أمها لسابق عهدها معها ، رفعت عينيها تنظر لها بثقة : ماتخافيش يا ماما عليا انا هعرف انفع نفسى .
لتأتى الحدة من قبل شقيقتها : هتنفعى نفسك ازاى ؟ انك تتجوزى واحد أقل منك !! انك تسيبى القاهرة وتعيشى فى الصعيد ؟؟ انك تتحملى إنك فى الغالب ماتكونيش ام ؟؟
وقفت بسمة بهدوء ونظرت ل نسمة مباشرة : هنفع نفسى انى اخترت راجل يقدر يحافظ عليا ، اخترت اعيش حبيبة ليه ، اخترت احارب معاه مش احاربه ..عن اذنكم .
واتجهت للخارج لتنظرا فى أثرها حتى أغلقت الباب دونها ، نظرت ليليان نحو نسمة وقالت : انت جوزاتك احسن من جوازة اختك وجوزك مثقف وكلاس عن جوزها ورغم كده مش قادرة تكسبيه .. يا ستى لما يقولك كلمة مش عجباكى ابتسمى فى وشه من باب المجاملة .. بلاش النقار والخناق عمال على بطال واهو كلها يومين ويبقى جوزك شرعا ومن حقه يقول كل اللى هو عاوزه .
نظرت لها نسمة : لا يا ماما مش من حقه .
صرخت ليليان بوجهها : خلاص بقا ارحمينى .. ابوكى لو عرف كلامك ده هيتلكك للولد ومش بعيد يفشكل الجوازة . هتلاقى فين واحد فى مكانته ولا مركزه الاجتماعي ؟ انت مش عاوزة تبقى مذيعة ؟؟ اختارى اللى يرفعك ماتوجعيش قلبى انت كمان كفاية عليا اختك ولا انتو هتموتونى وترتاحوا .
واتجهت للباب لتغادر وتصفعه بقوة ، نظرت نسمة في أثرها ثم أمسكت هاتفها ، أمها محقة .. لقد اختارت بسول وعليها التعامل مع طبيعته وبيئته .. كما عليها استغلال ذلك .
اختارته وستكون له لما لا تنال بعض المكاسب ؟
إن كان عليها تحمل مغزالته لها فعليه أن يدفع ثمن تحملها ذا .لذا تنفست بعمق عدة مرات ثم طلبت رقمه وانتظرت قليلا ...
****************
اختارت وفية فستانا أنيقا وبسيطا أيضا ولم يناقش محمد اختيارها ، قاد سيارته حتى توقف أمام بناية فخمة وأخرج مفتاحا قدمه لوالدها : اتفضل الشقة هنا في الدور السابع تقدروا تطلعوا تشوفوها ولو فى حاجة هتحتاج تغير عرفونى وانا هستنى هنا .
تناول شاكر المفتاح منه مكرها : الشقة نمرة كام ؟؟
أجابه بهدوء : الشقة هى الدور السابع كله .
نظر له بدهشة ونظر لابنته التى فتحت الباب وترجلت عن السيارة لتهمس : مش نقوله يطلع معانا يا بابا ؟؟
نظر لها بحدة : اسمعى بقا انا على أخرى من الجوازة دى اتقى شرى يا وفية
كان التحذير الصارخ بلهجته لا يحتمل المناقشة لتنظر أرضا وتتقدمه بصمت بينما ينتظر محمد فى سيارته .

الشرف ( الجزء الرابع) قسمة الشبينى   _ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن