الفصل الأخير

13K 536 33
                                    

الأخير الجزء الأول

أتمت ماسة الصغيرة ثلاثة أشهر وتحظى بعناية ومراعاة الجميع حتى عمها الأكبر خصص ساعة من كل جمعة يقضيها معها ، بدأت رحمة تشعر براحة نفسية رغم أن الغيرة تنغص عليها حياتها ، لما لم تكن تشعر بتلك الغيرة مسبقا !!
سؤال فشلت فى العثور على إجابته لكن بعد ضياع سنوات من عمرها لن تترك أسئلة عالقة مجددا .

جلست بحجرتها فقد عاد حمزة منذ قليل وحمل شقيقته لحجرته ككل يوم ، سيأتى محمد بعد قليل .تثق من ذلك لكنها لم تعد واثقة فى نفورها منه .
تقدمت من المرآة لتطالع صورتها التى تغيرت كثيرا عن ذى قبل ، ليس الملبس أو العناية ما تراه من تغير ، لكنها ترى هدوءا بعينيها ، سكينة بملامحها ، ترى صورة هى نفسها افتقدتها كثيرا ، صورة نفسها الراضية عنها .

عادت للفراش تحدث نفسها : انا بحب إيه فى محمد ؟؟

سؤال تأخرت فى طرحه عمرا كاملا ، هى لا تعرف ما الذى تحبه به لأنها ببساطة لم تحبه .
انقبض قلبها لتلك الفكرة : معقول انا مابحبش محمد ؟؟
جلست فوق فراشها لتتنهد : ايوه مابقاش فى داعى للكدب .. بس انا بغير عليه لما يروح البيت التانى .
أغمضت عينيها تشعر أن عقلها منهك تماما لتقول : انا زمان فرحت انى هتجوز فى مصر وابعد عن الصعيد واللى بيجرى فيه .. بس بردو كنت فرحانة انى هتجوز محمد مش اى راجل تانى .
عادت تصمت لحظات ليخبرها عقلها : طبعا الحب كان بيصرخ فى عنيه ..محمد كان بيحبنى من أول ماشافنى . مفيش ست مابتفرحش لنظرة الحب ابدا .

استرخت لتغمض عينيها ، هى لم تحظ بزفاف ، لم ترتد الفستان الأبيض ، لم يحملها زوجها مغلقا بابه مكتفيا بوجودها عن العالم .
مهلا .. لقد فعل .. استرخت ملامحها وهى تتذكر المرات التي كان يحملها قسرا لتعود مشاعرها لتلك اللحظات . تسارعت دقات قلبها مع ابتسامة حالمة ارتسمت على شفتيها ، لقد حاول منحها السعادة لكنها لم تتقبل حينها ، وكم هي نادمة على ذلك !!

تجهمت ملامحها وهى تتذكر كم كانت تنتظر لحظات جنونه وحين تعايشها ترفضها .
هنا صرخ عقلها لائما : ازاى مااخدتش بالى انى بناقض نفسى ؟؟ ازاى سبت نفسى اعمل كده ؟؟ وازاى سبته يتجوز عليا .. كان لازم اصرخ .. ارفض .. يا ترى هو فكر فى إيه ؟ فكر انى بيعاه !! رفضاه

صمتت لحظة : انا فعلا رفضاه .. لا مش رفضاه ..كنت .. دلوقتى لا
تساءلت : طيب إيه الجديد ؟؟ إيه اللى خلانى قبلته دلوقتى ؟؟
تنهدت بألم : لما اتأكدت إنه مش عايش معايا علشان جسمى بس .. انى مش تفريغ رغبة .. انى إنسانة وليا قيمة عنده اكتر من ما كنت فاكرة .. يمكن مراته التانية خلته يستغنى عنى ؟

انتفضت لمجرد الفكرة لتعتدل جالسة بملامح سيطر عليها الضيق ، هزت رأسها نفيا برفض : اكيد لا لما كانت حامل وتعبانة ماحاولش يقرب لى غصب عني .
دفنت وجهها بين كفيها زافرة بضيق مع دخول محمد ليتساءل : مالك يا رحمة ؟
رفعت رأسها لتقول : محمد أنا محتاجة اتكلم معاك .
وضع مفاتيحه وهاتفه ليجلس أمامها : بس كده !! انا اهو يا ستى عاوزة تتكلمى فى إيه ؟؟
تساءلت فورا : انت بتحبنى ؟؟
نظر لها بدهشة ، للمرة الأولى بحياتها تسأله هذا السؤال ، ضم كفها بين كفيه مبتسما : طبعا يا رحمة بحبك .
لتتساءل مجددا : ليه ؟؟
زادت دهشته ليتابع بلا تردد : علشان انت رحمة .. رحمة الأبية القوية .. رحمة العاقلة الذكية .. رحمة الجميلة مراتى وام ولادى .
سحبت كفها من بين كفيه : بس انت قلت لى انى رحمة من غير ذرة رحمة
مسد جبهته بتوتر ليقول : شوفى يا رحمة .. انا لما قولت كده كنت مكسور منك .. موجوع من رفضك ليا .. رحمة انت مش بس رفضتينى انت هنتينى ..
رأى دموعها متمسكة بأهدابها لتقول : انا كنت فاكراك عاوز بس جسمى .. كنت فاكراك بتدور على راحتك وخلاص .. كنت فاكراك شايفنى فى السرير بس .
تنهد محمد بألم : رحمة انا عمرى ما شوفتك كده .. إذا كانت لهفتى عليكى صورت لك كده فلهفتى دى من حبى .. انت كنت بعيد فى كل حاجة وانا كنت عاوز اقرب منك واقربك منى ..
احتدت لهجته : حتى لما قلت لك هتجوز من باب التهديد علشان تتمسكى بيا رفضتى .. حتى لما بعدت عنك علشان تشتاقى ليا ورجعت هموت على حضنك رفضتينى يا رحمة ومش بس رفضتينى انت سبتينى اقرب منك وفى لحظة رمتينى .
ابتلع ريقه بصعوبة ليتابع : انت بعتينى يا رحمة .
تركت دموعها تنساب ، لم يعد لديها طاقة لحبسها أكثر من ذلك ، لم يعد لديها القدرة للتظاهر بالقوة ، هى ليست قوية ، هى هشة محطمة ، متألمة بشدة .

الشرف ( الجزء الرابع) قسمة الشبينى   _ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن