العشرون

13.4K 572 156
                                    

هنغير مواعيد النشر الاسبوعين اللى قبل العيد ، هيبقى معادنا سبت واثنين واربعاء .
وإن شاء الله فى العيد هتنزل يوميا لحد ما تنتهى .
_________

العشرون
التزمت نسمة غرفتها طيلة اليوم كذلك فعلت أمها  بينما غاب طايع عن المنزل نهائيا ولهذا لم تطل زيارة سويلم رغم اعتراض إياد على مغادرته .
وصل طايع للمنزل مع بداية المساء ليقابله الهدوء التام ، اتجه مباشرة لغرفة نسمة عازما على لومها بشدة .
دخل بعد أن أذنت له ليجدها تعمل على رسالة الماجستير الخاصة بها ، اقترب بوجه متجهم ليجلس أمامها متسائلا : اللى عملتيه النهاردة كان صح !؟
فشلت في إخفاء توترها عبر فرك اصابعها بينما كانت نبرتها صارمة : انا مش شايفة انى غلطت يا بابا ، بسول فى حكم جوزى دلوقتى وعادى لما نخرج مع بعض من غير تمرين ولا حاجة
ضرب طايع المكتب بقبضته المشدودة : يعنى إيه فى حكم دى ؟؟
ارتبكت نسمة وارتفع كفها بتلقائية تتأكد من احكام حجابها لتقول : فى إيه يا بابا كل ده علشان اتأخرت شوية مع خطيبى ؟؟ حضرتك مابتعملش كده مع بسمة ولا يعنى جت عليا !!
لم يلتفت طايع لأى من حديثها بل تعلقت عينيه بكفها الذى يعيد ضبط الحجاب ليقول بلهجة آمرة وقد تبدلت ملامحه تماما : اخلعى الحجاب ده .
نظرت له بدهشة : نعم !!
ضرب المكتب مرة أخرى محذرا : نسمة شيلى الطرحة دى حالا .
ابتلعت ريقها بخوف وشحب وجهها تماما لتحاول التملص : ليه يا بابا ؟؟ اصل شعرى ...
ولم يطلب مجددا بل تحرك من فوره لتمسك قبضته حجابها الذى انتزع ببساطة مع سحبته الأولى ، نظرت أرضا فورا لتقبض كفه على فكها وترفع وجهها نحوه فتقف أمامه لا تجد مهربا من مواجهته
سعير اندلع بعينيه وغامت ملامحه ودون إضافة ارتفع كفه ليهوى محطما ما تبقى من تماسكها .
صرخة مكتومة هى كل ما عبرت به عن صدمتها  وألمها ، فأبيها للمرة الأولى بحياته يصفعها .
سحبها نحو المرآة ورفع وجهها مرغما إياها على مطالعة هيئتها ليقول : إيه ده ؟؟
بأصابع قاسية تلمس رقبتها ومقدمة صدرها ليعيد تساؤله : جولى لى هو ده التمرين اللى جعد اربع ساعات ؟؟ هو ده اللي هملتى البيت من ورايا علشانه ؟؟ ده لسه عاجد عليكى عشية چرى إيه لعجلك ردى عليا ؟؟
زاد توترها لرؤية أبيها همجية بسول التى دمغها بها كرها ، لعنته فى نفسها لكنها لم تعلن عن ذلك فقد قضت عدة ساعات فى تفكير مستمر خرجت منه بعجزها عن التراجع عن هذه الخطوة الهامة في حياتها اقترانها بشخصية فى مكانة بسول يستحق بعض التضحيات .
لذا اختطفت نظرة لوجه أبيها الغاضب لتقول بتلعثم : اكيد .. حضرتك ..عارف إن الحاجات دى . بتحصل بين .. كل اتنين مخطوبين .. يعنى مش .. مش جريمة !
جذب طايع ذراعها بقسوة : مش جريمة !!
دفعها بعيدا عنه ليعلو صوته : عيندينا چريمة يا استاذة يا مذيعة .. انت مانسيتيش عوايد اهلك بس لا ..انت نسيتى دينك كمان .. فى فرق يا استاذة يا متعلمة بين العقد والبناء .. وطول ما انت فى بيتى التزمى حدودك وإلا هتشوفى واحد تانى ماتعرفيهوش .
وانطلق للخارج بقلب منكسر لا يصدق أن ابنته ، تلك البريئة التى ترعرعت فى حماه تسمح بتلك التجاوزات .. صدره يختنق خوفا من تكرار ما رآه مطبوعا عليها .. يثق أن هذا البسول فعلها متعمدا .
إن تمكنت من صده مرة فإلى متى ستصمد !!
ماذا إن فقدا السيطرة !!!
ماذا إن تمكن منهما الضعف !!
وكيف يضمن أنه لم يتمكن منهما بالفعل !!
ابنته لا تجارب لها وكم يسهل التحكم بها !!
ما رآه للتو لا يعبر إلا عن إصرار وعنف والكثير من الجموح الذى لا يمكن التكهن بنتيجته .
قابلته بسمة أثناء مغادرته بأعين متسعة : فى إيه يا بابا ؟
غامت عينيه أكثر واجاب بإقتضاب : مفيش
***
اتجه لغرفته حيث زوجته التى تحتجز نفسها أيضا ، اقتحم الغرفة ليتجه نحوها رأسا ، شعرت بالقلق من هيئته لتقرر أن تبدأ بالهجوم : خير فى حاجة جديدة اكتر من انى كمالة عدد !!
وقف أمامها يتطلع نحوها بنظرة لم تفهمها ليقول : زمان كنت تبكى لما اهملك ساعة .. كنت تاچى تتخبى بصدرى .. كنت بتوزنى الأمور و اغلاطك كلها چلع ومشاغبة لكن كبرتى واغلاطك كبرت مابجاتش على كد جلبى بجت تأذى ولادنا .. ولادنا يا ليليان فاكراهم ؟؟ فاكرة كنا بنعمل إيه لأچل يبجوا احسن الخلج !! من لما فرجتى بين البنتين ضيعتيهم ..
نظرت له بدهشة : انا يا طايع !! انا ضيعتهم .. انا عملت علشانهم كل حاجة .عاوزاهم يتجوزوا احسن رجالة ويعيشوا احسن عيشة .. حتى إياد علشانه شاركت في مبادرات ودعمت جمعيات وحالات كتير .
ابتسم بتهكم : عاوزاهم يتچوزا احسن رچالة !! انت ذات نفسيكى ماتعرفيش مين احسن رچالة .. خلصنا يا بت عمتى ..
همت بالرد ليرفع كفه معترضا : جولت خلصنا ..
اختطف دثارا ووسادة ألقى بهما أرضا كإعلان عن هجره لها قبل أن يتجه للخزانة مخرجا ملابسه البيتية ، راقبته بصمت وقلق ، قلما رأت هذا الوجه من طايع ، ولا تستبشر خيرا برؤيته ابدا .
**************
جلست دنيا بجوار عمتها بينما غاب الرجال جميعا جدها أصابته وعكة وصحبه أبيها للمنزل واخيها يزيد يبحث مع الطبيب عودة همت للمنزل وهاشم وزيدان فى بيت عمتها بأمر جدها يشرفان على تجهيزه للزفاف .
رفعت وجهها لتجد منصور أمامها وكزت عمتها الشاردة لتنتبه وساءها توترها الواضح بينما ابتسمت بتهكم : خير إيه اللى رماك علينا دلوك ؟
ابتسم منصور بشماتة : چاى ابارك لك .
قطبت جبينها بتساؤل ليتابع : مش خلاص هتتچوزى واد جتال الجتلة ؟؟ هو ده اللي يليج ليكى يا بت حسين .. وإن شاء الله يكون اسم على مسمى
وقفت دينا أمامه ترفع رأسها بكبرياء : اكيد يليج لى . مايهمنيش بوه مين . المهم هو مين . انت مثلا واد الأصول والعز بجيت إيه !! كلت مال عمتى وحللته لحالك .. هملت بتك واستعريت منيها .. لكن هو بجى بوه جتال جتلة صوح لكنه راچل ينصف المظلوم ويعادى الظالم .. النچع كلاته بيتحدت عنيه وسيرته الزينة دفنت اللى فات . واتمنى يكون اسم على مسمى تعرف ليه ؟؟
لم تمنحه فرصة للرد وتابعت : ما فيش ديب بيأذى اللى منيه ، مفيش ديب بيبدل وليفته ولا يشوف غيرها لحد ما يموت ، مفيش ديب بياكل لحم خوه ، الديب بيراعى الكبير والصغير ومايشرد من ناسه واصل . الديب انضف من بنى ادمين كتير .
لم يبد منصور غضبه من هذه الفتاة التى تحرجه دائما وتعرى نواياه  لكن أنقذه من لسانها البتار ظهور اخيها الذى تساءل بغلظة : بتعمل ايه اهنه ؟
نظر له منصور : چاى اطمن على بتى . عنديك مانع ؟؟
أجابه يزيد بحدة : مش انا بس بتك ذات نفسيها ماعوزاش تشوفك ولا تجرب منيك .
اقترب خطوة ليقول محذرا : انا يزيد خليك فاكر إكده بلاش تجف جصادى . بوى وچدى راعوا الدم وانت لاه .. انا بجى بعامل كل نفر بمعاملته .
نظر لأخته وعمته : چهزوا همت هنروحوا .
تحركتا للداخل وما إن تأكد أنه انفرد بمنصور حتى قال : انا مااسامحش واصل فى مال الولايا .. والچنينة اللى اشتريتها بمال عمتى هحرج جلبك عليها ..
ارتعد منصور : انت بتهددنى يا ولد ؟
عقد يزيد ساعديه ونظر له بتهكم : ايوه بهددك وأعلى ما فى خيلك اركبه يا !! يا عمى .
واتجه نحو غرفة همت تاركا منصور فى الرواق يشتعل صدره حقدا ويتقد عقله باحثا عن طريقة للنجاة . فهذا الفتى لا يهرتل أو يهدد بل يقصد تماما كل كلمة .
***************
فى اليوم التالى جلست بسمة مع سويلم المضطرب أمام الطبيب الذى اطلع على فحوصات سويلم الأخيرة ليقول : النتائج مبشرة جدا بس لازم تلتزم بالعلاج من دلوقتى ممكن نحصل على نتائج أفضل .
أومأ سويلم بصمت وحرج بينما قالت بسمة : طبعا يا دكتور هنلتزم بكل تعليمات حضرتك .
ابتسم الطبيب وهو يخط وصفته : انا مستبشر خير واتمنى كل الشباب يكونوا بالوعى والصراحة الذاتية زيكم .
تناول سويلم الورقة من يده متسائلا : أچى لحضرتك لما اخلص الكورس
***********
غادرا العيادة منذ نصف ساعة وهى لا ترغب في العودة للمنزل ، لذا لم يمانع التجول معها فكم هو بحاجة للمزيد من القرب .
مد كفه يضم كفها بدفء لتنظر له وتبتسم بخجل فيتساءل : مالك يا بسمة ؟
تنهدت بحزن : مش عارفة يا سويلم .. حياتنا عمالة تتلخبط وبابا وماما حالتهم مش طبيعية . ده غير نسمة اللى بقت غريبة جدا
نظرت له : انا خايفة اوى على إياد .. الكل بينشغل عنه وهو فى مرحلة حرجة .
ضغط على كفها : صراحة أنا معاكى وشايف الچو متوتر عنديكم ماخابرش ليه . حاولى تخليكى مع إياد اكتر وجت ممكن هو اللى هيضيع فى الرچلين .
نظرت له بفزع : لا انا مش هسمح بكده ابدا
نظرت لساعتها لتقرر العودة للمنزل فورا لتتمكن من صحبة إياد إلى الجمعية حيث سيعرض بعضا من تصاميمه على لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة والتى ستقرر تأهله للمنافسة من عدمه ليقرر سويلم صحبتهما فهو يومه الأخير بالقاهرة وعليه العودة للصعيد غدا .ليغتنم كل لحظة بقربها إذا .
************
كانت نسمة بعملها ولم يحاول بسول الاتصال بها منذ أمس وهذا يثير بعضا من مخاوفها . لقد قررت المتابعة وعليها أن تفعل .
أمسكت هاتفها وطلبت رقمه ليجيب بعد لحظات بشئ من البرود : ايوه يا نسمة ازيك ؟
استرخت فوق المقعد : انا كويسة بشوفك رايح التمرين ولا لا ؟
أجاب بثقة : رايح طبعا .. اشوفك هناك ؟
ابتسمت فهو لم ينفر منها مثلما ادعى بالأمس وقالت : طبعا بس انا زعلانة منك .
زاد تجاوبه معها : المفروض انا اللى ازعل !!
اعترضت بحدة : لا طبعا أنا .. انت خوفتنى منك جدا وماراعتش ابدا انك اول راجل فى حياتى زى ما انت قولت بنفسك .
صمت لحظة وكأنه يعيد حساباته ليرضخ : امممم معاكى حق ، ممكن اكون اتسرعت شوية .
ابتسمت بظفر : يبقى تعمل حسابك تصالحنى
قهقه بحماس : بس كده
طالت المحادثة لتمنحه خلالها جرعات من الأمل في القرب منها أذابت ما انتواه بالأمس لتكسب وقتا يمكنها من التأقلم اولا وتطويعه ثانيا فهى لن تقبل أن تكون تلك التي يريد كما أن أمامها حرب أخرى مع أفكار والدها التى لم تعد تراها ملائمة لحياتها الجديدة لكنها مضطرة للقبول بها لإرضائه فقط .
***************
وصلت بسمة للمنزل فلم تجد اى من والديها ووجدت إياد فى حالة مزرية ، ومع القليل من التشجيع استعاد بعضا من نفسه وسعادته خاصة حين أخبرته أنها ستصحبه للمسابقة .
هبطا سويا ليتوقف أمام منزل عمه : خضر هيجى معانا .
طرق الباب لتفتحه روان بحماس : إحنا جاهزين .
نظرا لها وتساءلت بسمة بسعادة : حضرتك جاية كمان ؟؟
ابتسمت روان وهى تربت فوق خصلات إياد : انا عمرى فوت حاجة مهمة زى دى ؟
ابتسم إياد بسعادة بينما طمرت بسمة خيبة الأمل بإبتسامة باهتة فزوجة عمها تهتم أكثر من والديها .
استقبل الجميع سويلم بترحاب ليتجه الجميع لمركز الجمعية .
كانت المنافسة شديدة فتصاميم الجميع تستحق التأهل ، جلس إياد بين المتسابقين ينتظر الجميع قرار لجنة التحكيم .
تحدثت بسمة بقلق : انا خايفة إياد يخسر .. صراحة كلهم موهوبين .
نظرت لها روان : كلهم موهوبين بس لاحظى إياد الوحيد المهتم بالحجاب مافتكرش لجنة التحكيم تغفل النقطة دى .
جاء صوت طايع الذى يلهث بقوة : معاكى حج يا بت عمى مع انى ماشوفتش التصاميم كلها .
نظرت له بسمة بسعادة : الحمدلله إن حضرتك جيت .
ابتسم لها : لولا عندى لچنة جرد كنت چيت من الصبح .كيفك يا سويلم؟
تساءل بفتور ليجيب سويلم : الحمدلله بخير يا عمى .
نظر لها بتعجب ليرى تعجبها أيضا وسرعان ما شردت بعينيها عنه ، تذكرت الأمس وما حدث مع اختها رغم أن الأخيرة رفضت أخبارها سبب غضب أبيها لكنها تنبأت بالسبب من رؤيتها أثناء لف الحجاب ، عادت بعينيها لأبيها وقد تأكدت أنه يتشكك حول طبيعة العلاقة بينها وبين سويلم أيضا .
اخفضت عينيها حزنا لكم يسوءها أن يفقد أبيها الثقة بها  ، هى تعلم حدودها جيدا وكذلك سويلم لم يفكر مطلقا فى تجاوز حدود فترة عقد القران .
هزتها روان لتفيق من شرودها قائلة : اللجنة هتبدأ .
شخصت الأبصار نحو المتسابقين ليعلن عضو اللجنة اسماء ثلاثة فائزين تأهلوا جميعا للمنافسة على مستوى الجمهورية وكان اسم إياد أحدهم .
علا التصفيق وساد الحماس بين الجميع حتى المتسابقين أنفسهم .
****************
عادت زينة من الجامعة لتجد امها تعمل على تنظيف المنزل ، وقفت تنظر لها بحيرة لتختطف رحمة نظرة متعجبة لها : مالك يا زينة ؟؟
صمتت زينة لحظات لا تدرى هل تتحدث ام تصمت !!؟
هل تفصح عن تساؤلات عقلها ام تحتفظ بها !!؟
إنها لا ترى غضبا من امها لغياب أبيها ، ربما لم تر مطلقا  ، لم تكن تلتفت لذلك فيما سبق . تذكر جيدا حين توجهت لوالدها وطلبت أن تتحدث معه أصر أن المشكلة به ، وأنه حاجته زوجة أخرى لا يعنى تقصيرا من أمها .
لكنها لا ترى ذلك .
اقتربت بعزم لتنظر ل رحمة مباشرة وتقول : حضرتك علمتينى حاجات كتير اوى .. علمتينى إن اهلى هم سندى وعزوتى .. علمتينى إن اخويا هو
ضهرى وملجأى .. علمتينى انى غالية اوى وقيمتى لازم احس بيها قبل الناس .
ابتسمت رحمة فقد افنت عمرها كله لأجل طفليها ، ليكونا الأفضل دائماً وكم هى فخورة بهما حقا لقد احسنت نشأتهما .
زادت زينة قربا لتتابع : ولما بابا اتجوز واحدة تانية اتعلمت منك اكتر .
بهتت ابتسامة رحمة وهى تستمع لابنتها التى قالت : علمتينى إن الست هى أساس البيت .. عارفة بابا اتجوز ليه يا ماما ؟
نهرتها رحمة : زينة ركزى فى مستقبلك بس
قاطعتها زينة بحدة : بابا اتجوز علشان حضرتك اهملتيه .. اتجوز مش علشان محتاج زوجة لكن علشان محتاج حبيبة . حبيبة تحسسه إنها بتحبه .. بابا مش خاين يا ماما وماغدرش بيكى .
ظلت رحمة تستمع بينما أتت صرخة حمزة : زينة .
نظرت له لترى غضبه الشديد فتبتسم بأسى : مفيش داعى تتعصب يا حمزة ماما عارفة انى بقول الحقيقة بس مرتاحة بلومها لبابا .
عاد حمزة ينهرها : اسكتى بقا
نظرت لأمها بحزن : انا اسفة يا ماما . بس زى ما انا بحبك زى ما انت بحب بابا زى ما هو .
واتجهت لغرفتها فورا ، أغلقت الباب دونها واستندت إليه ، هى لا تريد هذه الصورة  ، هى لن تكون يوما مكان أمها .
اسرع حمزة فور دخولها إلى أمه ، جذبها بين ذراعيه فورا مقبلا رأسها : حقك عليا يا ماما .. زينة صغيرة ومش فاهمة حاجة .
ربتت فوق ذراعه وقد سكنت ضمته ألم كلمات زينة ، تنهدت براحة هى لم تخسر بل رابحة بكل المقاييس .
*************
دخل محمد للغرفة حيث تستلقى وفية منذ عدة ساعات اشعرته بالوحدة ، كانت غافية ليقترب ويمد كفه لتغرق أنامله بين امواج خصلاتها ، شعرت بلمساته لتفتح عينيها وتبتسم تلقائيا  فيتساءل : إيه النوم ده كله ؟؟مش كفاية مارضتيش نسافر
تحركت ليلاحظ الألم بقسماتها : مش عارفة جسمى بيوجعنى وكسلانة . بعدين انت عاوز الاسبوع اللى هتقضيه معايا نسافر والدنيا تشاركنى فيك .لا انا عاوزاك الأسبوع كله ليا لوحدى
رجف قلبه سعادة لكلماتها الصادقة والتى تصيب دائما قلبه بتوتر ممتع ، اقترب وجلس بجوارها : تحبى اعملك مساچ ؟
اتسعت ابتسامتها بحماس : بجد تعرف !!
ليس لديه اى خلفية عن التدليك ولم يتوقع قبولها قط ، فاجأته بترحيبها ذا ليقول بحماس مماثل : هتعلم فيكى .
ضحكت وفية واستلقت فورا أمامه : وانا موافقة
تحرك ليفحص عبوات الترطيب قبل أن يختار إحداها ويقترب منها عازما على منحها ومنح نفسه كل الفرص للسعادة .

الشرف ( الجزء الرابع) قسمة الشبينى   _ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن