الفصل الحادي عشر

12.2K 531 110
                                    

اسعد الله صباحكم بكل خير.
فصل طويل علشان تبقوا مبسوطين
⁦☺️⁩⁦☺️⁩⁦☺️⁩

الحادى عشر
جلس طايع أمامه سويلم وبينهما المأذون المتأهب لعقد القران ، شرد طايع للحظة واحدة متذكرا هرولة بسمة فى أثره أثناء مغادرته منذ ساعة ...
عودة للوراء
خرج طايع من غرفته لملاقاة مهران وخالد حسب الاتفاق ، هو يريد الفرار من هذا المنزل بأى حجة ، من ناحية يرى تخبط زوجته وترددها ورغم محاولاته لإقصاء هذا التخبط إلا أنها تتشبث به ، ومن ناحية أخرى يخجل من البقاء وقد تم احتلال منزله من قبل صديقات ابنتيه منذ بداية النهار ، هز رأسه بغيظ : طلعت واعى يا إياد وهربت من النچمة على خالك .. بس لما اشوفك ..
قاطع أفكاره صياح بسمة : بابا .. بابا .
دار على عقبيه ينظر لها لتقف أمامه بحماس : بابا وانت جاى هات سويلم معاك .
رفع حاجبيه متصنعا الدهشة : أچيب سويلم !!
دفنت وجهها فى صدره خجلا : الله يا بابا مش لما تيجى هيبقى جوزى !
أبعدها عن صدره ضاحكا : وهتچيبى چوزك وكتيبة البنات دى اهنه ؟؟
توقع أن تصدم أو ترفض لكنه فوجئ بها ترفع كتفيها بدلال مشابه لدلال حبيبته : مش مهم عينه مش هتشوف غيرى .
أفاق طايع على هزة خفيفة من كف مهران الذى يضحك : غيرت رأيك ولا إيه يا خوى ؟ الولد دمه نشف .
نظر طايع ل سويلم ليرى شحوبا واضحا وانفاسا هاربة ابتسم ليتنفس سويلم براحة ويعيد بسط كفه الممدود ليتلقاه طايع بسعادة وتبدأ إجراءات عقد القران .
************
عاد بحالة يرثى لها ، كأنه لم يغمض له جفن منذ غادر ، ذقن غير حليق ، ثياب غير مهندمة ، شحوب واضح .
عاد بقلبه أمل يريد له الحياة ؛ أمل أن يجدى غيابه نفعا وتتراجع عن أفكارها تلك ، فتح الباب ليقابله هدوء معتاد ، تقدم نحو غرفة ولده ليجدها خالية كذلك حجرة ابنته ، ترى اين هما !
روادته الهواجس ليسرع خطأه نحو غرفتها ، فتح الباب بلهفة انتفضت لها فعليا ، تعلقت عينيه بها برجاء بادلته هى رجاءه بقوة يكره رؤيتها .
تقدم للداخل متسائلا : الولاد فين ؟
اولته ظهرها واتجهت نحو الخزانة : بيحضروا كتب كتاب واد خالهم .
التفت ترمقه بغضب : انت طبعا ماتعرفش حاچة عنيه !!
زفر محمد بضيق متقدما منها : لا معرفش .
زاد قربا منها حتى شعرت بأنفاسه ليقول هامسا : وحشتينى
دارت على عقبيها لتلقى بين ذراعيه ملابسه وهى تقول بلهجة ساخرة : وحشتك !! واللى كنت حداها خلتنى اوحشك ؟
قبض على ملابسه ليقول بحدة: رحمة انا كنت فى السخنة لوحدى ، كنت بديكى فرصة تفكرى بالراحة وتغيرى افكارك .
اقترب مجددا : لازم تعرفى انى راجل فى عز شبابى وعاوز اعيش .. انت كمان فى عز شبابك ، ليه تحرمينى منك وتحرمى نفسك منى ؟
عادت بخطواتها للخلف : احرمك ؟؟ انت سامع نفسك !! يا محمد ده ابنك وبنتك يتجوزوا
ألقى ما بيده ليصيح بغضب : وعلشان ولادى يتجوزوا أدفن انا يعنى واموت بالحياة ؟؟ انت ازاى بتفكرى كده ؟
أشار نحو صدره : حضنى مش بيوحشك !!
نظرت له من أعلى لأسفل : توحشني ليه وانت معايا ! انت اللى عاوز تبرر لنفسك انك بصيت برة .
انقض عليها قابضا على ذراعها : ابرر لنفسى إيه !! قولى لى امته اخر مرة اتدلعتى عليا ؟ امته اخر مرة لبستى حاجة علشانى ؟ امته اخر مرة قولتى لى وحشتنى ؟ امته اخر مرة خدتينى فى حضنك أو حتى سبتينى اخدك فى حضنى ؟؟ يا رحمة انا عشت سنين ماتغمضش عنيا غير وانت بين درعاتى .. جرى لك ايه ؟؟
رفعت كفها تخلص نفسها من قبضته : جرى لى اللى انت رافض تصدقه ، كبرت ؛ كبرت يا محمد زى كل الناس مابتكبر وزى ما انت كبرت ، كبرت واتغيرت رؤيتى للحياة ، كبرت وشايفة الحب مش زى ما انت شايفه ...
قاطعها بحدة : شيفاه ازاى عرفينى ؟ عرفينى يمكن اشوف زيك ، فهمينى يمكن اعذرك ، إيه يعنى كبرنا عاوز افهم !!انا بحبك يا رحمة ، بحبك ومحتاجك جمبى . بلاش تبعدينى يا رحمة وتخلينى ألجأ لغيرك
عادت توليه ظهرها مغمضة الأعين : روح يا محمد للى كنت رايح لهم ..بلاش تعلق اغلاطك عليا .
وكزها محمد بغضب : لا هعلق عليكى يا رحمة لأنك سبب كل حاجة .. لولا بعدك عنى ماكنتش شوفت غيرك ، سبتك يمكن تعقلى وراجع ليكى انت بتقولى ابعد .. حاضر يا رحمة ، هبعد بس ماتلوميش غير نفسك .
انحنى ملتقطا ملابسه ليتوجه إلى المرحاض عازما على عدم منحها المزيد من الوقت ، المزيد من الفرص ؛ فهى لا تستحق بينما نظرت فى أثره بسخرية ، عن اى حب يتحدث !
يال هؤلاء الرجال ، يتشدقون دائما بما يقربهم من مأربهم .
أيظن أنها تصدق إدعائاته تلك !!
ليست حمقاء لتلك الدرجة ، هى تعلم جيدا لما تزوجها ! وتعلم أيضا لم يريد الزواج من أخرى !!
**************
تكفلت روان بإعداد وجبة عشاء تنتظر سويلم وبسمة . كانت بسمة قد ارتدت ذلك الفستان الذى صممه إياد لتخطف انفاس صديقاتها ، أطلقت العنان لشعرها ليسترسل دون أي تدخل منها سوى تصفيفه ، استخدمت مساحيق التجميل بشكل طفيف لتبرز عينيها وشفتيها وتظلل اجفانها بلون تلاءم مع الفستان .
جلست بين صديقاتها توارى شوقها إلى عودته برفقة أبيها ، لقد وأدت مشاعرها لسنوات فى انتظار تلك اللحظة ، اللحظة التي يمنحها الله فيها حبه حلالا .
شعرت بدقات قلبها تعلو لتقرر مساعدة نفسها على الانتظار واغتنمت الفرصة حين قالت سيلين : بسمة ماتسمعينا صوتك .
ابتسمت والتفت الفتيات حولها بحماس لتبدأ قائلة ؛
إنى اذكر نسوة ورجالا
ما كل حب فى الزمان حلالا
دع عنك شعرا فى النساء تغزلا
غصن المراهق عنده قد مال
عجبى على سفه النساء وجهلها
أصداف بحر يبتغين رمالا
كن الجواهر فى مكان آمنا
فلم الخروج لترضى الانذال !
الحب شهد لن يفوق مذاقه
إن كان فى الله العظيم تعالى
ومحبة المختار ركن دونها
لا يؤمنن وإن بدا اجلالا
والحب للأهل الكرام وموطنى
لو ما أضحى لا اريد نوالا
والحب للأخيار أبهى صحبة
كالنحل يؤثر ورده المختال
والزوجة الفضلى ابادلها الهوى
بوجودها فرح وأسعد حال
من يخش حقا أن يمس محرما
أعطاه إياه الكريم حلالا
قد حرم الإسلام نظرة عامدا
ما غض من بصر وصال وجال
فإذا اختلى الاثنان قال رسولنا
ابليس ثالثهم وكان وبالا
من يرتضيه لأخته أو بنته
سيقول ذو دين بحزم لا لا
فإذا سكت عن المعاصي راضيا
الله يغضب فانتظر زلزالا
إن النساء لفتنة أو نعمة
والمال يفتن اصلحوا الأعمال
هى فتنة إن أبعدت عن دينها
وإن استقامت صانت الأجيال
انى اذكر نسوة ورجالا
ما كل حب فى الزمان حلالا.

الشرف ( الجزء الرابع) قسمة الشبينى   _ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن