الفصل السابع

12.5K 577 54
                                    

حقيقى سعيدة جدا بتفاعلكم وآرائكم ومناقشتكم فى الكومنتات ، ده بيخلينى احس إننا بنعيش مع بعض الأحداث بشكل واقعى وفى تناغم فكرى بنا .
دمتم داعمين
💖💖💖💖

السابع
قاطع الجميع خروج إياد من غرفته لتتحول الأحداث بشكل جذرى فقد اشرق وجه بسمة لظهوره بإشراقة تماثل إشراقته التى تبدد الغضب وهو يتجه نحو سويلم مناديا اسمه لكنه سرعان ما لاحظ ضمادته لتتوقف خطواته ، وقف سويلم مبتسما لبراءته وسرعان ما اقبل نحوه حين شعر بفزعه ليقول بود : انى زين ماتخافش
رفع إياد عينيه لرأسه ليرفع كفه نحوها ويضغط عليها دون أن يبدى ألمه ، عاد يتقدم ببطئ ليمسك إياد كفه ويبتسم بتردد ابتسامة مهزوزة متسائلا : انت مش هتزعل بسمة صح ؟
اتسعت ابتسامة سويلم : عمرى ما ازعلها
لامه إياد بلمحة حزينة : انت زعلتها امبارح وانا زعلت علشان هى زعلت .
تنهد سويلم بأسف : حجكم على راسى
عادت إشراقة إياد : خلاص انا مش زعلان منك اصل انا بحبك
اتجه نحو بسمة مهرولا بسعادة : بسمة سويلم رجع زى ما قولتى لى .
اقترب منه سويلم برجاء : طيب جولها تلبس الدبلة تانى
رفعت كفها ليرى خاتمه الذى يعانق بنصرها وهى تقول : مش أنا اللى قلعت دبلتى
نظر نحو الطاولة التى ترك خاتمه فوقها ليخرجه طايع من جيبه : دبلتك معاى
نظر نحوه ليتابع : ومش هتاخدها دلوك
***********
دخلت رنوة للغرفة بعد أن هاتفها سليم وشعرت ببعض الراحة والطمأنينة تجاه سويلم ، كان رفيع يلتزم غرفته منذ الصباح وهذا على غير عادته ، وجدته جالسا بشرود فظنت أنه قلقا بشأن سويلم ، اقتربت منه وجلست أمامه فلم تلحظ أنه انتبه لها .
نادته لتتحرك عينيه يطالعها بصمت ، ابتسمت بحنان : سليم طمنى على سويلم وهيرجعوا بكرة إن شاء الله.
أومأ بصمت دون أن يطرأ تغيرا على حالته لتتساءل : مالك يا رفيع ؟
شرد بملامحها وهو يتذكر مكالمة محمد وهو يخبره أنه سيتزوج من اخرى.
أخبره أنه لم يعد يتحمل تجاهل رحمة لمشاعره ووجوده ، لم يعد يتحمل وأدها متطلباته ومحاولاتها المستمرة للحط من كرامته وتقليل شأنه بل وتمادت ووصفته بالخرف .
الخرف لمجرد رغبته بها !

زفر رفيع بضيق لقد فقدت أخته عقلها حتما ، أتريد أن يحيا ولديها ما حياه هو وهى ؟؟
أتقبل بهذا الوضع ؟
وهل يتمكن محمد من العدل بينها وبين الأخرى التى ينتوى زواجها ؟
بالطبع لن يفعل ...
ستدفعه هى بعندها الذى يعرفه جيدا للارتماء بين ذراعى الأخرى .
ألم تدفعه هى للتفكير في زواج ثان !!!
وقد تكون هذه الأخرى بهذا السوء الذى يدفعها للاستحواذ عليه ، وقد تلبى كل احتياجاته فيزيد بعدا عن رحمة وولديها ، وقد ...
ألاف الظنون تجول برأسه منذ الصباح وهو عاجز أمامها جميعا ، كل ما تمكن منه رجاءا ببعض التريث لم يرفضه محمد ، شكرا لله لم يفعل . يبدو أن إحداهن لم تدخل حياته بعد وفكرة الزواج لم تحدد لها امرأة بعينها .
هذا الأمل وحده يمكنه أن يبعث روحا جديدة في حياة أخته الزوجية التي تلفظ أيامها الأخيرة .
عادت رنوة تربت فوق كفه : رفيع انت مش معايا خالص .
ألقى عصاه بلا وعى فقد إكتفى من التخبط وجذب ملابسها ليستقر بين ذراعيها ، شهقت بصدمة وتجمدت لحظة قبل أن تحيطه بذراعيها بقلق : مالك يا رفيع ؟
أغمض عينيه بألم وبدأ يتحدث .. لم تكن تتخيل أنه يحتفظ بذكريات طفولية سيئة لتلك الدرجة .
لم تكن تظن أنه عانى كونه ابن الزوجة الثانية لهذه الدرجة .
كيف تحمل وأد هذا الألم عمره كله !!
وما الذى أخرج هذا الألم من مدفنه بين جنباته المظلمة !!
لم تقاطعه مرة ، ولم تستحثه مرة ، بل تركته يفرغ كل ما احتواه من ألم علها تتمكن من نزع بعضا منه .
علها تتمكن من نزعه أجمع .
وكم تتمنى أن تفعل !!!
**********
فى منزل حسين زيدان حيث دخل هيبة للتو يصحبه ضاحى والذى أكد أنه لن ينفعل مهما حدث .
استقبلهما حسين بتعقله المعروف ليقول هيبة : إحنا چايين نطمنوا على الحچ زيدان .
أشار لهما حسين : اتفضلوا بوى الحمدلله احسن كتير والحكيم جال نجدر نخرچه يتمشى فى الچنينة .
ابتسم ضاحى فمروره بتجربة مرضية سابقا تجعله يشعر بسعادة زيدان الذى سيرى الدنيا مجددا بعد أشهر بين جدران غرفته .
فتح حسين الباب ليستدير هيبة وضاحى فورا فقى الغرفة تجلس فتاة سافرة الرأس ويتدلى حجابها فوق كتفيها، نظر لهما حسين بحرج ثم لها : دينا جولت لك ايه ؟ هملى چدك يرتاح .
جاء صوتها المتدلل : چرى إيه يا بوى ؟! مااهملهوش جبل ما يفطر زين .
احتد صوت حسين : جومى لأچل الرچالة يدخلوا .
انتفضت دينا ترفع حجابها بينما ابتسم زيدان وكأن شيئا لم يكن ، خرجت بهدوء دون أن ينظرا لوجهها ليدور هيبة مبتسما : سلامتك يا حچ .
تبعه ضاحى ليقول زيدان بضعف : يا مرحب بولد الغالى .
اقتربا ليقول ضاحى : ربنا يعافيك يا حچ
ابتسم له زيدان : تسلم يا ولدى . انى خابر انك واخد على خاطرك من واد اخوى . بس كيه ما انت واعى مابجتش جادر احكم عليه وشوره من رأسه
تدخل حسين : يا بوى هملنى اعرفه مجامه .
نظر له زيدان : بلاش يا ولدى لأچل خاطر خيتك .. بلاش هو چوزها بردك .
تدخل ضاحى : الحچ وياه حج يا حسين ماتحطش خيتك بناتكم تتحرج بناركم انتو التنين .
زفر حسين بضيق ليبدأ زيدان ينهره وكأنه نسى محور الحديث : مشيت دينا ليه !
حمحم بحرج ليتابع : كل ما اطلع لها اشوف فيها الغالية الله يرحمها .
تنهد بحزن بينما نظر حسين أرضا لتعود لهجته لشئ من الحدة : روح نادم عليها ، هيبة وضاحى مش اغراب .
نهض هيبة : إحنا ماشيين من الأصل يا حچ جولنا نطمن عليك بس .
نظر له زيدان بحدة : يمين تلاتة ماتتحركوا جبل ما تشربوا الجهوة .
لينظر لولده : چرى إيه يا ولد هم وچب الرچالة .
ابتسم حسين وغادر ليبدأ زيدان يتحدث عن تلك الصغيرة والتى هى قطعة مصغرة عن ابنة أخيه الراحلة والتى لم ينسها ولده يوما ولم ير نساء فى الدنيا من بعدها .
إستمعا له بصمت ورحابة فهما يعلمان جيدا أهمية التحدث عن الذكريات للجميع ، خاصة أولئك الذين تقدم بهم العمر ، مجرد مشاركته إياهم تلك الذكريات تشعرهما بألفة ليست بغريبة على زيدان ابو العز الذى كان دائما داعما لوالدهما الراحل ول هيبة من بعده .
*************

الشرف ( الجزء الرابع) قسمة الشبينى   _ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن