الفصل الأول

14.1K 320 4
                                    

الفصل الأول (البدايه )
----------------------------
داخل شقه بسيطه متهالكه الأثاث والدهانات التي تخبر من يراها بأنها لم تتغير منذ عشر سنوات على الأقل  تجلس تلك العمياء كما  يلقبونها على أرضيه "المطبخ " تنظف أرضيته بمنشفه صغيرة وهي تبكي في صمت تعامل الفتيات في منازل الأهل معامله الأميرات وهي تعامل معامله العبيد مالذي تنتظره من أب جاحد قلبه لايعرف الرحمه وزوجة أب سليطه اللسان غليظه القلب وأشقاء لايعرفون شيئا سوى مصالحهم الشخصيه فقدت والدتها في حادث سير منذ عامين وفي نفس اليوم فقدت بصرها ودخلت في غيبوبه وتجاوزتها بعد أسبوع
كانت في حاله يرثى لها حينها ساعدتها في تخطي هذه المحنه شقيقتها من الأب تدعى "ياسمينا"
والجدير بالذكر أن شقيقتها تلقي على عاتق شقيقتها العمياء جميع أمورها الخاصه بالمنزل 
ولاتلق بالٍ  بإعاقتها التي تجعلها تصطدم بكل شيئا في المنزل توقفت "حياة" عن التنظيف وهي تتنهد بعمق وهي تمتم بكلمات بسيطه تناجي من خلالها ربها أن يعينها على ماهي عليه لم تكن تريد الكثير كل ماتريده من هذه الحياه هي أن تعيد لها ما سلبته منها
كانت "حياة " فتاة كمثلها كمثل الفتيات الملتزمات 
تبلغ من العمر25عاما  حاصله على ليسانس حقوق ترعرت في بيت بسيطه مكون من شخصين هي ووالدتها وعندما فقدت والدتها عادت إلى منزل واددها الذي تركها في غيبوتها وصرف أموالها على زوجته دون أن يلق بالٍ على ابنتها
تحملت والدتها غلظة زوجها وزواجه من أخرى كي لا تحصل على لقب مطلقه!!
تفكير عقيم أود بحياتها إلى الموت كما جعل ابنتها الوحيده  تفقد بصرها في ذات اليوم الذي فارقت فيه هي الحياه لتجعل حياتها ظلام حالك
حاولت كثيرًا "حياه" استرداد أموالها التي تجمعت على هيئه مصوغات ذهبيه ورثتها عن أمها لتخضع لعمليه جراحيه بالعين لتُعيد لها بصرها ولكن رفض والدها مبررا لها أن قام بصرفها مُنذ دخولها الغيبوبه وحتى لحظه خروجها من المشفى الحكومي كانت "حياه" على يقين أن وال ها يكذب في كل كلمه  ولكن ماذا تفعل كما يقولون (ما باليد حيله )  لم يكن أمامها سوى أن تقدم على مساعده من الجهات الحكوميه ثم بعد ذلك تضعها في تلك الجمعيات الشهريه وتخضع هي دون أن تكلف والدها الذي رفض مساعدتها بعد أن أمرته زوجته بذلك وكلما تعلم أن حصلت على المبلغ كاملا توهمها بأنها ساتساعدها يوم واحد تعاملها فيها جيدا وما أن تضع يدها على الأموال تنهرها وتسبها سبابٍ لاذعا كل هذا تذكرته حياه وكأنه شريط فيلم يمر أمام عيناها البنيتين  وكأنه فيلم سنيمائي
تحسست "رخامه المطبخ "  حتى وصلت إليها تحاملت على نفسها ووقفت ثم سارت خطوات بسيطه متجه نحو  "الغلايه الكهربائيه "  التي أعلنت عن إطلاق صافرة الإنتهاء من عمليه الغليان
للتو مدت يدها لترفعها من مكانه وتسكب في كوب صغير عادت "الغلايه" إلى موضعها ثم مدت يدها لتتحسس مكان الباب  حتى وصلت إليه ثم اتجهت إلى ردهه الشقه ومنها إلى حجرة شقيقتها الصغرى كانت تتحرك ببطئ على الرغم من حفظها لخطوات الشقه ولكنها تخشى أن يفعل شقيقها مايفعله دائما من مشاكسات تقلل من عجزها وتُشعرها بإعاقتها حقا
وصلت أخيرًا إلى حجرة شقيقتها وضعت يدها على المقبض الحديدي وقبل أن تفتح انتفضت على أثر صوت أخيها الصغير "فريد"  وضعت يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط من شدة الخوف وقالت معاتبه
-إخس عليك يافريد كدا تخضني عجب كدا اهو الشاي وقع مني
دوت ضحكات  "فريد"  المكان ما أن أنهت تلك الأخيرة حديثها المعتاد نفث سحابه دخان كثيفه ثم فرغها في وجهها ظلت تسعُل بشدة وقبل أن تتحدث وضع عقب سيجارته في كوب الشاي وقال
-خلاص بقى يا حياه ماكنتش لعبه بلعبها معاكي كل يوم يلا يلا ادخلي ادي الشاي لـ ياسمينا

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن