الفصل الثامن عشر

8.1K 258 2
                                    

الفصل الثامن عشر
*****************

واللهِ ما

ردت مقاطعه بجدية مصطنعه
-خلاص بقى يا عمدة اسيبك أنا عشان الحق المول قبل مايقفل

استدارت بجسدها كله نحو باب المزراعه، كانت تكفكف دموعها المنسدلة على وجنتها، صدح رنين هاتفها المحمول أخرجته من حقيبتها الجلدية السوداء لتنظر لشاشته وهي تزفر بحنق ثم ضغطت على زر الإجابه لترد عليه قائلة
- ايوا يا زين خلاص جايه قدامي خمس دقايق وجايه سلام

والله يا ولدي أني كان نفسي أشوف " حياه"  بس طالما هي نايمة خليها براحتها واجاي بعد يومين

أردف "  الجد" عبارته وهو يقف عن الأريكه بمساعدة حفيده  ليغادر المكتب بعد أن اتفقا على لقاءٍ آخر في القريب العاجل .!

عاد "  ادهم "  إلى مكتبه ليجلس خلفه ليتابع أعماله من جديد  وقبل أن يغرق عقله في أعماله انتشله حديث الجد عن ابنة عمه التي ضحت بكل شئ كي تنقذ أختها غير الشقيقه من الموت .!
طرق على سطح المكتب الزجاجي بخفة متسائلا بنبرة حائرة
- يا ترى عملتي ليه اكده يا ياسمينا ؟!

لن تختلف حيرة "ياسمينا" عنه كثيراً كان مضطربة المشاعر والأحاسيس لم تعرف ماالذي تريده حقا وبالأحرى ماذا يريد منها "زين" لقد سئمت حقا منه ولكنها تشعر بشيئا ما يجذبها إليه، كانت تجلس تستمع لتوسلاته ورجائه ما أن علم أنها ستعود من حيث أتت، رفض وبشدة عودتها للقاهرة
تنهدت بنفاذصبر وقالت بعدم فهم
-إنت عاوز إيه بالظبط يا زين ومالك متمسك بيا كدا ياابني إحنا لسه متعرفين على بعض من حاولي شهر حب إيه اللي بتتكلم عنه ؟

رد بنبرة صادقة
- واللهِ بحبك، الحب ملوش وقت ولا مدة معينه أنا أول مرة شفتك فيها عجبتيني ويوم ورا يوم كان قلبي بياكد لي حقيقة حبي ليكي

سألته بجدية
- وآخرة الحب دا إيه يا زين

أجابها بحزن
-مش عارف، حقيقي مش عارف الحاجه الوحيدة اللي أعرفها إن مش قادر ابعد عنك

جذبت حقيقته الجلدية بعنف وقالت وهي ترمقه بنظرات غاضبه
- أنا ماشية يا زين وياريت منتقابلش تاني ولما تعرف إنت عاوز إيه ابقى كلمني

وبعد مرور يومين على الجميع لم يحدث فيهم شيئا جديد يذكر سوى محاولات " زين " المستمية في الوصول إلى "  ياسمينا "  ولكنها رافضة وبشدة
كانت تريد وضع حدا  لهذا الوضع العجيب من وجهة نظرها، أما " ادهم "  مازال يمكوث  في مكتبه بالمزراعة ولكنه عاد بعد أن علم أن الجد في منزله في إنتظاره ليتناول وجبة الغداء  سويا .!

ولج منزله وجدها في أبهى زينتها جالسة بجانب جدها تتحدث معه  وعلى الجانب الآخر من ذات الغرقة يجلس "سراج وزين "  ابتسامة مشرقة أوزعها على الجميع وهو يلقي عليهم التحيه  ثم جلس على المقعد المجاور للجد
دقائق واعتذر كي يبدل ملابس سريعا
صعد الدرج متجه حيث حجرته ليغتسل يبدل ثيابه، ولج المرحاض سريعا، في ذات الوقت الذي ولجت فيه " حياه"  الغرفة لتجلب لجدها أحد الأوراق الخاصة بقطعه الأرض التي أخذتها إرث عن أمها، أستغرقت بعض الوقت لتخرج الورق المطلوب، وبعد مرور خمس دقائق  خرج "  ادهم "  عاري الصدر ليكمل  ارتداء باقي ملابسه خارج المرحاض  التفت " حياه "  مصدر الصوت لتجد " "ادهم " يستدار بجسده كله نحو الخزانة، شهقه مكتوم منعتها تخرج من صدرها بعد أن رأت على ظهره آثار تعذيب تشوه جسده، انتفض وكأنه لدغ  ولكنه حاول التماسك وهو يردف بتلعثم وهو يرتدي جلبابه على عجل قائلا
- أنتِ اهني من إمتى ؟ 

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن