الفصل الحادي والعشرون

7.3K 235 2
                                    

الفصل الحادي والعشرون
********************
رد والدها قائلا بقهر
-  ماخلاص بقى يا حياه اللي فينا مكفينا مش ناقصة

حركت رأسها بنفاذ صبر قائلة بغضب
-  اللي فيكم دا غضب من ربنا عليكم في الدنيا شوفوا هتعملوا إيه في الأخرة وياريت هيأثر فيكم

وقف " ادهم "  عن الأريكه دون أن يعقب على حديثها  بكلمة واحدة، هرولة خلفه " حياة" في محاولة  مها لتعرف إلى أين سيذهب زوجها، ولكنه غادر المنزل غيرمبالي بمنادتها له  استقل سيارته  متجه إلى المكان الذي وجدوا فيها جثة ابنةعمه

عادت " حياه " والاحباط يتملكها ولجت البيت مرةً أخري وجلست بجانب جدة زوجها،  ضمتها بين ذراعها مربتة على كتفها بحنو  عاد الصمت يخيم المكان من جديد لم يعد يعرف أحدهم مالذي ينتظرهم بعد .!

وعلى الجانب الآخر من نفس المدينة، كانت تجلس  على الأريكه تتذكر حياتها السابقة معه كانت تشوبه حياة الأميرات حقا تبدلت حياتها بين ليلة وضحاها الحلم الذي كان يصعُب عليها تحقيقه أصبح حقيقة  كانت لاتصدق مايحدث، أصبحت تحمل بأحشائها طفلا يحمل صفاته وصفاتها ولكن سيولد بدون أب
سوف تتحول حياته ويعاني، كما يعاني معظم الأطفال الذين يعانون من الإنفصال وتفريق العائلة لم تكن تعلم إنها ستعيش ذات المعاناة، ولكنها سوف تتجاوزها بشتى الطرق، انتشلها أخيها من بئر أفكارها وهو يضع قدحا من القهوة على سطح المنضدة الزجاجي وراح يقول بمرح
- القهوة المظبوطة لست سلمى المدلعة والمبسوطة

لاحت إبتسامة حزينة شدقها، اعتدلت لتجلس بأريحيه وهي تستند بظهرها على ظهر الأريكه مدت يدها وتناولت منه قدح القهوة قائلا بنبرة ساخرة
- مبسوطة قوي بخراب بيتي !

ارتشف رشفات سريعة من قدح القهوة وقال وهو ينفث سحابة دخان كثيفة من لفافة التبغ قائلا بلامبالاة
- واللهِ أنا شخصيا شايف إن أنتِ خسرانة حاجه أنتِ قعدة في بيتك معززة مكرمة هو الخسران على فكرة مش أنتِ

ردت بصوت حزين
- إن جيت للحق ابننا هو اللي هيبهدل  مش هو ولا أنا

سألها بعدم فهم قائلا
-  ممكن أعرف هيبهدل ليه ؟

أجابته " سلمى"  بقهر
-  طفل لسه مجاش الدنيا ويوم مايجي يلاقي أمه وأبوه منفصلين عاوزه يبقى عامل ازاي يعني !؟

رد على سؤالها بسؤالا آخر قائلا بعدم فهم
- وهو أنتِ فاهمه إن كل المنفصلين مُعقدين ؟!

أجابته بتعلثم
- أكيد لأ بس بس

رد مقاطعا تلعثمها في الإجابة قائلا
- بس مشكلة إنك بتحبي زين وهو دا اللي وجعك صح !؟

طأطأت رأسها أرضا ولم تجيب على سؤاله وقبل أن يسألها سؤالا آخر أتت والدتها بطبق الحلوى التي طلبتها " سلمى"  لتضعها على سطح المنضدة الزجاجي وقالت بسعادة مزيفة
- حبيبتي اللي منورناني وقلبي اللي نفسها في الرز باللبن عملته بإيدي وحياة عنيا
 
ابتسمت " سلمى" إبتسامة متكلفة وقالت بهدوء
- ربنا يخليكي ليا ياماما

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن