الفصل السابع

8.1K 275 3
                                    

الفصل السابع
----------------
كز على شفتيه السفلى وهو يبتسم بسخريه وقام بتقليدها قائلا
-لو جيت وطلبت منك المساعدة أبقى اطردني من مكانك

تابع بصوت مرتفع ممزوج بحده 
-أطلعي برااااا

انتفضت "حياه" على أثر صوته الذي دوى المكان
سارت بخطوات بسيطه متجه نحو المقعد الذي يقف بجانبه "أدهم" ما أن تابع حديثه كانت تتبع صوته لتعرف أين يقف جلست على المقعد بعد أن ارتطدمت به ولكنها كتمت آنينها الذي لا يقارن بهذا الذُل الذي لانهايه له
بلعت ريقها وحاولت جاهدة أن تخرج الكلمات من بين شفتيها وكأن تجبر نفسها على أن تضع نفسها للمرة المائه بعد الالف لمناجاة الآخرين لمساعدتها
كالعادة اعتادت على الرفض والقبول الذي يأتي بعد التوسل والرجاء لذالك لاداعي للبكاء الآن ونكمل ما أتينا من أجله .
تنهدت بعمق وهي تتوسل إليه قائله
-أستاذ أدهم أرجوك ساعدني أنا واحدة شافت في الدنيا دي كتير عندي كل حاجه و محرومه من كل حاجه عندي الأب ومحرومه من حنانه الأخ ومحرومه من حنيته وأمانه والأم ال راحت وراح معاها نور عيوني ومبقاش قدامي غير بصيص أمل
مسكت في بعد ما كنت فقدت الأمل في تحقيقه
رجع لي الأمل لما جيت هنا الصعيد صحيح في شويه مشاكل بس أنا هاقدر أعديها أنا قويه

بلع غصه مؤلمه مزقت حلقه وهو يغلق جفنيه ليمر أمامه شريط ذكرياته المؤلمه قام بفتحهما وهو يجلس مقابلتها وتحدث بصوت خفيض ونبرة تملؤها الحزن قائلا
-عارفه لو مافيش حد في الدنيا كلها يجدر "يقدر" يساعدك وأني بس ال ينفع اساعدك بردو مش هساعدك

سألته في غيظ وقهر قائله
- ليه يا أخي كل دا عشان قلت لك ماتتدخلش خلاص جيت واعتذرت عاوزني أعمل إيه ابوس على ايدك ؟!!

أجابها بصوت مرتفع قائلا بغضبٍ شديد
-لأ عاوزك تمشي من أهني عاوزك ترجعي من مكان ماجيتي

كررت سؤالها بغضب
- ليــه ؟!!

عشان أبوكي حرمني من أغلى شئ عندي حرمني من أمي قتلها أبوكي قتل أمي 

أردف "أدهم " عبارته وهو يحاول جاهدا منع هبوط دمعة حانيه تتوق شوقا للمسة حانيه من يدها كان يصمت لبتلع غصته ومرارة حلقه ليُسرد لها قصته القصيرة التي تتخلص في عبارة صغيرة ولكنها  تسببت في جُرح مازال ينزف دما تنحنح قائلا
-أبوكي يوم سبوع أخوكي  ضرب نار وهو بيرقص

صمت وهو يحاول كظم غيظه ثم قال بغضب وهو يقف من فوق المقعد قائلا بكُره وغل يملئ قلبه تجه شقيقها
-أمي كانت بتتفرج من البلكونه وفجاة طبت ماتت  أخدت رصاصه في دماغها من سلاح أبوكي والفرح اتقلب لميت

كان حديث "أدهم" ينزل على مسامعها وكأنها تشاهد مسلسل تليفزيوني وليس حادث قديم حدث بالفعل مُنذ سنوات ماضيه
لم تعد تعلم على أي شئ تبكي عليه، أولا حياتها ومأساتها التي كانت ومازالت تعاني منها،  أم تبكي على ماتسمعه عن والدها الذي أضاف إلى مجموعه الألقاب لديه لقابا جديدًا ألا وهو "قاتل" ولكن هذه المرة قتل خطأ نعم بعد ما سرد "أدهم" ماحدث لوالدته على يد عمه فهو قتل خطأ وإلا كان لعمها تصرفا آخر ولكن ماعاشه "أدهم" من طفولة معقدة
بدايةً من مقتل والدته وحتى معاملة والده الفظه طوال الوقت كان يفعل معه كل هذا ليشتد عوده ويُصبح رجلا يعتمدًا عليه ...!
ولكن نتائجه كانت عكسيه ومؤثرة بشكل خاطئ عليه وأصبح طفلاً معقدًا يفتقد أمه ويكره جميع النساء مادامت هي في عالما آخر عامل زوجة أبيه بطريقه مزعجه  لكنها تحملته كثيرًا ولم ولن ولا تفرق بينه وبين أخواته ولكنه كان يرأى عكس ذلك
شريط ذكريات مؤلمة عاشها وحده وتنازل عن ملاذ الحياه بعد رحيل والدته حتى جدته التي لم تراه منذ عشرة أعوام بسبب قناعه القاسي الذي يرتدي
كان يظن أنها لاتريده بعد أن نهرته لصفعه لحفيدها الذي لم يكمل اليومين والذي كان محط أنظار الجميع حينها الجميع تناسوا "أدهم" دون قصد
مرت الأعوام حتى أصبح إبن خاله يبلغ من العمر 10 سنوات  وعندما قرر الإنتقام على طريقته الخاصه  وهو الحرمان كما ذاقه ولكنه فشل وانتصر قلبه على شيطانه وعدل عن فكرة الإنتقام بعد أن رأى تعلقه الشديد به عادت الحياه حينها هادئه نوعا ما لم يتستطيع نسيان هذا اليوم كانت زوجه خاله تريد إخراجه من المنزل بلا راجعه بعدما كان ينعم بالحنان والهدوء مع جدته فرمته بالباطل وقالت ما ليس فيه وأنه يغازلها ويطالعها في كل  خطوة لم تعير جدته انتبه لثرثرة زوجة ابنها التي تعرفها حق المعرفه
عزمت زوجة خاله أن تطرده لينعم أولادها في النعيم وحدهم حاولت أن تفسد العلاقه بينه وبين جدته تارة كانت لاتصدق وتارة تصدق بالدليل القاطع حتى يوم طرده من جنة النعيم يوم ماقالت زوجة خاله أنه مدمنا وخطرا على أولادها والدليل هي المخدارت التي وضعتها بين يدي جدته اقسم "أدهم" حينها أن لم يحدث هذا وأنه برئ براءة الذئب من دمي بن يعقوب ولكنها صدقت زوجة ابنها وطردته حتى يصلح من شأنه ويعود لها
خرج "أدهم"  ولم يعد حتى مر هذا اليوم عشرة أعوام كامله تبكي فيهما الجدة ندما ويبكي فيهما قهرا وحزنا ويكظم غيظه وغضبه من الحياه حتى لقاء ربه حاولت جدته أن تعيده لها مرة أخرى ولكن كل محاولات باءت بالفشل 
كان وحيدا شريدا كانت له أمانه وحمايته موقف قلب كل الموازين رأسا على عقب من حضر المشهد يضع الحق بل كل الحق على "أدهم" ولكنه له رأي آخر كان كل مايريد قوله حينها أنني بدونكِ ياجدتي أفقد أمي للمرة  الثانيه ...!!!

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن