الفصل الخامس عشر

8K 259 1
                                    

الفصل الخامس عشر
---------------------------
صفعه قوية نزلت على وجنته جعلته جاحظ العينين متصلب الجسد وكأنه تمثال برع الفنان في نحته،  وجهت الجدة سبابتها في وجه حفيدها قائلا بصوتٍ مرتعش  وهي توجه إصبع الشهادة خلفها على تلك المسكينة التي تستمع دون أن تعترض على حديثه بكلمة واحدة
-  لو كنت فاهم إن اللي واجفة جدامك (وافقة قدامك)  دي مالهاش سند ولا ضهر تبجى(تبقى)  غلطان
ولو كنت فاهم إن اللي أني معرفش حاجه واصل عن اللي بتجوله ( بتقوله )  تبجى برضك غلطان ( تبقى بردو )  من أول يوم اتعرفت في عليها وأني عارفة عنها اللي إنت نفسك متعرفوش عنيها واصل ( عنها ابدا )  لو وجودي في البيت ديه هايسبب لكم المشاكل أني هامشي و

ردت " حياه "  بإنكسار قائلة
-  لأ معلش يا تيتا لو في حد لازم يمشي يبقى أنا الحد دا، بيت جدي أوله بيا

رد بغيظٍ  من بين أسنانه قائلا
-  أني اللي هامشي جبل (قبل)  ما ارتكب جريمة

هوت " حياه " على الأرض وهي تبكي بقهر وحزن شديدين احتضنت الجدة  ذراعيها  بحنو  وهي تضع  رأسها فوق رأس "حياه" 

كانت تبكي وتنتحب  وهي تتسأل عن ذنبها الذي اقترفته كانت في حالة يرثى لها  ربتت الجدة عليها لتخفف عنها حزنها الشديد
- أنا ذنبي إيه أنا واحدة الدنيا جت عليها وهو كمل عليا وكسرني، ذل وإهانة كل دا ليه عشان أرجع نظري

تابعت بصراخ وهي تخرج من حضنها قائلة
- ملعون أبو نظري مش عاوزه نظري طالما يذلني كدا مش عاوزه 

مر الوقت على الجدة وهي تحاول جاهدة إحتواء 
  هدئت " حياه " قليلاً، كانت تستند برأسها على طرف الأريكه الموضوعه في الحديقة، انسابت دموعها كلما تذكرت حديثه،  لحظات كانت تفصلها عن حريتها،  لم تكن تعلم حين يُعطي لها حريتها بالانفصال عنه ستكون متعبة هكذا،   12ساعات  كاملة مرت على مشاجرة جعلتها تعيد التفكير في كل شئ، لم تبارحها الجدة إلا لوقت الصلاة وتعود لها مرة أخرى، كانت مضربة عن الطعام والشراب، منذ الصباح،  الساعه الآن الثانية صباحا  الجميع في سبات عميق،  تركتها الجدة تختلي بنفسها لتفرغ ما يكمن بداخلها، ولج "  أدهم "   باحثا عنها في كل مكان،  حتى وقع بصره عليها في حديقة المنزل تكفكف دموعها بظهر يدها  ثم تحسست موضع كتاب الله  الخاص بها، فتحته وظلت تقرأ ما تيسر منه  وعندما وقفت أمام أيه من آيات الله قالتها بقلبٍ. مقهور حزين مظلم من كثرة الحزن والظلم الذي وقعت فيه انهمرت عبراتها وهي تردد بصوتٍ مختنق
  (‏رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ )

رددتها أكثر من مرة وكأن هذه الآيه تغسل حزنها 

أقترب ثم دنا منها وطبع قبلة عميقه على رأسها  ثم جلس بجانبها وقال  بعتذار
-  متزعليش مني أ

قاطعته وهي تكفكف دموعها بظهر يدها قائلة بجدية
- متعتذرش يا أستاذ أدهم، إنت معاك حق

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن