الفصل السادس عشر

7.4K 268 1
                                    

الفصل السادس عشر
----------------------------
استدار الطبيب ليجد " أدهم"  واقفا متصلب وكأنه تمثالا برع الفنان في نحته سار الطبيب بخطوات هادئه ثم ربت على كتفه وهو يقول بجدية
- إحنا عملنا اللي علينا،   أدعي لها بالرحمه

قبض على عنقه وهو يتحدث من بين أسنانه قائلا بحده
- إياك تجول اكده (تقول كدا )

حاول الطبيب ومن معه فك قبضته من حول عنقه  وهو يحاول تهدئته وإحتواء الموقف قائلا بهدوء وحكمه
- ياابني الأعمار بيد الله وهي بقالها 5 أيام مابتسجبش للعلاج  وقعدتها على الأجهزة كدا عذاب ليها مش راحة ابدا

ترك "أدهم" عنق الطبيب وهو يهدر بصوته الغاضب قائلا
- براااا، كلكم برااااااا، مش عاوز حد اهنى 

خرج الطبيب والممرضات بخطوات واسعة وسريعة، أوصد  الباب خلفهم ثم وضع مفتاح الحجرة في جيب جلبابه، سار بخطواتٍ متثاقلة نحوها جلس على المقعد مقابلتها نظر إليها وجدها في حالة يرثى لها لاتشعر بهِ ومايفعله من أجلها، أغرورقت عيناه بالدموع التي أبت أن تظل حبيسة طيلة هذه المدة حان الآن موعد انسدلها  على وجنته، كان وحيدا دخلت حياته ولونتها بفرشاة الحياة فعلت كل شئ يسعده، حتى عشقها وتربعت على عرش قلبه ملكة  لم يكن يعلم أنه يكن لها كل هذا الحُب، لم يكن مصالحة جدته هي السبب الرئيسي بل إحتواها حنانها الذي يذكره بـ والدته كانت اليد التي تتدفعه للخير دائما كانت تريده أحسن الناس، مدة قليلة ولكنها كافية في نظره
نظر إليها وقال بنبرة تشوبه التوسل
- متسبنيش لوحدي اكده، ارجعي عرفني عملتي فيا إيه عشان اموت عليكي اكده، جلبي جايد نار (قلبي قايد ) 

حديث طويل وتوسلات كثيرة كي تعود لـ الحياه

مر النهار عليه في غرفتها  بين الصلاة والدعاء لله  والمكوث مقابلتها ليتحدث معها، منع دخول الأطباء وعدم إزالتهم للأجهزة من على جسدها الهزيل

وعلى الجانب الآخر من المشفى كان يجلس بين والده ووالدته يُسرد لهما ماحدث، نظرات شماتة وانتصار اعترت شدقة زوجة أبيها تلك الملعونة التي خططت ونفذت ماتريده  ولم يغمض لها جفن
نظر عن يمينه وعن يساره ثم همس قائلا
- الدكتور بيقول إن جسمها مش بيستجيب للعلاج وإن الموضوع دا مجرد وقت وهي اساسا ميته

إبتسامة عريضة كشفت عن نواجزها وهي تتحدث بسعادة حقيقة
- صحيح ياواد يا فريد يعني هو هايشيل الأجهزة خلاص

مسح وجهه بضيق وهو يقول من بين أسنانه بغيظ
-  ماتوطي صوتك لحد يسمعنا، ايوا هو عاوز يشيل  الأجهزة بس سي أدهم مش عاوز

تنهد بحدة وهي تنظر لزوجها الذي نكس رأسه ما أن ختم الأخير حديثه عن إبن أخيه الذي يتصدى للجميع، أمرته بصوتها الهادئ ونبرتها الجادة قائلة
-  اسمع يا عمران إنت تروح لـ أخوك وتتكلم معاه 

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن