الفصل الثاني والعشرون
********************
صرخات مدوية صدحت المكان، بعد أن جذبها من خصلاتها التي كادت أن تقتلع من مكانها، حاولت أن تفلت يده من خصلات شعرهاولكنها فشلت وكأن الفشل أصبح حاليفها هذه الأيام، كان " ادهم" في بركان متأجج حممه البركانية تشعل عالم بأسره، ترك العزاء واتجه إلى قسم الشرطة برفقة "سراج " الذي لم يبارحه مُنذ إختفاء " ياسمينا"الساعات تمر على الجميع بصعوبة بالغة، نيران يشعربها العم وابنه، انتهى العزاء وذهب والد "ادهم " إلى مركز الشرطة ليعرف مالذي حدث، وأخيرا حددت شركة الإتصالات المكان الذي تحدثت منه "ياسمينا" ذهب " ياسين " مع قوة آمنية، كان " ادهم " يريد التدخل معه ولكنه رفض حافظا على حياته وطلب منه الابتعاد حتى لا يتأذى أحد منهم على يدي تلك الأوغاد، ولج "ياسين " وسط مجموعته متوخي حذره الشديد،
ظهر أمامه رجلا قصير القامه وقبل أن يرفع سلاحه الناري سقط أرضا، سار بخطواتٍ سريعة حتى يختبئ خلف أحد الأسور ثم نظر حوله لم يجد أحد فـ سار بخطواتٍ سريعة ثم وقف أمام باب الغرفة قام بركله بباطن قدمه فـ إنفتح عن آخره، ولج الغرفة وجد " محمد " ملقى على أرضية الغرفة وبجانبه شخصا آخر غارقا في دمه
جثا على ركبتيه وجد " محمد " فارق الحياه والآخر نبضه ضعيف جدًا، رفع نظره إلى تلك التي لم تعد تعلم من الذي يريد جسدها هذه المرة،
هرول نحوها وجدها في حاله يرثى لها مد يده ليعدل وجهها، انتفضت وصرخت بوجهه بينما هو طمئنها بكلماته البسيطة قائلا
- متخافيش أنتِ في أمان دلوقتيتابع حديثه وهو يضع على كتفها معطفه قائلا بهدوء
- قومي معايا ومتخافيش مافيش حد هيتعرض لك تانيتحاملت على نفسها وهي تتشبث بذراعه جيدا كي لايحدث لها مكروه كما تظن سارت بجانبه ما أن اصطدمت قدمها بجسده صاحت بصوتٍ مرتفع
التفت لها وجدها توشيح بوجهها بعيدا عن ذاك الوغد الذي فارق الحياه مُنذ دقائق
ربت على يدها وقال بصوته الهادي
- متخافيش دا مات خلاصحركت رأسها وقالت ببكاء مرير وهي تجثو على ركبتيها المجروحة، ضربته في صدره وقالت بإنكسار
- قوم، مش لازم تموت إنت دمرتني، ربنا ينتقم منك، قوم عرفني إنت عملت إيه فيا قوووووووم .حاول " ياسين " نزع يدها من قميصه الغارق في دمه لكنها لم تتدعه ينجح في محاولاته عادت تتدب بيدها على صدره وعبراتها تنهمر على وجنتها كالشلال، ولج " ادهم " خلف والده الذي لم تحمله قدميه مما رآه، وجز ابنه وقال بصوته المتحشرج قائلا
- استر بت عمك يا ادهم اوقبل أن يكمل حديثه كان يغطي جسدها بالكامل بعبائته، رفعها بخفه بعد أن تأواهت بصوتٍ مرتفع أثر الكدمات المتفرقة في أنحاء جسدها، جثا عمها بجانبها وهو يقول بحنو
- جومي يا بتي ( قومي بنتي) جومي الله يرضى عليكي