الفصل الثاني

9.2K 310 3
                                    

الفصل الثاني
-------------------
ركلته في أسفل بطنه ثم ركضت من أمامه وهي تخبره بأن ما أخذته ليس إلا حقها وحق شقيقتها التي لا حول لها ولا قوه وأن أنقلب السحر على الساحر
وقع ارضاً وهو  تأواه بشدة على أثر ضربتها له كز على أسنانه وتوعد لها برد هذه الضربه بضربه أقوى منها
كان توعده لها ينزل على مسامعها يبث فيها الرعب حقا وصلت أخيرًا إلى منطقتها أخذت وضع الركوع لتلقط أنفاسها المسموعه  مرت دقيقتين حتى انتظمت أنفاسها سارت داخل المنطقه بهدوء كما غادراتها كانت تلقي سلام الله على هذا وذاك حتى استوقفتها إحدى نساء المنطقه تحدثت معها قليلا بعد أن أعطت لها ورقه كبيرة
صعدت الدرج ثم وقفت لتفتح باب الشقه ولكنها وجدته مواربا اطلت برأسها للداخل وجدت والدتها تتحدث مع والدها في ما لم تستطيع "حياه" تحمله هذه المرة تابعت الحديث من على بعد حتى لا يراها أحد
-عملتي إيه يا ساميه؟
-خلاص يا خويا اتفقت مع أم محمد ناخد نص الفلوس من ابنها واتفقت كمان مع أم زينب تتديني الجمعيه بدل ما تتديها لحياه

سألها بنبرة ساخرة قائلا
-وهي وافقت كدا على طول ؟

مصمصت "ساميه" شفتيها وراحت تقول بغيظ شديد
-توافق كدا على طول وهي عامله فيها الحاجه شيخه الحارة

ثم تابعت بفخر وتعالي
-بس على مين دا ساميه والاجر على الله هددتها لو ماخدتش الجمعيه الشهر الجايه هاخلي الواد فريد  يكسرولادها وافقت وقالت انتوا احرار مع بعض

سلام عليكم

قالتها"ياسمينا " وهي تضع حقيبه يدها على سطح المنضدة الخشبيه ثم جلست على المقعد لتخلع حذائها  وتلقي بهما أرضا بلا مبالاه

سألتها والدتها بنبرة متعجبه قائلة
-كنتي فين يا بت ؟.

أجابتها بنبرة مقتضبه
-كنت مطرح ما كنت عاوزة حاجه

بتتكلمي كدا ليه يابت ما تتكلمي مع أمك عدل أحسن ويمين الله

بترت "ياسمينا " عبارة  شقيقها "فريد"  وهي تقف أمامه بقوة وتحدٍ قائله
-هاتعمل يا فريد هاتحط السيجارة في الشاي زي مابتعمل مع أختك الكبيرة ؟

سألها "فريد" بسخريه قائلا
-وأنتِ بقى المحامي الخاص لمعاليها ولا عينها ال راحت

ثم دوت ضحكاته المكان وهو ينظر إليها ثم نظر إلى حقيبتها هرول نحوها وقام بتفتيشها ولكنها منعته وبشده وهي تحذره بأن تفضح أمره أمام الجميع تعالت أصواتهم  كالعاده وانتصرت "ياسمينا " على شقيقها ولم تعطيه مال شقيقتها كما يريد
كانت تتحمل لكماته وصفعته وتنتهي المشاجرة عندما يعلن الأب عن غضبه ويأمر كلا منهما بالرحيل
ولجت غرفتها وهي تتأواه وصدت الباب خلفها بقوه شديده مما جعل "حياه" تنتفض على أثر صوته حدثتها وهي تبدل ملابسها بنبرة هادئه حانيه قائلة
-متخافيش يا حياه دا أنا ياسو

تنهدت بارتياح شديد بعد أن سمعت تلك الأخيرة تخبرها أن هي التي دخلت الحجرة

عادت "ياسمينا" بعد أن تأكدت أن خرجوا جميعهم في زيارة عائلية إلى خطيبه شقيقها الأكبر "فريد"
جلست مقابلتها وتحدثت وهي تضع في راحه يدها  مبلغ من المال قائله بخفوت
-عاوزكي تطأطأ لي ودنك وتسمعي ال هاقوله دا كويس قووووي عشان أنتِ هايتعمل معاكي الصح للمرة الرابعه

سألتها "حياه" بعدم فهم قائله
-قصدك إيه يا ياسو ؟

أجابتها بهدوء وهي تفتح ورقه كبيرة قائلة
-الورقه ال معايا دي فيها كل صغيرة وكبيرة عن أهلك ال في الصعيد وعن عمك عبد العظيم وولاده

سألتها"حياه" بعدم فهم قائله
-مش فاهمه حاجه ؟ وازاي تجيبي بياناتهم مش إحنا متفقين مش هانعمل كدا عشان ماحدش يحصل له مشكله

أجابتها بعدم إكتراث
-حياه بابا وماما ناوين ياخدوا فلوس الجمعيه ال هاتعملي بيها العمليه

فرغ  فاهها وهي تحرك رأسها عدم استيعاب تركت لدموعها العنان على ذاك الأب الذي فقد الحنان وتجرد من كل مشاعر الأبوه استفاقت على صوت "ياسمينا" وهي تخبرها عن عمها وأولاده

وفي مكان آخر ومحافظه أخرى وتحديدا محافظه الأقصر  حيث الحضارة والجمال والابداع
كان يركض بحصانه الاسود في مزرعته الخاصه التي يقضي فيها معظم وقته توقف فجاه بعد أن أخبره أحد الخفر أن شقيقه في انتظاره في غرفه المكتب وفي أقل من دقيقه كان في غرفه المكتب
ولج وعلى ثغره ابتسامه خفيفه تزين وجهه
جلس خلف مكتبه بعد أن صافح أخيه قال وهو يجلس على المقعد
-زين الرجال عامل إيه يا خوي بجالي كتير ما شفتكش ياواد دا أخوك الكبير اسأل عليا

ابتسم "زين"  ورد بهدوء ممزوج بعتاب
-قال يعني كدا مش هاعتابك يا اخي دي المكالمه بربع جنيه رن واسأل
-معلش يازين العموديه والمزراعه واخدين كل وجتي (وقتي)
-ماشي ياسيدي كان الله في العون المهم أنا جيت عشان أقول لك إن ابوك عاوزك في موضوع أختك

قطب مابين حاجبيه قائلا بدهشه
-مالها غاده ؟

مط "زين" شفتيه وقال بجديه
-مش عارف بس تقريبا بسبب خطيبها

عاد "أدهم " بظهره لينسد برأسه على المقعد
وهو يقول بنبرة ساخرة
-أختك دي مفتريه يااخي والله الواد خلاص جال يابوي منها

قهقه "زين" على حديث شقيقه وسخريته
طال الحديث بينهما بين مزاح وجديه لأكثر من ساعتين قاطع ها الحديث رنين هاتف "أدهم"  نظر إلى شاشه هاتفه وجده رقم مجهول قطب مابين حاجبيه قبل أن يجيب عليه وفي أقل من ثانيه قام بالرد عليه وهو يقول بنبرة هادئه
-آلو

بلعت لعابها بصعوبه وهي تستمع صوته لأول مرة
استفاقت على وجزة "ياسمينا"  وهي تحثها على التحدث معه قبل أن يمل ويغلق الهاتف
ردت بهدوء
-السلام عليكم

لم يتعجب "أدهم" من الصوت النسائي فهو معتاد على هذه المكالمات التي تريد منه خدمات والجدير بالذكر أنه ينفذها مهما كلفه الأمر
سألها بفضول
-وعليكم السلام، مين حضرتك ؟

ترددت لثوانٍ لكنها استجمعت قواها وقالت بهدوء كعادتها
-أنا حياه عمران الزيات بنت عمك يا أستاذ أدهم

تلاشت ابتسامته المعهودة تدريجيا حتى اختفت تماما واعتلت مكانها نظرات دهشه وذهول
اعتدل من مكانه واستند بجذعه على سطح المكتب الزجاجي قائلا بحده وصرامه
-ماعرفش حد بالاسم ديه النمرة غلطه

يتبع

عمياء في درب الهوى ❤للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن