الفصل الثالث والعشرون
*******************
جلس" سراج" بجانبها وقال بإبتسامته المعهودة
- ايوا ياستي أناتابع متسائلا بدهشه
- راجعة مصر لوحدك ليه ؟!أجابته بإبتسامة متكلفة
- هرجع أعيش القديمة، وأحاول أنسى اللي حصل ليرد بنبرة هادئة
- اللي حصل لك دا كان درس لازم تتعلمي منهأومأت برأسها علامة الإيجاب وقالت بصوتها الحزين
-هو فعلا درس بس درس قاسي قوي
-معلش هي كدا الحياه ساعات بتكون قاسية علينا عشان نقدر نتعلم
-ممكن اسألك سؤال ؟
-سؤال واحد بس قولي ياستي مليون سؤال السكة لسه طويلةابتسمت وقالت بهدوء
- دا إنت تهزق مني واصدعك بـ اسئلتيرد بذات الإبتسامة الهادئة
-اوقات بنحب الصداع الناتج عن ناس مش عاوزنهم يسكتوا لأن سكوتهم بيتعبنا فـ صدعهم في راحتناسألته بعدم فهم
- يعني إيه ؟أجابها ببساطة
- ابتسمي فإن الحزن لايناسب وجهكِ .!ابتسمت دون قصد وهي توشيح بوجهها نحو النافذة أغمضت عيناها ولكنها سرعان ما فتحتهما حين قال لها بجدية مصطنعه
- فين سؤالك ولا أنتِ زهقتي مني ؟!ردت نافية
-بالعكس معاك ماحستش بالوقت خالصتابعت متسائلة بدهشه
- إنت ازاي صعيدي وعايش في الصعيدي وبتتكلم قاهري كويس جدارد مازحا
- وبنتكلموا في ولد المحروج ( المحروق) الصغير اللي اسمه التلفون ديهضحكت على لكنته الصعيدية التي تبدلت في ثانيه ليخبرها أنه "رجلا صعيدي" من الدرجة الأولى نظرت له في اهتمام وهو يُسرد لها مالسر في تغير لكنته الأم إلى لكنة أخرى تنحنح وقال بإبتسامة هادئه
- أنا ياستي زي ما أنتِ عارفة دكتور جراحة عشت في القاهرة 7 سنين عشان الدراسة كنت ساعاتها بتكلم صعيدي بس مع القعدة والصحاب بقت بتكلم زيهم زي ماتقولي كدا من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم وأنا عشت 7 سنين بعد كدا بقت بتكلم كدا لأن لساني خد على كدا خلاصإيماءة من رأسها جعلته يفهم أنها لاتريد الحديث أكثر من ذلك ولكنه يريد أن يتحدث معها كيف لايعرف حقا لايعرف لذالك فضل الصمت مثلها
أما هي نظرت إلى شاشة هاتفها وجدت المتصل إبن عمها ضغطت على زر الإجابه وقالت بخفوت
- آلو، ايوا يا ادهم، معلش يا ادهم عاوزة أبقى لوحدي، واللهِ ماتخاف عليا أنا اساسا أخوف بلد، لأ بالله عليك حاول تقنعها متجيش القاهرة لأن محتاجه فعلا أكون لوحدي، الله يسلمك مع السلامسألها بدهشه قائلا
- هو ماحدش منهم يعرف إنك راجعه القاهرة ؟!أجابته بجدية
- لأ، لأن لو ادهم عرف كان رفض وأنا محتاجه ابعد