تحرك كلاً من، روح ورئبال لمعرفة سبب الصياح، لتتسلل مزن بخفة، مبتعدة مستغلة انشغال الجميع...
وصل رئبال برفقة روح للحاجز المروري، الذي وجدوا حارسه ، منهالاً على احدهم بضرب مبرح، الى ان فقد الوعي، اشتعل غضب رئبال فصاح بحزم للعسكري:
-عسكريييييي انتباه!..
انتفض العسكري واعتدل مؤدياً التحية العسكرية، هاتفاً:
-تمام يا جنابو..
-منو اداك أوامر بضرب الزول ده..
قالها وهو يشير للساقط أرضاً مغمى عليه من الضرب، فصاح العسكري باحترام للقائد:
-انا حذرتو يا سعادة ، بس هو ابى يزح من هنا، اضطرت لاستعمال القوة..
-كويس والله، شغال من مخك يعني، خصم تلاتة شهور، والمرمى ده اتصرف ودي اي مستشفى، واخر تحذير من استعمال القوة في ابعاد المدنيين..
فادى التحية صائحاً:
-اوامرك يا فندم!..
ليلتفت لروح، التي تتابع ما يحدث باهتمام فضولي ، صاح بها قائلاً:
-خلصينا يا دكتورة ، امشي شوفي شغلك ، خلينا نمشي بيوتنا ياخ..
واكمل وهو يتمتم بصوت مسموع:
-ده شنو القرف ده..
فانفعلت روح وهي تصيح فيه بغضب:
-ده شنو ده؟، انت كيف تتكلم معاي بالأسلوب ده، انا م شغالة عندك يا حضرة العقيد، عشان تتكلم معاي بالأسلوب ده، وشغلي انا بعرفو كويس اوكي، ثم انا ذنبي شنو بعساكرك الهمج الزهجوك ديل، انت ما عارف انا...
قاطعها بوضع يده على فمها ، صائحاً بحنق:
-شنو، بلاعة واتفتحت خلاص ، خلصينا لا انا طايقك ولا انت طايقاني ، شوفي الجثمان ده عشان ندفنوا سريع، عشان الجثة بقت هشة وم بتتشال، عشان كده م ودناها المشرحة، لسيادتك ، خلصي خلينا ندفن..
-انت بتستهزاء بقدراتي ، شنو سيادتك دي!
رمته بتلك الجملة الأولى بذهول، ثم تحول لغضب، ليزفر بنفاذ صبر:
-اللهم طولك يا روح، خلصينا يا دكتورة..
-انا ح اشوف شغلي م عشان كلامك ، عشان ندفن المسكين ده...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تسللت مزن بخفة لتتخطى الحاجز، اثناء صياح رئبال بالعسكري، لترى فارس ملقى وينزف من انفه وفمه، لطمت على خدها وقالت بصدمة:-سجمي !، الليلة خالتي فتحية ح دقني قدام الفريق، يا شماتة بت نفيسة فيني!!..
لتجد العسكري وآخر معه يحملون فارس، ويتجهون به نحو احدى السيارات، وضعوه في الخلف واتجهوا به للمشفى...
أنت تقرأ
جثث النيل/دم بين الاروقة
Hài hướcكان دائماً عنواناً للحياة، لترقد الآن عليه الجثث، فيما يرقد عليه الآن سمي عليه.. "جثث النيل".. بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. ----- ***** بين تلك الازقة بقعات دم،في الريف الشمالي، لترسم بوضوح.. "دم بين الاروقة" بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. _...