دم بين الاروقة*4*

103 8 8
                                    

بدأ نور الفجر بالبزوغ، اقتحم الافق، اصوات مكبرات الصوت، تدعو الى الصلاة، بذاك التسلسل المعروف بالآذان..

كانتا تحتضان بعضهما بقوة، وقد غشاهما النوم، ابتسم فارس على شكلهما، هم بالخروج واغلاق باب الغرفة معه..

وجد روح جالسة، ورويد نائم في حضنها، ورئبال يهاتف العاصمة، ينبأهم بتلك الجريمة الشنيعة، يطالب بقدوم الدعم، وخروجه من عطلته الحالية..

تحرك ناحية رئبال قائلاً بهدوء، بعد أن انهى رئبال المكالمة:

-اها ، بقيتوا على شنو؟..

فرد رئبال بعملية وهدوء:

-الدعم بيصل بعد يومين، هسي أدوا اشارة لمكتب عطبرة، عشان ارسلوا مفتش لينا هنا..
(للعلم انا عارفة ان في قراء م سودانيين، فعطبرة دي عاصمة ولاية نهر النيل، يعني المناطق الريفية الهناك كل خدماتها الرسمية لازم تكون في عطبرة...)

تحرك ناحية روح التي تحضن ابنهما بخوف من فقدانه، انحنى لمستواها ابتسم لها بحنان، ربت على رأسها، لترفعه والدموع تنهمر من عينيها، مسحها لها بكف يده، قائلاً بهدوء وابتسامة صغيرة:

-من متين وانت بتبكي يا روحي، انا عايزك قوية عشان نشوف حل للجريمة دي، و احمدي ربك أن ولدك م شاف المنظر داك، هسي دخليه ينوم، وامشي انت ذاتك نومي، لمن يصل المفتش مع باقي الدعم..

قالها وهو يحرك يداه، لينتشل رويد من احضانها، حاملاً اياه، بينما ابتسمت هي على طريقته في تشجيعها، ونهضت تتبعه..

كانت حرم تتابع المشهد عن بعد، تتلوى شفتاها كل دقيقة، نهضت بهدوء تام، سارت ناحية الغرفة التي تشغلها ملك ومزن، فتحت الباب بهدوء، جلست باحد المقاعد قرب فراشهما، لتمد يدها تلامس قدم مزن لتبدأ بايقاظها قائلة بحدة وغضب:

-قومي يا الهاملة، راجلك شالته المفتحة ديك، قومي يا يمة، اسمع كلامي..

رفعت رأسها بتكاسل، تناظر تلك الكهلة باستغراب، عن اي رجل تتحدث، ثواني وهي تفيق لتتذكر فارس، هل من الممكن أن احدى الفتيات قررت أن تأخذه منها، تذكرت مباشرة حديثه عن زواجه برفقة ملك ذاك الصباح..

احمرت عيناها، وانتفخت اوداجها، وصارت تتنفس بصعوبة، مقسمة على قتله وقتلها أن لزم الامر..
(كتمت🙊🙊)..

نظرت لحرم باعين محمرة غاضبة، لدرجة أن خافت حرم منها وانكمشت على نفسها، مستدلة بغضب مزن انها بالفعل الزوجة الاولى..
(ها يا المرة الطاشة شبكة🙊)..

هبت مزن من الفراش، مستغلة وجود حرم، لتطلب منها حراسة ملك، لتوافق حرم وهي تستشعر التفشي في تلك الخبيثة ، التي سرقت الزوج من زوجته، كما حدث معها..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
راقبت رئبال وهو يأخذ معه روح ورويد، بينما وقف فارس يفكر بجدية بامر الضحية والافعى، القلق اخذ طريقه لقلبه على ابنائه ومزن، مزن الذي اكتشف فيها ولاول مرة حالة الهلع التي انتابتها لفقدان احد ابنائها..

جثث النيل/دم بين الاروقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن