دم بين الاروقة*8*

90 4 2
                                    

كانت تسير بسرعة تلحق بتلك الغروب التي تنوي سرقة زوجها، بينما روح تتبعها بخطوات واسعة، تود اللحاق بها، قبل أن تؤذي الفتاة..

كانت تسير وهي تشعر بزوجة الصحفي تتبعها، لتبتلع ريقها بصعوبة، ادركوا الباب الخلفي الذي دخل به فؤاد من قبل، ليس الباب الذي يقع قرب الحائط الذي يتربص به الصغار..

فتح المرسال الباب سامحاً لشفق بالعبور، دخلت شفق اولاً وقبل أن يدخل هو ويغلق الباب اندفعت مزن بسرعة، ابتعد تلقائياً وهو يرقب غضبها باعين متسعة، لتدخل روح بعدها مبتسمة في وجهه بخجل من حركة مزن قائلة:

-معليش يا عمو..

التفت جميع الرجال لدى دخول شفق، ليصدموا من مزن وروح، اتسعت عينا فارس، بينما احمرت عيني رئبال بغضب جم، فها هي تعصي اوامره!!...

ابتلعت ريقها بصعوبة وتكاد تحترق من عيني رئبال، بينما اكتفى فؤاد بمراقبة الارض خوفاً من تقابل عينيه بزوجة هذا الرئبال كما اسماها، وابتعلت شفق غصة في حلقها، تخاف أن تشتكيها مزن لجدها، ليقطع الشيخ وصلة النظر قائلاً بتعجب ، وهو لا يعلم اي شيء عما يدور مع القابعين امامه:

-خير أن شاء الله، مالكن كلكن هنا؟..

التفتت مزن لشفق لتعطيها ابتسامة متوعدة، لتلتفت للشيخ من جديد قائلة بعملية:

-انا الصحفية مزن جلال الدين منصور، نائبة رئيس تحرير جريدة *ماء النيل*، واحدة من المكرمين من شرطة الجنائيات، في قضية *جثث النيل*..

ثم أردفت وهي تشير لروح:

-ودي روح هاشم عبد السلام، دكتورة شرعية لدى الامم المتحدة سابقاً، ورائد سابق في الشرطة الدولية، وكانت من المكرمين برضو في قضية *جثث النيل*، لانها كانت الطبيبة الشرعية في القضية..

كانت مزن تتلو مميزاتها وخبرتها هي وروح، وتتفادى النظر لرئبال وفارس، بينما كان رئبال يتنفس بصعوبة من غضبه، فكل الانظار تتجه لزوجته العزيزة مما ابدعت في حياتها المهنية، بينما فارس يقف متأملاً  بلا تعابير واضحة او انفعالات مرئية، فهو يفهم مزن اكثر من نفسها، هي تود اثبات شيئاً ما..

كانت شفق تتسع عيناها مع كل كلمة، اذا هؤلاء الضيوف ليسوا بالقليلين اطلاقاً، اذا هي ستخسر امام مزن لا محالة، بينما كان الشيخ مصدوماً أن النسوة لم يعودن ضعيفات كما في السابق!!، وروح تكاد تبكي من هذا الموقف، وتتجاهل نظرات رئبال قدر المستطاع..

بينما شرد هو في طريقة كلامها السلسة الواثقة، لكن لم ترتدي ثوب وهي صغيرة السن ولم تتزوج بعد!!، التفت فارس له مصادفة، ليجده يتأمل مزن من رأسها إلى اخمص اصابع قدميها، لتشتعل فيه النيران، آفاق من أفكاره الجهنمية في نسج طريقة لقتل فؤاد، على صوت الشيخ سائلاً:

جثث النيل/دم بين الاروقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن