دم بين الاروقة*7*

80 5 0
                                    

لحظة، أهو من ابكاها؟، لا يصدق أنه انفجر في الصغيرة هكذا، انحنى قليلاً ليحملها بين احضانه، ويهدهدها، حتى نامت..

حملها على كتفه واتجه لمنزل استقبال النساء، ليجد وفاء تقف قرب الباب، بعد أن تركتها شفق، ونزلت مزن عن الحائط، ناداها قائلاً:

-خالتو وفاء..

التفتت له، ابتسمت فهذا اكثر صغير محبب لها، فهو اكثر القادمين تعقلاً، قالت بحنان:

-نعم يا عيون خالتو..

أشار لجيان النائمة على كتفه قائلاً:

-جيان نامت ، ممكن تشيليها وتنوميها جوة؟..

-جداً..

قالتها وهي تنحني لتحمل جيان من على كتفه، امسكتها ودخلت للداخل، بينما وقف هو ينظر لها وهي نائمة ودمعتها لايزال، اثرها سائل على خدها..

انزل رأسه، ادخل يده في جيب بنطاله، وسار مبتعداً..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس برفقة رئبال وذاك الغبي كما اسماه، وذاك الضابط يتلو معلومات عن الضحية:

-اسمه الزين محمد الهادي، شغال مزارع تبع مشروع الترعة البديره حضرة الشيخ طه الجامعي..

التفت الجميع لشيخ القرية، الذي اجتهد في تجميد ملامحه، ليقول رئبال برسمية:

-واصل..

اومأ الضابط وهو يردف:

-متزوج وعنده بنتين، واحدة عمرها 14سنة، والتانية10 سنين، عنده اخ واحد وساكن الخرطوم، وم عنده مشاكل مع اياً كان، زول في حاله بس..

انهى الضابط المعلومات من تلك الورقة التي جمعها فيها، كان يغوص في التفكير، ولاحظ جمود الشيخ المعزوم، ولكن لم ينبث ببنت شفه.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتصف الليل، حل السكون، غطت غشاوة زرقاء صافية السماء، تلألأت فيها النجوم المبعثرة بكثرة، كان المحاق هو منزلة القمر، هذا ما يفسر قلة الاضاءة الليلة السابقة وهذه الليلة..

توقف قرب احدى الشجيرات، تلتف هي حول قدمه، بينما كانت زوجته تحمل له المصباح، علق ذاك المسكين من قدميه، وابتعد هو و زوجته قليلاً، ثم طرقع باصبعيها، لتهجم هي تأكل ملامح وجه الضحية..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
امتزجت زرقة الليل باول شريطين من حمرة الشمس، انعكست هذه الالوان على صفحة الماء، لترسم لوحة بديعة..

كانت ماء المرعى تعكس ذاك المشهد، المضاف له حمرة الدم!!..

صيحات نسائية مختلطة بتكبيرات وحوقلات رجال، كان هذا الصوت الذي ايقظ قاطني القرية....

هرع رئبال وفارس مع الشيخ ورجاله وفؤاد، ليروا ذاك المشهد المخيف، حيث علقت الضحية من قدميها على احدى الشجيرات قرب ماء المرعى،(عاينوا المرعى ده بالسوداني كده الترعة🌚✋)، ودم الضحية يسيل من رأسها إلى ماء المرعى، وملامحها مشوهة باثار أنياب..

جثث النيل/دم بين الاروقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن