كانت تتلصص على الفتيات في الفناء، ابتسمت بخبث وهي تتسلل على اطراف اصابعها بخفة تنافي سنها..
ذهبت إلى المطبخ بسرعة، وهي تذكر ذاك المشروب الذي ترتشفه الزوجة الثانية صباحاً، فهي تحتسي نوع خاص من القهوة، لا تستطيع تذكر اسمه، فهو بالنسبة لها كأحد التعويذات السحرية..
(عشان اريحكم قصدها نسكافيه🙊
وراعوا يا اخوانا لعمر المرة دي من زمن حفروا البحر واخترعوا الكسرة🙊🙊كويس انها متذكرة اسمها وللان حية😓✋)..فتحت البرطمان، لتسكب ما فيه من مسحوق بني، لتستبدل ذاك بطين بحري، قد سحقته بعناية من قبل، لتغلق البرطمان بهدوء وهي تلتفت كاللصوص، لتعيده للرف بسرعة، ثم همت بالعودة لحجرتها، وقد ضمنت تعليم 'خرابة البيوت' درساً لن تنساه..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يستشيط غضباً، التفت لفؤاد بتلقائية، فهو بالمسؤول عن اي شيء غريب في هذه القضية، فكيف جلبت الصحافة تفاصيل القضية؟!..كان في عالم آخر فيا ترى ما الذي يحدث لمزارعي مشروعه؟، أيعقول أن يكون...؟!، لا لا مستحيل أن يصل به الامر لقتل ثلاثة اشخاص!..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان الملل يكاد يقتله، فها هي أخته قد سافرت مع زوجها وابنها، وايضاً سافرت السيدة مزن التي تخفف الملل دائماً منه، رغم انها تغيظه معظم الوقت، منتقمة بذلك اغاظته اياها عندما ولد يوم زواجها، هز رأسه فيالها من امرأة مجنونة!!..نهض بملل وهو يخرج من غرفته، سمع صوت والده يحادث والدته بجدية قائلاً بحذر:
-أمس رئبال راجل روح ضرب لي..
فور سماعه اسم اخته، التصق زياد بباب الحجرة، ليسمع والدته تهتف بقلق:
-خير يا هاشم، أن شاء الله م حصل ليها او لواحد من العيال شيء؟!..
هتف بنبرة مطمئنة:
-لا لا م تخافي كلهم بخير الحمد لله..
لتقول باطمئنان:
-يعني متصل عشان اسلم واسأل عن الأحوال بس؟!..
رد بجمود وجدية:
-لا م اتصل عشان كده برضو..
لتهتف باستغراب وقلة صبر في آخر جملة:
-طيب متصل ليه؟، م تقطر لي الكلام يا هشام الجماعة ديل حاصل عليهم شنو؟!..
رد بجمود متجاهلاً ردة فعلها القادمة:
-حصلت سلسلة جرايم قتل هناك في عطبرة..
سقط قلبها في اقدامها لتصيح بذعر:
-شنو؟جرايم قتل؟، وروح ورئبال ورويد وجيان كيف؟..
قال بهدوء مريب:
-انا اصلا م عرفت منه، الليلة الجرايد كلها عنوانها 'دم بين اروقة القرية'، ولمن عرفت انه رسل بطلب دعم رسلت له رسالة، فهو اضطر اتصل اوريني التفاصيل..
أنت تقرأ
جثث النيل/دم بين الاروقة
Mizahكان دائماً عنواناً للحياة، لترقد الآن عليه الجثث، فيما يرقد عليه الآن سمي عليه.. "جثث النيل".. بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. ----- ***** بين تلك الازقة بقعات دم،في الريف الشمالي، لترسم بوضوح.. "دم بين الاروقة" بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. _...