جثث النيل/دم بين الاروقة

دم بين الاروقة*10*

جرها لاحضانه ولازال مستغرب من تقلبها المزاجي المفاجئ، همست بذعر وهي تتشبث بقميصه برعب حقيقي:

-ييث انا هايفة، ام في الايض اهمر..
(ليث انا خايفة، دم احمر في الارض😯البت دي عندها مشكلة في ترتيب الجمل😃رافعة كثافتي طبعا😃😃😐✋)..

همس لها بلطف:

-بس ده م دم، ده عصير كركدي، ملك عملت فيك مقلب، عشان كده شاكلتها..

رفعت رأسها من حضنه تناظره باعين دامعة خائفة، تود أن يؤكد لها ذلك، ليومأ لها بحنان مؤكداً، لتمسح عينيها وتلتفت على ملك المستلقية قربها وغارقة بنوم عميق، بصقت عليها بطفولية وعبوس لطيف، بعد أن مسحت دموعها بظهر كفها، ليضحك ليث وهو يهدهدها، متمنياً أن تعود للنوم..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
رشفت اول رشفة بقوة، لتشرب اكبر كمية من هذا المشروب الحار، اتسعت عيناها، شعرت بالاختناق، لم تمهل نفسها في التفكير، بل بصقت جميع المحتوى في فمها امامها، ليصادف وجه امها..

صارت امها تقفز من سخونة المشروب وتصيح، بينما هي تستشعر بطعم تراب على فمها، اسرعت وفاء بادراك الامر، وهي تحمل دلو مليء بالماء البارد مخصص للشرب، وتسكبه على وجه السيدة ، التي بدأت بالارتجاف مع برودة الماء، ونسمات المياه..

ساد الصمت بضعة ثواني، لتلتفت السيدة لشفق، صائحة فيها بانفعال وهي تتدثر بثوبها السوداني:

-انت جنيت يا شفق؟..

لتدافع شفق عن نفسها بسرعة وهي تنظر لوفاء بهجوم:

-ده شنو الشربتيني ليه ده؟،ده م نسكافيه!..

كانت وفاء لا تعي شيئاً فهمت للمطبخ لتحضر البرطمان، الذي يفترض به مسحوق المشروب، بينما تسللت حرم بهدوء، حتى لا يكشف امرها..

نظر رئبال لفارس قائلاً بسؤال:

-مقلب من مرتك؟..

لوى شفتيه بنفي قائلاً بتفكير وهو يهز رأسه:

-ده م اسلوب مزن، مزن بتكب شطة كمان..

تجاهل اتساع اعين رئبال، ليقول ببرود:

-تراهن؟..

عقد جبينه وهو يقول:

-لكن المراهنة حرام..

ابتسم بمرح قائلاً بابتسامة:

-م الا مادية، اراهنك لو كنت مزن ورا الموضوع زي م قلت، انزل في اول صفحة في جريدة ماء النيل خبر اني نويت اعرس في مزن وح استحمل نتيجة الخبر عليها واي شيء ح تعمله فيني، بالمقابل اذا انت طلعت غلط طوالي الدعوة والتهنئة ح تنزل باسمك انت وتستحمل الح تعمله فيك دكتورة روح، رأيك شنو؟..

ابتسم بتحدي قائلاً:

-خلاص انا موافق..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانتا تتلصصان على ما يحدث في الخارج، وموجة من الرعب اجتاحت روح، وهي ترقب صياح المرأة بينما تتابع مزن ما يحدث بشماتة..