جثث النيل*9*

119 10 1
                                    

كان المكان يعج بالضباط، كانت تسير في ذاك الممر بشموخ، يرمقها البعض بحقد، اخرون ابتسموا لها ابتسامة بشوشة، و ألقوا عليها تحية الإسلام...

دق كمال باب مكتب اللواء، ليسمع صوته يأذن بالدخول، لتدلف تلك المرأة برفقة المتحري كمال...

رأت ذاك الرجل خمسيني العمر، يحتل مقعده خلف المكتب، يعمل على بضعة اوراق، رفع رأسه ليرى من دق بابه، ليجدها تنظر له بشموخ، انتفض كمن لسعته عقرب، فور ان رآها نهض لها احتراماً..

لم تتفاجئ من ردة فعله، فهو يحترمها كأمه ، قال بجدية:

-اهلا يا مدام فوزية..

ثم اردف وهو يشير لمقعد امامه:

-اتفضلي..

قالت بشموخ وهي تجلس:

-يزيد فضلك يا ولدي..

نظر لكمال الواقف قرب الباب ، ثم هتف بهدوء:

-اتفضل انت لمكتب يا كمال..

ادى التحية العسكرية هاتفاً:

-امرك جنابو..

ليرحل تاركاً إياها مع اللواء..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دخلت المشفى بثقة تتبعها أمها وروح وغنوة، بينما رئبال متعجب من افعال تلك المجنونة، وقلبه يأكله على خالته..

وفارس يترقب ان تكشف أمها الكذبة، وتخبر والديه، فسيكون ويله من أبيه!، اقتربت مزن من موظفة الاستقبال التي كانت منتبهة على الحاسوب امامها..

تنحنحت ثم هتفت:

-يا خالة..

رفعت رأسها ببطء، فهذا الصوت تعرفه جيدا، التقت عيناهما لتبتسم مزن بخبث، بينما انتفضت الموظفة بخوف قائلة:

-افندم..

قالت مزن بثقة:

-عايزة غرفة..

ثم صمتت وقد تذكرت أنها لا تعلم اسمها، تذكر أن رئبال قاله امام تلك الفتاة، لكنها كانت تنسج سيناريو جديد، تنحنحت قليلا بحرج وقالت بصوت منخفض لغنوة:

-خالتك اسمها منو يا ليلى..

فقالت غنوة بحنق وهمس:

-الوي يدك، اسمها آمل احمد عبد الرحمن..

تنحنحت مجددا، وقالت بصوت يملئه الثقة:

-غرفة المريضة امل أحمد عبد الرحمن..

تلعثمت الموظفة لتهتف:

-ح .. ح..حاضر..

قالتها وهي ترجف ، واتجهت تبحث في حاسوبها، نظرت سوسن لروح المستكينة بين أحضانها، لتتنهد بحزن على تلك الفتاة، وتمسح شعرها البني بحنان..

لتبتسم روح وهي تختبئ بين أحضان ام مزن، فهذه كانت حركة جدتها كلما احتمت بأحضانها، وصل فارس وقد رأي الموظفة، وتذكر يوم شجارها مع مزن ، ليهتف بصوت عالي وهو لا يعي:

جثث النيل/دم بين الاروقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن