صافرات دوريات الشرطة أغلقت الطريق، المؤدي إلى "شارع النيل"، ضحية جديدة لذاك القاتل المختل...
كان هذا في ساعات الصباح الباكرة ، اتصال من ذاك اللواء، والد المتغطرسة ، فتح الخط قائلاً بصوت ناعس:
-اوامرك يا جنابو..
أتاه صوت هاشم الصارخ:
-اصحى يا سيادة العقيد، ضحية جديدة، وصل عدد الضحايا لتمن طاشر واحدة، القضية دي مفروض تتحل باسرع وقت، صحصح وامشي سوق روح لمكان الجريمة..
ليقول بصوت قوي:
-اوامرك يا سعادة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت على صوت صفارات سيارات الشرطة، نسبة لوجود فندقها قرب النيل، وحجرتها التي تطل على ماء النيل..كانت الشمس لازالت في الجهة الاخرى للعالم، اي انها لم تشرق بعد، نهضت بتكاسل، لتجد الشرطة تحاوط المكان قرب النيل، ففطنت انها جريمة جديدة...
اتصال من رئبال افاقها من شرودها، قال بهدوء وسرعة:
-في جريمة جديدة يا سعادة الرائد..
-فعلا أنا شايفاها اسي يا حضرة العقيد، من شباك اوضتي..
-خلاص أنا جاي عليك اجهزي، عشان نشوف الحاصل شنو..
-اوكي يا حضرة العقيد...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تململت في فراشها، لتشعر بصخرة كسرت نافذة غرفتها، وارتطمت برأسها، لتسبب لها صداع حاد، لتصرخ بألم وصوت عالي..نهضت وهي تتوعد لمن فعل هذا، لتجد فارس جالس امام منزلها، ويشير لتنزل، اشارت له بمعني اصبر، وصارت تقذفه لصخرته، وفرشاة شعرها، وكل ما تطوله يداها ، الا انها لم تقذفه بصندلها..
كان يحاول تفادي ضرباتها، حتى لا يصدر صوتاً، الا ان محاولاته باءت بالفشل، فكل ما قذفته جاء عليه، الا انه حاول جاهداً الا يصرخ من افعال تلك المجنونة..
نزلت الدرج بسرعة، ارتدت ثوب أمها المنزلي السوداني، خرجت وهي تمشي باحد صنادلها ، والآخر بيدها، وجدت فارس لازال في مكانه، فقال بهلع ما ان رأها بهذا الشكل:
-سجمي..
حاول الافلات والهرب، لينطلق صندلها ويصيب رأسه، ليقع ارضاً وهو يتأوه بخفوت ، لتنقض عليه تكيل له الضربات بصندلها الآخر، تضربه بعنف وهو يحتمي بيده على وجهه، فقالت له بصوت غاضب:
-تضربني انا بطوبة من الصباح يا ود فتحية، والله م اخليك..
امسك يديها بصعوبة، وقال بخفوت:
-اسمعيني اول لقوا جثة جديدة، يادوب صحبي الساكن جنب شارع النيل كلمي ، قلت اجي اوريك ، غلطان انا..
لتزمجر بعنف، وهي تنفض يدها الممسكة بالصندل منه، وتكيل له الضربات مجدداً:
-وماشة اصحي من الموت انا، ولا ناوي تلحقني ليهو فالقني بطوبة، ان شاء الله افلقك مجنون انت ونسيبة اختك..
أنت تقرأ
جثث النيل/دم بين الاروقة
Humorكان دائماً عنواناً للحياة، لترقد الآن عليه الجثث، فيما يرقد عليه الآن سمي عليه.. "جثث النيل".. بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. ----- ***** بين تلك الازقة بقعات دم،في الريف الشمالي، لترسم بوضوح.. "دم بين الاروقة" بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. _...