كان يتسلل بهدوء تام، يتلفت خلفه بين الفينة والاخرى، فاخر ما يرغب فيه الان أن يراه احدهم...
لاحظ اجتماع بعض العسكر على قائدهم، يبدو انه كسر عظامه، وبما أن الطريق بعيداً قليلاً عن مدينة عطبرة، فلجأ شيخ القرية ورجاله لبصير القرية ليساعده..
(طبعا ناخد لينا وقفة هنا🌚✋شيخ القرية هو القائد بتاعها، والمسؤول عنها، والبحل مشاكلها، والبصير ده زي الدكتور كده بس بعالج لكن على الطريقة البلدية🐸✋ الفي الغالب بتكون مؤلمة الم م طبيعي💔💔طبعا الم فهم انزل الكومنت👇👇)..راقب ملامح الناظرين وهي تنكمش دلالة الالم، فصرخات ذاك الرجل قد شقت القرية..
استغل الموقف، ليتجاوز رجال الشيخ والعسكر، ليقف متصنماً من ما رأى، فذاك الرجل قد تدلى من احدى الاشجار مخنوقاً!!..
لكن ما يشيب الشعر هو ذاك الدم، الذي غطا ملامحه والارض اسفله، بل حتى هناك بقع على الارض قربه، لابد أن اخته قد وقفت على احداها، اغلق انفه نتيجة الرائحة السيئة، لاحظ هدوء الرجل الذي كان يصيح، هذا يدل على عودة الجميع بعد قليل..
التفت سريعاً ليبتعد، لكنه اصتطدم بشيء صغير، انزل عيناه، ليجد تلك الصغيرة تدلك جبينها فقد صدمها بقوة كبيرة على عمرها، لم يتفاهم معها بل هم بحملها والركض بعيداً قبل أن يراهم احد...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
توقف بضعة ثواني يستوعب ما قالته، أكان ذاك الاخرق يريد الزواج بها؟، أكانت موافقة ورفضته جدتها؟، ثار عند هذا الاعتقاد..التفت عليها سريعاً، وهو يجز اسنانه، فهمت مباشرة ما يدور في رأسه ، لتصيح بسرعة:
-والله م كنت موافقة..
لاحظت ارتخى عضلة فكيه، زفرت براحة، ثم أكملت:
-اصلا كنا اتلاقينا في مهمة تبع الامم المتحدة، وهو اعجب بي وطلبني من حبوبة، وهي وافقت طوالي عشان سوداني وكده..
جز على اسنانه قائلاً بهجوم وسخط على جدة زوجته:
-وحبوبتك شايفاني بريطاني؟، م انا سوداني برضو سنة احنس فيها عشان توافق، اشمعنى هو؟!..
قالت بمحاولة فاشلة في تهدئته:
-انت من البداية عايز تسكني هنا، وهي خافت تقعد في باريس براها، وهي لازم تقعد عشان شركات جدو، وبابا كان م ح اقدر اخلي شغله واسافر، لكن فؤاد كان مستعد اخلي السودان، واجي اعيش في فرنسا، واشيل الجنسية عن طريقي، وانت لمن اديتها الحل وافقت طوالي..
نظر لها باعين حمراء، قائلاً بتهديد:
-م تجيبي سيرة الراجل ده تاني في لسانك يا روح..
اومأت بسرعة وطاعة:
-حاضر م ح اجيب سيرته..
ادار مقود السيارة مجدداً وهو يتمتم بسخط:
أنت تقرأ
جثث النيل/دم بين الاروقة
Comédieكان دائماً عنواناً للحياة، لترقد الآن عليه الجثث، فيما يرقد عليه الآن سمي عليه.. "جثث النيل".. بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. ----- ***** بين تلك الازقة بقعات دم،في الريف الشمالي، لترسم بوضوح.. "دم بين الاروقة" بقلم: تسنيم العوض المسلمي *روح*.. _...