الجُزء الرابع والأربعون

10K 1.2K 247
                                    

يُقال يجب أن تلتقط الفُرص، وهذا بالتحديد ما فعله فروي في خضم صدمتي، أعطاني أسبابًا أخرى لأقلق حيالها..

بعد عودتنا من الليلة اللطيفة مع الرفاق وقف فروي في المدخل الخاص بمنزلهم ومد لي يده لأنظر له باستفهام ليهمس 'ثقي بي' فمددت يدّي لِيمسك بيدي برقة وهدوء ويمشي بي للحديقة التي كدت أقتله بها في بداية اتفاقنا.

أجلسني على مِقعد وجلس بجانبي بينما كان ينفث بتوتر كأنما سيخبرني سر فيدرالي، تستغرقه الأمر دقيقتين بعد المشي المنظم كعساكر ملكة بريطانيا ذهابًا وإيابًا أمامي لكي يجلس بجانبي وينظر لعينيّ بعمق، شعرت وكأني في فيلم رومانسي ولكِن هل يتركني ابن بيتي أسرح بخيالي؟ قطعًا لا

«لقد كُنت معهم»
تحدث بهدوء ونظرت له باستغراب مستفهمة عن حديثه المبهم بعينيّ

«بريانا وچاس، كانت خطة كشف المُهدد لكِ نابعة مني فقد شككت في الهالة المُحيطة بك ولكنّي أعرف أنها ليست بريانا وبالطبع ليس چاس فتحدثت مع كل شخص على انفراد واتفقنا أن نكشف الفاعل لنرى إن كان مقلبًا فعلًا وإن لم يكُن، تعاهدنا على حمايتك وكشف الفاعل ثم تسليمه للشرطة»

حاول الشرح ونظرت له نظره هادئة، هل هذا طبيعي أن يهتم بي فروي كاميرون فجأة؟

«ولكِن، لماذا؟»
سألته مُتحيرة من أمري أحاول لملمة شعري الذي أطلق العنان لنفسه وبدأ يتراقص مع الرياح

«عفوًا»
أجاب بفكاهية لأشعر بالسوء

«فروي، لماذا حاولت مساعدتي والبحث وراءهم وكل هذا؟»
بنظرات ثابتة نظرت له بينما أفرك كتفيَّ بكفوفي في خضم هذا البرد القارس، أصعب عليه أن يعترف أنه يهتم بأمري؟

«لأنكِ كنتِ لطيفة معي وكان عليَّ رد الجميل»

تحدث بهدوء وأثق بينما يخلع سترته ويضعها على أكتافي

«حقًا؟ من يكون لطيفًا معنا نشكره أو نشتري له المثلجات لا نحاول حمايته فروي»

تحدثت بعضب، لأنّي من الممكن أن أكون توقعت سببًا آخر؟

«أريد أن أسرد لكِ قصة ستيفاني كاملة»
تحدث فروي بهدوء ونظرت له بينما أضغط على يده كاعتذار هادئ

«لقد كنتُ فتًا عاديًا يلعب الألعاب الألكترونية، يذاكر حتى لا يرسب، ينام طوال العطلة. لم أفعل شيء يذكر فعلًا كانت حياتي وتيرتها مستقرة حتى أتت ستيفاني، قد كانت فتاة تحب المغامرة والتجديد وكل ما هو خارج نطاق المألوف. بدأت تتقرب مني، أثناء راحة الغداء في الصف الثاني أخبرتني أنها تريدنا أكثر من صديقين، قدمتني العوالم المُظلمة وبدأت هي في إخراج الفتى السيئ من داخلي.
حين وافتها المنية قررت أن هذا الفتى هو ما سأكون. الصورة النمطية التي أخذت عني قررت اعتمادها لحماية نفسي
فكنت الفتى البارد الذي لا ينخرط في علاقة طويلة المدى ولا يجالس فتاة مرتين والذي لا يعرف أحد هل بداخله قلب أم فقط تحجر بصورة كاملة»

بينما كان يشرح بدأت الخيوط تتضح لي، هذا يفسر الفتى اللطيف الذي كنت أدربه أن يكون فتى جيد، هذا يفسر اهتمامه بي وأنا أشعر بالغضب مما فعل ريتش، الفتى اللطيف الهادئ يعيش داخل فروي في أحد الأركان

«حين تقربنا، كنت أشعر بالخوف أن أتعلق بكِ، كنت أؤمن بأن من يمسه حبي يصيبه ضرر في نفس الوقت لذلك كنت أحاول حمايتك لم أستطع تقبل فكرة أنه ربما يصيبك ضرر، تقربت لمارينا وأجبرت نفسي على الإعجاب بها حتى أخرجك من تفكيري، حاولت الابتعاد بقدر الإمكان. في هذا اليوم الذي أسقطت عليكِ مارينا الطعام حدث خلاف كبير بيننا واتهمتني بالتحيُّز تجاهك، حين رأيت كيف عاملتكِ في الحفل وكيف سحبتني حتى تؤذيكِ قررت أني لا أستطيع الإكمال مع شخصية كشخصيتها»

كانت كلمات فروي غريبة على أذني، لن أستغرب تلك الكلمات من أي أحد ولكن إبليس الذي أحب؟ بالطبع تلك الكلمات ليست عادته.

وظل سؤال واحد يحوم داخل رأسي يحاول الهروب من فمي فيلقى على مسامعه
هل هذا لأنك تهتم أم لأنّي ساعدتك؟

«كل ما أريد قوله ماتيلدا، هو أنّي أهتم بما كان بيننا من صداقة، أريد أن أبدأ صفحة بيضاء معكِ بعيدًا عن الخلافات. أنا متفهم أنكِ من الممكن أن تكوني غاضبة من أفعالي القديمة ولكن صدقيني لكل شيء تفسير وسبب وأنتِ لكِ حقًا مكانة كبيرة عِندي، فهل تقبلين؟»
بكلاسيكية قطف زهرة حمراء ووضعها في شعري بينما يبتسم لي

«أقبل ولكن إن كنت لئيمًا معي سأجعل ما تبقى من حياتك الثانوية كالجحيم»

تحدثت بتهكم ليقهقه فروي ويضمني إليه ضمة حميمية لطيفة

«هلا دخلنا الآن؟ أنا أتجمد»
تحدثت بهدوء بينما أضم سترته على جسدي

«أعتذر»
قهقه فروي بحرج بينما يمسك بيدي ونمشي نجاه المنزل

فتح فروي باب المنزل بحذر لنجد السيد كاميرون يجلس أمام التلفاز

«ماتيلدا، لن تصدقي چايكوب وعشيرته انضموا لمصاصي الدماء ليحموا ابنة بيلا»

تحدث السيد كاميرون بينما يأكل بعض البوشار وابتسمت بينما جلست بجانبه وَناقشته في الفيلم وتعالت ضحكاتنا إثر طرفة ألقاها السيد كاميرون

دقائق قليلة وانضم فروي وماكس وبيتي أتت بالمثلجات، ألم يكونوا كارهي لتوايلايت؟

أفضل شيء في هذا اليوم هو رغم معرفتي أن حبيبي القديم كان يراني شيء يجب أن يصل له قبل فروي ومجرد جائزة استحقها هو عن فروي.
ولكِنّي على الأقل عرفت من هم أصدقائي الحقيقيين ومن هم الزائفين، شيء آخر أحبه في هذا اليوم بجانب البيتزا التي ابتاعها لنا چاس هي عائلة فروي والدفء الذي أشعره بينهم

كنت أضع رأسي على كتف ماكس ويجلس بجانبي الآخر فروي وبجانبه السيد كاميرون وكانت بيتي بجانب السيد كاميرون سامحة لرأسها أن ترتاح على قدمه بينما يداعب هو خصيلات شعرها بين الحين والآخر لا إراديًا بينما يشاهد الهاتف..

قطع هذا الجو الرائع مكالمة من رايدر يخبرني أنه يريدني حالًا لأن الأمر طارئ ولم ينفك عن وضع التعليمات فَتشرط عليّ أن يصحبني أحدهم وأخبرني حتى لو كلَّف الأمر أن يعرف فروي عنوان المنزل..

Good Boy Theory- نظرية الفتى الجيد √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن