احترقت روحي !

293 14 9
                                    

قراءة ممتعة ❤️..

غيث :هل الروح تحترق يا أبي ؟!
الملك غياث :ولما هذا سؤال يا بني ؟

قرأت في أحد الكتب أن الروح تحترق ولكن لا تترك أي أثر من الخارج !!

صمت الأب للحظات قليلة وكان صمته اكبر دليل على الحرب داخلية التي تأجج به من داخل !

نعم تحترق يا بني ومنه بشدة !
تحترق من الكبرياء من الاحزان ومن لوعة الاشتياق وأكثرها من ....الحب !

ليضحك غيث ويقوم بتوجيه سؤال اخر
وهل الحب يحرق ... الحب حياة يا ابي شيئاً جميل يحدث للقلب يغير حياتنا .

نعم الحب حياة يا بني فكرة وجود شخص في حياتك تهتم لأجله تخاف عليه من أصغر الأمور ترعاه وكأنه كنز ثمين في حياتك تخاف أن ينظر أحدهم إليه مجرد نظرة لتزيد من الحريق الذي بداخلك أكثر فأكثر ...

هل الحب يأتي فجاءة !
أبتسم الملك غياث من أسئلة أبنه الذي كان عمره إحدى عشر سنة وقال :
مجرد رؤيتك لذلك شخص الذي سوف يجعل دقات قلبك تدق بسرعة اعلم انك وقعت و احترقت بنار الحب !!
لكن لا تكن جبان ولا تبوح بما يجري بداخلك حينها يا بني روحك التي سوف تحترق !!

سيلينا منذ ان دخلت إلى حياته و أشعلت نيران ذلك الشيء الذي كان ساكن في قلبه وهو الحب!
غيث واقع في نيران الحب الآن من أول لقاء جمعهم بألحان صوتها وكلماتها العذبة عنادها بالرغم من خوفه من الاضطراب الذي يحدث معها إلا أنه شاكراً لتلك لحظات التي جمعتهم معاً هي سندريلا المجنونة كما كان ولا زال لقبه المفضل ...

لقد كان واقفاً موالي  ظهره لها لتعود به ذكريات الماضي و تعيده للواقع بلحظة ولعل كانت ذكرياته مع والدها هي الكفة راجحة وكم يود أن يعود والده مرة أخرى ليقضي الوقت معه أكثر .

"غيث "
نادته سيلينا بصوتها الرقيق برغم من نسمات الرياح التي كانت موجودة الا أن تلك نسمات كان نقطة في بحر تلك العاصفة التي تأجج بداخله التفت لها ليذهب إليها مسرعاً برغم من قصر المسافة التي كانت بينهما إلا أنها ذهب إليها مسرعاً خشيت أن تكون سراب تختفي أو تضمحل من أمامه ذهب إليها لترفع عيناها و تضعهم في نصب عيناه ليقوم غيث بمعناقة سيلينا والتي بدورها بادلته العناق ليشعر نفسه كطفل احتمى بحضن أمه من الخطر تخونه عينه وقلبه المنفطر من أثر تلك العاصفة ليبكي ....
انا أحتاجك سيلينا ....أحتاجك كثيراً

بحة صوته المه الذي يشعر به الآن ...صدمة ..هل غيث العنيد ذو الكلام القاسي معها التي رسمته في مخيلتها ذاك الوحش الذي سجنها في قلعته .. يبكي لتقوم بمقاطعة العناق وتضع يدها على وجنتيه
جلالتك ... اهدأ انا هنا ..بجانبك ..

روحي متعبة يا سيلينا كلما أقوم بفعل أو تخطيط لشيء تزداد تعقيداً و كأن هناك أحد يلعب بنا ..
ابتلع ريقه من خوفه من حزنه و ألمه ...
لقد قتل ابي ...  لقد قتل وقاموا بغدره هو ومن كان معه !

زهرة التوليب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن