مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـن -18-

739 88 52
                                    


هلا 🌚

______________







"إلـهي هَذا مُتعب!".

تذمّرت تسند عود المكنسة على الحائِطْ ثمّ طبّقت كفوفهَا على أسفل ظهرِها تدلّكه برفق، الآن هِي أدرَكَت كم أنّ التنظيف مُرهِقْ و مدمّر للصحّة..

تعوّدت دائِمًا أن تعود للمنزل و تجدَ غرفتها نظيفَة و منظّمة لَم تفكّر قط أنّ والدَتها تتعبُ كثيرًا بسبب كسَلِها و لكن لا بأس كما تدين تُدانْ، عاقَبها القدير بالفعل..

أخذَت إستراحة قصيرَة ثمّ عادَت لتضَع أدوات التنظيف فوق طاولة بعجلاتْ تجرّها لتبدَأ تنظيف الغرفة المواليَة عندمَا تطرّق سمعُها إلى صوت ضجّة قويّة تكرّر صدَاها بالرّواقْ، توقّفت بأمر من فضُولِها تسترقُ النّظر من بعيد..

رجاليْ شرطة يَضعُون الأصفادَ بأيدي سويون و يقودونَها كالمجرمين خارجَ الوكَالة، إتسَعَت عينَاها تَشهق بصمت تضَعُ كفّها على ثغرها ثمّ ركضت نحوهم تمنعُهم من أخذها..

"توقّفوا!..لِمَا تعتَقِلُونَهَا؟، ما الذي فَعَلته؟".

نظرَ إليها الشرطي ثمّ أخفضَ بصرَهُ إلى البطاقة المعلّقة برقَبَتها مكتوب عليهَا إسمها ليسأل..

"أنتِ كانغ أمـاي؟".

هزّت رأسها بـ 'نعمْ' و بسذَاجَة فأدارَها يكبلّ يديها هي الأخرى بالأصفاد قائلاً..

"وفّرتِي علينَا عنَاء جلبك، أنت يا آنسةِ رهن الإعتقال بتهمَة خيانَة مؤتَمن يحقّ لكِ الصّمت و توكيل محامٍ، أيّ كلمَة تقولينَها ستستخدَمُ ضدّكِ في المحكَمَة!".

"مَاذَا؟..خيَانَة مؤتمَن؟، و لكن عن أيّ أمانَة تتحدّث؟، دعونِي لَم أفعَل شيئًا..سيّد بـارك أرجوكْ قُلْ لَهم بأنّي بريئَة!".

صَرخَت بأعلى صوتها في آخر جملَتها و هو كانَ يُراقِب المَشهَد من نافِذَة مكتَبه الزّجاجيّة يجمَعُ قبضَته بقوّة يتأمّل تحرّكاتِها التي لم تعكف تصمد..

"السيّد بـارك تشانيول هو من قدّم شكوى ضدّكِ فرجاءً لا تُقاومِي!".

عقدت حاجباها و عندَ إستيعابِها للأمر إرتَخت عضلات وجهها و جسدَها تحملق في زجاجِ نافذَته منعدم الرؤيَة من الخارج بنظرة خاليَة من التعابير، كانَت تعلَم بأنّه حتمًا لن يفوّت مشهدَ إعتقالِها و بأنّه واقفٌ يشاهدُها و هم يدخلونها السيّارَة.

قلبُه قاسٍ كالحجَارَة و أقسى، لا تنخُسه إبرة و لا شوكَة و لا تؤلمُه طعنَة سكّيّن ببساطَة لأنّها لن تقدر على إختراقِ سطحِه، كان يقف كالملكِ على عرشِه يترقّب إعدامَ المذنِب بعد حكمِه..

مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـنْ|| Famous With Two Facesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن