مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـن -36-

650 80 199
                                    









أضطَجِعُ على سريري أضمّ قدمايَ لصدرِي و بينما أداعِب السلسلَة الفضّة المعلّقَة بعنقِي في شكلِ اللامُتنَاهِي المرصّعة بفصوصٍ لامِعَة، لاطفتها بأناملي قليلاً حتّى شعرتُ بها تخنقُنِي كأفعى إلتوت على رقبتِي تمنعُ عنّي التنفّس؛ هذه القلادَة كانَت هديّة من سويـون في عيد ميلادِي السابِع العَشَرْ، كانَت تعنِي لي الكثِيرْ قبلَ أن تضحَى كالحبلِ المشنقَة ينحرُ عنقِي فيُبدّدني شيئًا فشيئًا.

خلعتهَا بقوّة لأرمِيهَا بعيدًا ثمّ إنحيتُ أمامَ طاولَة السريرْ أبحثُ عن شيء ما حادّ أنهي به حياتِي؛ أيّ شيء المهمْ أن يكُونَ حادًّا كفايَة لأوقِفَ هذَا الألَم بداخِلي.

و لكن حتّى الموتُ يخذلُني في هذه اللحظَة؛ مضى على بحثِي فترة طويلَة و لم أرى حتّى دبوسًا واحِدًا، جلستُ بركنٍ منزوي من غرفتِي على الأرضْ أضمّ قدماي لصدري ثانيَة أحتضنُ نفسي بينما أضع رأسي على ذراعِي و أغمضُ عينَاي.

هو سيتزوّجْ صحِيحْ؟

فلمَا أفكّر فيهْ؟

أو بالأحرى دعونِي أصغْ سؤالي مجدّدًا؛ لِمَـا أبكِي؟

هَل يستحقّ دموعِي؟

شعرتُ بدُوار صدعني فورَ نهوضي و كدتُ أسقطُ لولاَ أنّي تمسّكتُ بحافّة السريرْ أمنعُ نفسي من أن أخذلُني أنا أيضًا، لأنّي حقّا إكتفيتْ و ما عُدت أطيقُ أيّة ضربَة أُخرَى.

إرتديتُ ملابِسي و إلتقطتُ تلك القلاَدة من حيثُ رميتُها ثمّ غادرتُ المنزِل و ذهبتُ إلى بيتِ سويون؛ لم أدخُل طبًعا لأنّ أمّها ستستقبلُني بحفَاوَة و تفرحُ بي كما لم تفعل من قبلْ خاصّة بعد طرد إبنتها من العمَل هي الأخرى.

لأوّل مرّة سأتّصلُ بها بعدَ معرفتِي بالحقيقَة التي كتمَتها عنّي و لم أستطع التفوّه بكلمَة سوى بالتالية فور رفعها السمّاعَة.

"أخرجِي !".

لم تلبَث ثوانٍ لأرَاها تقفُ أمامِي و كأنّ الوقت ضاقَ عليها حتّى قابلتنِي دون أن تدقّق إرتدَائِها لحذَائِها، ظلّت صامتَة فتقدّمتُ منها و أخذتُ بيدها أعطيهَا القلادة الخانقَة بكفّها.

"هَذه ملكُكْ لقَد إنتهى اللاّمتناهِي يا سويـون !".

ثمّ إستدرتُ و دون أن أنظر خلفي مشيتُ بخطواتٍ معتدلَة السرعَة أتنفّس بعمق؛ أخافُ أن ألتفتَ فأتراجَع، عن قراري و أسامِحَها، أخشى أن يخلقَ لها قلبي ألفَ عذرْ فأجدني مخذولة من طرفِها مجدّدًا.

مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـنْ|| Famous With Two Facesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن