مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـن -28-

814 76 167
                                    











يجلسُ ثلاثَتُهم دونَ حراكٍ أو فِعلِ شيء، فقط يحدّقون ببعضِهم البعض إذَا حدَث و تلاَقَتْ أبصَارُهم، لقد سَبَق و قرّروا الحلّ منذُ مدّة؛ ألاَ و هو أن يَرتَحِلَ تايهيونغ قبلَ زوالِ الشّمسْ و يَجلِبَ المُساعَدة و تشانيول و أمـاي بحُكمِ إصابَتِهم فبقائُهم في الكوخْ هو الحَلْ الأنسَبْ.

تايهيونغ سيكُونَ حَبْلَ نَجاتِهم الوَحِيدْ في هَذهِ المَكيدَة و الوَرْطَة، عِوضَ أن يكونُ شاكِرينَ لَه و هنا لا نتحدّثُ عن أمـاي بل تشانيول الذي لا ينفُكُ يسمّمُه بنظَراتِه الجانبيّة بينَ فينة و فينَة.

نظَراتُه الحَقُود جعلَت الآخر يتساءَلُ في باطِنه ألفَ مرّة عن السّبب الذي أَغضَبَ رئيسَه لدرجَة أنّه لا يعكِفُ يُبصرُه بنظرَة حادّة و غامِضَة.

هكَذَا هو تشانيول حينَ يُصبِحَ عاجِزًا يصبّ جمّ غضبِه على الآخرينْ؛ لربّما يعتبِرُها طريقَة للتخفِيفِ و التّنفيسِ عن نفسه.

ما قَطَع حبلَ شُرودِهم و تواصُلهم البصرِي هو صوتُ معدَة أمـاي تشخُرْ؛ نظَروا إليهَا ليجدُوا اللّون الأحمَر قد إكتَسب وجْهَها.

'لِما الآن؟'

فكّرت فيهَا و أنكَست رَأسَها بإحراجْ تَتحسّس قفَاها ثمّ رفعَت كفّها تدلّك فروَة رأسِها بحمَاقَة تَردف.

"أنَا جَائِعَة !".

كَانَ تشانيول سيتكلّم و لكنّ سَبِقه الآخَر يقفُ و ينفُض الغبار عن سروالِه ثمّ عن يديه قائِلاً.

"سَأَبْحَثُ لكِ عن شيءٍ تَأكُلينَهْ، إنتظِريني رَيثَمَا أعودْ !".

أومَئ لَها بلُطفْ و سُرعان ما هَزّتْ رأسَها نافِيَة تَبغِي الإعتراضَ على هَذه الفِكرَة.

"إِذْ أنتَ ذاهِب سأُرافقُكْ !".

تنهّد تايهيونغ بالرّفض فكَانَت أعنَدَ من أن يصدّهَا عن المجيء، لَقدْ هدّدته إن لم يأخذها معهُ فستلحَقُه خِلسَة؛ لذا فلتَكُن إلى جانِبه أأمَن من أن تتخفّى بين الشجَيرَات المليئَة بالعنَاكِبْ و الثّعابينْ السودَاءْ.

شخَر تشانيول ساخِرًا من هَذا المَشهد الذي لم ينَل سوى الإستهجَانَه ثمّ إتكئ على جدَار الكُوخ الهش يهتف بالكلمات التّالية.

"لَتأخُذْهَا معكَ إن أردْتَ أن تَقَع في مُصيبَة !".

طبّقوا كلّ من تايهيونغ و أمـاي شفاهَهم بغلّ يكتَتِمُون على تصرّفات الآخر المتكبّرة و المُتعالِيَة ليقتطفَ يدها و يتوجّه بها إلى حيثُ باب الكوخ.

مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـنْ|| Famous With Two Facesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن