مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـن -26-

909 85 265
                                    


كوكوريكو 🌚

_____________










عيُونٌ تَسْكُنُها قطَرَاتٌ ثقيلَة من الدّموعْ، شِفَاهٌ مُبتلّة بسخينِ ما ذَرفتْهُ تلكَ العيونْ العسليّة، أنفُهَا متورّدٌ و صدْرُها يهتزّ صعودًا و نزولاً بسبَب ما رَكَضْتهُ من مَسافَة.

هذه كانَت حالَة يونا بعدَ أنّ لَقّبتهَا إحدى الفتيات بمدرْستِها بالنّكِرَة، بكلّ جُرأة و وقَاحَة وقفتْ في وجهِها بحصّة الرّياضة بعد أن إستغلّت إبتعاد المدرّب عن السّاحة و قالت لَها..

"أنت بدُونِ أخيكِ لا شيء، أنتِ نكِرَة و لو أَنكرتِ ذلكَ ألفَ مرّة !".

في تلكَ اللّحظَة كلّ ما خرَج من شفاه يونا هو صرخَة واحِدة، صرخَة أطلقت فيها العنانَ لدمُوعها و مشاعِرها.

"أنا لستُ نَكرَة أنا يونا، لستُ أختْ بارك تشانيول؛ أنا بـارك يونا !".

و ماذَا ردّت عليها الفتاة؟

بكلّ ما أوتيهَا من نقمَة أردفت تضرب بسبّابتها على صدرِها تُضاعِفُ غضبَها ..

"حسنًا يا أخت تشانيول النّكرَة، أرينَا كَيفَ ستُثبتينَ جدَراتَك بمُسابَقة الأدَبْ؛ أطوقُ شوقًا لأرى فَشلَكِ و تضرّعَكِ لأخيكِ من بعدْ كالأطفال !".

"مُوافقَة !".

همسَت بهَا يونا تتقهقرُ للخلِف على إثرِ دفعِ الأخرى لها هي و الفتياتْ في شكلِ طَابور يصفعون كتفهم بخاصّتها حتّى وقعت أرضًا و من ثمّ حملَتها قدميهَا إلى هذا المكانْ الذي تجهَلُه؛ حديقَة باتريسيا !

هنا حيثُ ينزّهونَ العامّة حيواناتَهم الأليفَة و يرفّهونَ عنهمْ، أمّا هي فقد جائَت لترفّهَ عن نفسِها و تخفّف عبئَ حُزنِها لعلّ دموعها كفّت.

جلستْ على إحدى المقاعد الطّويلَة الخشبيّة تقرّ ببصرِها إلى الأرضْ تفكّر؛ كَيف أقحَمتْ نفسها في مسابَقة أدبٍ و هي لا تفقِه في الأدب سوى حروفَه، لَقدْ رَسبَت في هذه المَادّة طوالَ السنة الدّراسيّة و في اليوم الذي ظنّت بأنّها و أخيرًا حظت بمعجزَة و تحصّلت على نصفِ علامَة إتّضحَ أنّ الأستاذ أخطَأ توزيعَ الأوراقْ و الصّفرُ ما يزالُ حليفَها.

حظّها كحظّ عجوزٍ بيتُه من الحلوى و لا يملِكُ بثغرهِ ضرسًا واحِدْ !

ثوانٍ ليقتحمَ محيطَها وقعُ حذاءٍ أسود كلاسيكي لفت أنظارها بظلّ جسده المفتول، رَفعتْ رأسَها تدريجيّا حتّى أبصرَتْ وجهَه فوقفت صاخبَة..

مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـنْ|| Famous With Two Facesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن