مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـن -25-

902 92 106
                                    















تِلْكّ هي الفَتاة النقيّة التي كلّمَا فكّرت في شيء وجدَت نفسَها تتصرّف بعفويّة مُبالَغَة، لَيسَ ذَنبَها أنّها تَقُع بمشكِلَة ما كلّما حَذتْ حذوَه، و ليسَ خطئُها أنّها طيّبَة حتّى ينتهِي بها المطَافْ تتأذّى في كلّ مرّة.

هي ذَاتُ الفتاة التي أَضفَت نكهَة مميّزة و مختلفَة لروتينِه اليَومِي و خرَقَت كلّ قواعِده، هي الوحيدَة التي خَرجَت عن المألُوف لتضفِي المغامَرة إلى حيَاتِه.

جَعلَتْه يدركُ أنّ المثاليّة ليسَت مطلُوبَة لجعلِ الجميعِ يحبّونهْ، عليه فقط أن يكُونَ صادقًا مع نفسِه قبلَ الجميعْ، فالصّدق صفَة نادِرَة في عالَم مزيّف كَثُر فيه الكذبُ و الخِدَاعْ.

كالطّفلَة تَركها تستغرِقُ في النّومْ مع نوبَة رعبْ و خرجَ من جناحَه يتجهّز لولاَ أنّه لمَح تايهيونغ يقف أمامَه بإنتظارِه ليدخُل إليها.

"إنّها نائِمَة، لتطمَئِنّ عليهَا فيمَا بعدْ الآن ستتبَعُني إلى جناحِي لديّ حديثٌ مطوّل معك".

و تشانيول عندمَا يقول حديثْ مطوّل يعني بأنّه سيمسَح بكرامَتكَ الأرضْ و يهينَك ثمّ يرجمك بكلماتَ جارحَة حتّى لا يبقَى لكَ ماءَ وجهٍ تحافِظُ عليهْ.

مسكينٌ تايهيونغ ظلّ يستمِعُ إلى محَاضَرته و تحذيرَاته مطأطأً رأسَهُ يقرّ ببصرِه على الأرضْ، لم يتركْ لَه المَجالَ للتبريرِ حتّى، كلّما رفعَ رأسه لينطقَ بحرفْ قاطعه بحدّة و بنبرَة لا يحبّذ أن يسمعُها العَاقل.

لِما واللعنة هُو ظالمٌ و مستبدّ هكَذَا ؟

خَرجَ بعدَما تركَه بغصّته ما بينَ الذلّ الذي تعرّض لَه و بينَ قلقِه و حيرَته على الأخرى، لا يعرِف على أيّهما يحزنُ أكثَر؛ على كرامَته المهانَة أو إصرارَه لإدخالَها المياه، حَمّل نَفسَه ذنبَ غرقِها و تكلّف بتقديمِ إعتذارٍ رسمي لَها فيمَا بعدْ.

الآن هو سيتجهّز لتصويرِ البرنامَج فما عادَ بحوزَته الوقِت لتمضيَته على الوهن.

..

إستيقظْتُ لا أعلَمُ كم السّاعة حتّى، رأسي ثقيلْ و عيوني منتفخَة جرّاء البكَاءْ المستمرّ، شيئًا فشيئًا بدأَت ذاكِرتِي تخوّلنِي لإستيعَابِ ما حدَث.

خرجنَا أنا و تايهيونغ في جولَة !

تنَاوشنَا بلَطافَة و رشّينا بعضنَا بالمياه !

بعدَها أصرّ عليّ لأعوم فإستمعتُ إليه و ولجت البحرْ !

ثمّ طلبتُ منه مثلّجات فخرجَ لإحضارِها لي !

مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـنْ|| Famous With Two Facesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن