مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـن -40: الأخير-

1.1K 99 232
                                    









تَاجَرتُ بِعَواطِفِي المُضطَجِعَة بِبَرّ الخِذلاَن أَلفَ مَرّة، بِعْتُ الثِقَة بِثَمنٍ بَخسٍ يُقَارِب المَجّان و يَأتَلِفُ اللاّقيمَة، دَائِمًا ما أتَمرْجَحُ بلُعبَة تُمتِعُني بدَايَتُها المُكلّلة بالوُعودْ و تُلحِدُها النكُوثُ المُتخَمَة أكَاذِيبْ؛ فَلاَ يَكُونُ بالعِتادِ خَاسِرَة سِوَايْ، هَويتُ و هَوِيت و كلّ ما جَنيتُه مِن صِدقِي و طيِبَتِي هو العَنَاء، لا أَفقِهُ أُواكِب جمَالَ السَعادَة حَتّى يعتَرِضَني التَرَحُ بِلَواغِبَ القُبحِ يُبْئِسُنِي، كأَنّي ما خُلِقتُ إلاّ لأَكُونَ دُميَة يُمارِسُون عَليهُا أقسَى أنوَاعَ تَبَرّي الحَسَنات، عِوض أَن يدفَعُون لي بالتِي هِي أَحسَن، يُقايضُونَنِي بكَلِماتٍ أدركَت عقُولهم أنّ خائِنَة، و الأفعَال هي ما أثبَتت الصَوابْ.

مَرّت سَنَتينْ مُنذُ أن هَجرنِي تشانيـول بتلكَ الليلَة دُون عَودَة أو إتّصالٍ يَشفِي مَرَارَة كَنِينِي، تَركَنِي كجَندِيّ أقبَلَ على حَربٍ خَاسِرة لن تَصلنِي منه سوى قلاَدة مَنقُوشٌ عليهَا إسمَه.

قبلَ سَنتين ورَدني إِتّصالٌ من تشيـون بالسَاعة الرابِعَة فَجرًا يُطلعنِي فيهِ عَلى خبَرٍ قَسمَ ظَهرِي شَطرَين، و أنا التي إستيقَظتُ مِن حُلمٍ ظَننتُنِي سأجتمِعُ بِه قريبًا و لن تُفرّق بينَنا إلاّ سَاعات قَاربَ مَطافُها ينحَدرُ إلى النِهايَة، خَسأت و تبَيّن أنّي الوحِيدة التي قادَها الحُب و الهُيام إلى التَوَهّمْ.

جَميعُنا أَخطَأنَا، جَميعُنا خَطّطنَا مَاذا سنَفعَل في الحَياةِ بعدَ النَجاح لَكِنّنا لَم نُخطّط ما الذي سَنفعَلُه إن أَخفَقنَا.

"آنِسَتـي الفِرقَة الجدِيدَة إكتمَل تدرِيبُها و هِي في إنتظَارِ ترسِيمِ أعضائِها و إقتِناء من هُم أَفضَل، أيّة أوامِر؟".

أَخذتنِي ذاكِرتِي إلى أَبَدِ دهرِي حينَ سألنِي أحدُ أعضَاء مجلِسِ الوَكَالة عَن موعِـد عودَة بـارك تشانيـول و قادَتني مشاعِري للإنسِيابِ بعِيدًا حيثُ سَرابُ علاقَتِي المفتّتة تنتَظِر لَمّ الشَمِلْ.

"دَعينَا لا نُؤجّل عَمَل اليَوم إلى الغَدْ، أعلمِي الفِرقَة بأَنّ مَوعِدُ ترسيمهُم سَيَكُونَ هَذَا الأسبُوع، إمنحيهَم يومَ عطلَة و قولِي لَهم أنّ لهم وجبَة على حِسابِي، فليحتَفلُوا".

هَذَا كُلّ ما بَدَر منّي في ظِلّ مسؤُوليّة حمّلنِي إيّاها تشانيـول قبلَ رحيلِه دُون أَن يُخيّرني بينَ القُبولِ و الرَفِض؛ لَطَالمَا وضَعنِي تحتَ أمرِ الوَاقِعْ بِلاَ حيلَة أو قُدرَة، أَكرَهُه حينَمَا يَفعَلُ هَذَا، يُشعِرُنِي كأَنّي مُستَثنيَة مِنْ إشَارَته و مُجرّدة من إرَادَتِي، هو لاَ يهتَمّ لِما أريدُه، كانَ شخصًا أنَانِي و سيَظَلّ.

مَـشْـهُـورْ بِـوَجْـهَيْـنْ|| Famous With Two Facesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن