الحلقة الواحدة والعشرون

22 0 0
                                    

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
اذكروا الله وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كل بيت فيه رحب و لطه الشكر أوجب
لم يرد إرضاء مطلب قد يؤدى للنزاع
فأبو ايوب ضمت داره نورا تجلت
وبها الافراح حلت و اعتلت فوق التلال
صفوة البارئ محمد درة للكائنات
مدحه بلسم لروحى وله يحلو السماع
مرحبا يا مصطفنا نوره الغالى أضاء
رغم أنف المشركين نوره عم البقاع
( فرقة زهرات طيبة )
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
خرج الطبيب واقترب منهم فقالت الجدة زينب بلهفة : طمئنى يا دكتور أن شاء الله هشام بخير .
الطبيب : الحمد لله رب العالمين على كل حال يا امى قدرنا نسيطر على الحالة بس هنتنظر يوم كامل وبعدين هنقرر .
مروان : طب حالته عاملة ايه يا دكتور ؟
الطبيب : الحالة مستقرة ويرجع الفضل لربنا وحده أنه كرمه بشخص شربه لبن والحمد لله ده فرق كتير فى حالته ، لان السم اللى اخده خطير .
و انهمرت دموع زهراء تشكر ربها فعلينا بشكر الله دائما في الضراء قبل السراء .
ياسمين : طب ممكن ندخل نشوفه و نطمئن عليه.
الطبيب : للاسف مش هينفع ادعوا ربنا الأربعة و عشرين ساعة يعدوا على خير وان شاء الله تشوفه ويروح معاكم .
الجدة زينب : متشكرين جدا يا دكتور جزاك الله كل خير .
الطبيب : العفو يا امى ده واجبى بعد اذنكم .
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
ابتعدت سعاد عنهم وانهمرت دموعها كثيرا وهى تردد لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل امان كل ضعيف .
حتى اقتربت منها الجدة زينب ووضعت يدها على كتفها لتنظر لها سعاد بدموع وتحتضنها .
الجدة زينب : بتبكى ليه يا سعاد ؟ هشام هيبقى كويس أن شاء الله .
سعاد : صعبان عليا هشام ملحقش يفرح ولولا ستر ربنا كان .... ربنا يسامحك يا اسلام
الجدة زينب : كنت بتحبيه يا سعاد .
سعاد : حتى لو مكنتش باحبه كان بينا عشرة سنين طويلة ولما ربنا تاب عليا كان نفسى يتوب ويرجع لربنا بس استمر في العصيان ونهايته كانت من جنس عمله .
الجدة زينب : ربنا يسامحه يا سعاد امسحى دموعك عشان هنمشى ونرجع الصبح أن شاء الله .
سعاد : ربنا يتم شفائك على خير يا هشام ، تفتكرى ربنا غفر ذنوبى بعد كل اللى عملته حاسة بيأس .
الجدة زينب : اوعى الشيطان يضحك عليكى و يوهمك بأن ربنا مش هيغفرلك ، ربنا غفور رحيم أراد بحكمته يغفرلك عشان كدة تاب عليكى وبعدك عن طريق الذنوب وقربك منه ، ربنا بيقول "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ  (٥٥) "
(سورة الزمر )
سعاد : ما شاء الله دى بشرى عظيمة بس احيانا الواحد بتوب ويرجع ويتوب ويرجع وهكذا وبيفكر أن ربنا مش هيقبل توبته .
الجدة زينب مبتسمة : ربنا بيحب العبد التواب كل ما يذنب ليرجع تانى وتالت وعاشر والف ، وخلى دائما الطاعات تزاحم الذنب بذكر الله او التسبيح و التحميد والتكبير أو بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهارجع افكرك ربنا بيقول "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "
( جزء من الايه ٢٢٢ سورة البقرة ) .
سعاد : ربنا يثبتنا على دينه ويرزقنا دائما التوبة وعند الموت الشهادة والجنة و يبعدنا عن النيران .
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
اعطى مروان چورى النائمة لزوجته وأخذها ووقف بمفردهما وقال لها : معلش هاتعبك شوية لما ترجعوا البيت جهزى العشاء للجميع ومتخليش حد ينام من غير ما يأكل و صحى چورى كمان .
علياء : حاضر ، طب وانت مش هتاكل ؟
مروان : متقلقيش انا اجيب اكل بعد شوية أن شاء الله .
علياء : الزعل ملوش علاقة بالاكل يا مروان ، لازم تأكل عشان تقدر تكمل .
مروان بابتسامة : أن شاء الله ربنا يلطف بينا .
وتحدث مروان قائلا : بعد اذنك يا حسان ، رجع الجماعة البيت وانا هابقى هنا .
ياسمين ببكاء : وانا كمان مش هامشى الا مع هشام .
وتقدم مروان و كفكف دموعها قائلا : البنوتة لازم ترتاح عشان هشام ميقلقش عليكى انت عارفة هو بيحبك وبيخاف عليكى من الهواء والصبح أن شاء الله يكون فاق ونرجع كلنا .
وبكت أكثر فضمتها السيدة سعاد وخرجوا جميعا عدا الجدة زينب و وزهراء والعم محمود .
زهراء : انت لازم تروح عشان ترتاح وتاخد دواءك يا بابا وانت كمان يا تيتة .
الجدة زينب: انا هامشى فعلا لكن وانت معايا .
العم محمود : كلامك صحيح يا ام مؤمن ، لازم تروحي ترتاحى وتغيرى هدومك و ارجعى الصبح أن شاء الله .
ونظرت زهراء لتجد أنها ترتدى فستان عرسها وتعجبت كثيرا من الفتيات التى تقارن فرحة الزواج بفستان وعرس ضخم ونسيت أن الفرحة بزوج صالح و بيت يباركه الله إذا رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ظل الناس في هذا العصر الا من رحم ربى فى المغالاة فى أمور الزواج حتى كاد طريق الحرام ايسر بكثير من الحلال .
زهراء : حاضر يا تيتة وان شاء الله نرجع الصبح ويكون بخير .
وغادر الثلاثة لينطلق مروان من جديد إلى المسجد ليصلى لله ويبكى بين يديه ويبتهل إليه أن ينجى أخيه من السم والمرض .
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
وبعد عودة الجميع إلى المنزل ، ذهب كل واحد إلى غرفته لكن صوت علياء اوقفهم : هاصلى العشاء وانتم كمان صلوا وهاحضر العشاء .
الجدة زينب : حاضر وانت كمان يا زهراء تعالى معايا غيرى هدومك و استريحى شوية ، اليوم كان متعب ولكن الحمد لله على كل حال .
وذهبت زهراء و اعطتها الجدة زينب بعض ملابس ياسمين وقالت : لو حابة يا بنتى تروحى شقتك وتقعدى مفيش مشكلة اهم حاجة راحتك .
زهراء بابتسامة : أن شاء الله هندخل الشقة انا وهشام مع بعض احنا تعاهدنا أن كل شى نتشارك فيه .
واحتضنتها الجدة زينب لتبكى زهراء لما أصاب زوجها و لسانها لا يتوقف عن الذكر والاستغفار ، بعد قليل تؤضأت وشرعت تصلى لله وتبكى لله فهو ملجأ من لا ملجأ له ، وبعد الانتهاء جاءت إليها الجدة زينب: علياء حضرت العشاء تعالى عشان نأكل شكلك ماكلتيش من الصبح .
زهراء بابتسامة : معلش يا تيتة انا مش هاقدر اكل، اتفضلوا انتم .
وهنا جلست الجدة زينب وامسكت بيد زهراء قائلة : زمان كان عندى ثلاثة عشرة سنة لما اتقدم ابن خالتى عشان يتجوزينى وأبوه كان رافض لأن عيلتى كانت فقيرة بس كان مصمم واتجوزنا وربنا رزقني بمؤمن ونسرين وبعدها بفترة قصيرة مات ، حسيت أن الدنيا وقفت واعتزلت الدنيا كلها وهنا خالتى نصحيتنى بأن موت زوجى لحكمة من الله وان الصبر على البلاء جزاءه عظيم وقالت لو فى السكينة فى قلبك وبينزف اوعى توقفى الابتسامة وشكر الله دائما بس جوزها
أطلقت الجدة تنهيدة ثم أكملت : راهن ناس كتير على فشلى ولكن قومت من تانى واستعنت بالله وربيت اولادى لحد ما جه اصعب يوم فى حياة اى ام أنها تشوف ابنها وهو جثمان بلا روح فاليوم ده كان قلبى قبل لسانى بيشكر الله والحمد لله رب العالمين ، من الاخر يا بنتى لو حابة تعيشى الحياة بما يرضى الله خلى ثقتك فى ربنا كبيرة . الاكل ملوش علاقة بالحزن ، لازم نأكل عشان نعيش ونقدر ونكمل اقولك خلى نيتك عشان تقوى لعبادة الله وخدمة زوجك .
*********** اذكروا الله ****************
فى صباح اليوم التالى استقيظ هشام ليجد مروان نائما بجواره على الكرسي وكذلك العم محمود فى ناحية أخرى .
افاق مروان ليجد هشام ينظر بابتسامة ليسرع نحوه قائلا : انت كويس يا هشام ؟ حمد لله على سلامتك قلقتنا عليك .
هشام : الحمد لله رب العالمين على كل حال ، تعبت نفسك ليه ؟ انت وعم محمود كمان ؟
وهنا احتضنته مروان بدموع فابعده ممازحا : لا والله انا متجوز يا استاذ انت ؟
مروان : الشرع قال أربعة يا حبيبي .
هشام ضاحكا : سبحان الله العظيم اغلب الرجال الا من رحم ربى ميعرفش فى دين الله غير الأربعة مع أن الشخص لو قرأ الآية صح هيلاقى الأمر بزوجة واحدة إلا لو أن الشخص هيقدر يعدل يتجوز اكتر من واحدة بشرط بعدل. 
العم محمود مبتسما : صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عن عدم العدل بين الزوجات " ويقول ﷺ: من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل"
هشام مبتسما : صلى الله عليه وسلم ، تعبت نفسك معانا يا عم محمود اقصد يا حمايا العزيز .
العم محمود : انت زوج بنتى ومن قبلها ابنى وده أقل واجب يقوم به الاب تجاه ابنه .
وهنا طرق الباب ودخل الطبيب ومعه ممرضة بعد أن إذن له هشام .
الطبيب : السلام عليكم  حمد لله على سلامتك يا استاذ هشام .
الجميع : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
هشام : الله يسلمك يا دكتور هو انا هاقدر أخرج امتى أن شاء الله ؟
الطبيب ضاحكا : النهاردة يا عريسنا ، خد بالك من صحتك عشان فيه ناس كتير بتحبك و اللى ربنا يرزقه باهل يحبوه ده رزق يحتاج شكر ربنا .
وتحدث مروان مع العائلة واخبرهم بعودتهم ليسعد الجميع وهنا نظرت الجدة قائلة لزهراء ......
إلى اللقاء
واذا ما شئت فى الدارين تسعد فأكثر من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

قطار الآخرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن