قطار الآخرة

الحلقة الاخيرة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اذكروا الله وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قبورنا تبنى ونحن ما توبنا
يا ليتنا توبنا من قبل أن تبنى
******** بسم الله الرحمن الرحيم******
نظرت الجدة قائلة لزهراء : وانت يا زهراء ....
ونظرت فلم تجدها فقالت : هى زهراء فين ؟
علياء : فى أوضتك يا تيتة تقريبا .
وذهبت الجدة لتجد زهراء تصلى لربها فوقفت و أنشدت قائلة :
يا اللى سجدت لربك رب العرش اعطى لك
عرفت باب الهداية راح ينصلح حالك
سجدت لله ورب العرش نادى لك
هتعيش يا مؤمن على التقوى وكلمة التوحيد
يمكن فى ساعة رضا تلقى المصطفى جالك
( المداح احمد مجاهد 💙💙💙)
وانتهت من صلاتها واخبرتها الجدة برجوع هشام وطلبت منها أن تنتظره فى بيتهما .
وعاد هشام وتم بحمد الله شفائه ومرت الايام فلا سعادة تدوم ولا حزن يدوم وهذه سنة الحياة
******* اذكروا الله***********
كانت العائلة تعيش على ما يرام بفضل الله وذات ليلة كانت سعاد تكثر من الصلاة بالليل ( شرف المؤمن قيام الليل ) كانت تدعو وتستغفر ربها وظلت تحدث ربها بصوت عبد ضعيف حطمته الذنوب والخطايا فهرب من ضيق المعصية إلى ساحة عفو الله رب العالمين .
ظلت تنادى بنداء سيدنا يونس على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .
حتى رأت نور يجلس عند منتهى بصرها ترى أشخاص كالبدر ليلة التمام يبتسمون يحملون كفن من الجنة وحانوط الجنة ثم اقترب شاب حسن الوجه والثياب ونادى بجوار رأسها : يا ايتها الروح الطيبة اخرجى الى رضا من الله ورضوان ورب راض غير غضبان .
ورات حياتها وكأنها تمر أمامها وتبسمت فقد غفر الله لها ذنوبها وبشرها بالحنان ورات شخص آخر بشع المنظر ولكنه ضعيف هزيل يبكى فقال لها : ظللت اوسوس لك عمرا طويلا و لما تاب عليكى بدل سيئاتك بحسنات .
تبسمت سعاد ليكن اخر كلامها : إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
وهنا خرجت الروح فاستقبلها ملك الموت وكيف لا تخرج ؟!!! وهى تبشر بأن الله راضى عنها .
وضعت الروح فى كفن الجنة وطيبت بحانوط الجنة وصعد بها الملائكة وكلما مروا بأحد من الملائكة بين السماء والأرض اوقفهم وسألوا : روح من هذه ؟ فيجيبوا : روح سعاد ام ياسمين ( ينادى المؤمن باحب لقب إليه فى الدنيا ) فقالوا : المؤمنة انتظروا حتى نصلى عليها ( اللهم ارزقنا هذا الفضل الملائكة تصلى علينا قبل الناس ) حتى وصلوا إلى السماء الاولى فطرقوا بابها فسأل أهلها ؛ من فقالوا : روح سعاد ام ياسمين فقالوا : روح مؤمنة
وفتحوا باب السماء ودخلوا ليشيع روح سعاد أهل السماء الاولى ثم إلى الثانية الثالثة الرابعة الخامسة فالسادسة والسابعة وهنا نادى منادى من قبل الله : أعيدوا روح امتى إلى الأرض فإنى منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى .
ليعود الملائكة بها.
*********** صلوا على النبي *******
قامت الجدة زينب وتؤضات وصلت الفجر ثم أخذت تذكر ربها وقبل أن تخلد للنوم قالت لنفسها : غريبة سعاد بتيجى تقعد معايا كل يوم نقرأ وردنا بعد الفجر ، يمكن تكون نائمة ، اكسب ثواب واصحيها للصلاة. ( نسال الله ان يرزقنا رفقاء الخير من يساعدونا على طاعته )
وذهبت وطرقت الباب ولا إجابة من احد ثم دخلت وراتها ساجدة فابتسمت وجلست بجوارها ولما طال سجود سعاد اقتربت منها وقالت : يا حبيبتي انت نمتى وانت بتصلى .
وحاولت أن توقظها ولكن دون إجابة فاقتربت منها ووضعت يدها على رقبتها لا نبض ، يا الله لقد فارقت الحياة ولكن بحسن ختام خرجت من الدنيا إلى الآخرة وهى بين يد الله ، ونظرت الجدة زينب لتجد وجهها ابيض كالبدر فأهل الله ينور وجوههم ( اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) فنزلت دموعها قائلة : انا لله و انا اليه راجعون سبحان الحى الذى لا يموت سبحان من له الدوام ثم وجهت نظرها الى سعاد قائلة : يا سعاد لك البشرى برب رحيم يرضى بالقليل من الأعمال ويعفو عن الكثير ، لك البشرى بجنات النعيم وتاكدت من إغلاق الفم والعيون
ثم أيقظت الجميع و الكل حزين وياسمين التى إصابتها الصدمة فصرخت فهى الأم التى قامت بتربيتها واغدقت عليها الحنان ، الان شعرت باليتم.
ظل تصرخ فامسكتها الجدة زينب قائلة : انها أمانة وردت إلى بارئها ، من سيخلد ؟ لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ابكى ولكن بأدب ، استحى من الله فهو الحى الذى لا يموت .
وكأن كلام الجدة كالبلسم الذى وضع على جرح ياسمين ليطيبها فأخذتها ومعها علياء وزهراء وحملوا سعاد سويا ثم أحضروا بعض الماء ومسحوا جسدها من عرق الموت ثم بدلوا ملابسها ( هذا من وصايا من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ) ثم غطوا الجثمان بالكامل ( سبحان من وحد النساء والرجال في عورة الموت فيجب تغطية الجسد كاملا ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبيل الميت بين عينيه )