هناك لحظات في الحياة تجعلك تتسأل هل الكون يتمحور حولي ؟
أيعقل أنني شخصية رئيسية في قصة ما و بقية الأشخاص عبارة عن شخصيات ثانوية داعمة في حكايتي الخاصة.
لكن لا، العالم لا يدور حولك يا صديقي، هذا ما عليك معرفته فور أن تخطو فوق هذا الكوكب
الكَون أعظ...
كيف لنا ان نتواجد بعالم لم نخطط يوما لأن نكون جزءا منه و بالرغم من ذلك نحن مجبرون على البقاء به إلى أن يحين موعد الرحيل
مع ذلك عجيب أمر البشر، كيف أن أغلبنا يجد في الموت راحة جاهلين حقيقة أنهم سيتوجهون فقط لفصل آخر من فصول الحياة
نحن لا نتوقف عن التواجد عند الموت بل نختفي من الكوكب فقط.
هذه الأفكار تراودني مرارا و تكرارا تجعلني أدور في دوامات بأبواب مغلقة، هي أسئلة لا اجوبة لها، ألغاز بلا حلول هناك فقط إفتراضات، تخمينات من نسيج العقل البشري و هذا الأخير لا يحيط علما بما وراء الطبيعة
لذا لا أحد يعرف الحقيقة .
إستيقظت صباحا على صوت والدتي التي كانت تحادِثُ إمرأة ما في الطابق السفلي لكن والدتي لا تملك أصدقاء أو بمعنى أدق جيران، هذا ما جعلني أحتار .
إغتسلت و سرحت شعري الكستنائي لأجعله على شكل ذيل حصان حتى بات طوله يتعدى كتفاي ببضعة انشات ثم إرتديت زيي المدرسي ألا و هو قميص أبيض و تنورة زرقاء إضافة لسترة بنفس اللون
توجهت إلى الأسفل و وجدت أمي تقف في المطبخ بينما تعد الإفطار و تعابيره تحمل ذات المشاعر الإعتيادية المتمثلة في التبرم و الصرامة، فور أن لاحظت حضوري تغير مزاجه في لمح البصر ثم أعطتني تلك الإبتسامة الدافئة
" كيف الحال فِينيسال ؟ "
" بخير " جلستُ على إحدى الكراسي بجانب طاولة المطبخ و رحت أراقبها بإهتمام " أين أبي ؟ "
