30|العرض الأخير

161 25 122
                                    


الجلو ممطر و الحياة حلو
استمتعوا بفصلكم الجديد ✨🙃
ملاحظة : هذا فصل من الماضي، اربطوا احزمة الامان و استعدوا نفسيا.

~

~وكأنني في قفص صنعته بنفسي.~

فينيسال في سن : الرابعة عشر

"تبدين جميلة."

علقت والدتي حين أنهت تصفيف شعري على شكل كعكة نازلة أنيقة و مثبتة بعناية.
بعدها عدّلت طرف تنورة فستاني الأحمر القصير، تتأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح، لضمان ظهوري بأفضل صورة في العرض و بلا أخطاء.

أعطتني أخيرًا أحمر الشفاه بلون النبيذ، فزينة المتزلجات تكون غالبًا بارزة لإضفاء لمسة من الجرأة والثقة، تمنحنا مظهرًا غير واقعي قليلاً يبرز الفجوة بيننا وبين الأشخاص العاديين، كي يترك انطباعًا أكثر صرامة لدى الحكام الذين تترصد أعينهم كل حركة.

كما تقول والدتي دائمًا : إذا جذبتي كل الأنظار، ستكونين بخير.

لكن ربما هذا ما جعلني أكره التزلج أكثر.

التظاهر بشخصية لا تشبهني أبدًا، وضع قناع زائف يغطي الحقيقة التي تحاول والدتي دفنها.

نظرت إلى نفسي للمرة الأخيرة في المرآة ثم وقفت مستقيمةً أتأمل مظهري. أفرجتُ عن تنهيدةً طويلة أعلن فيها استسلامي للواقع الذي لا مفر منه.

" سوف تفوزين." ضغطت والدتي على كتفي بحركة تشجيعية، لكن  نظراتها المتوقدة بشيء أشبه باللهفة المتملكة كشفت عن نواياها الخفية، فالفوز الفوز لم يكن مجرد نجاح لي، بل تحقيقًا لرغباتها التي زرعتها داخلي طيلة السنوات الماضية.

أومأت برأسي مجاراةً لطموحاتها، فلا أملك الجرأة الكافية لمجادلتها.
لكن بداخلي كان الشعور بالتردد يتنامى. فهذه الليلة حاسمة؛ العرض سيقرر إن كنت سأحظى بفرصة الانضمام إلى الأولمبياد هذا العام. خطوة واحدة قد تجعل حلم والدتي يتحقق و أصير متزلجة محترفة، حتى لو كان ذلك على حساب أحلامي الخاصة.

لاحظت والدتي تغيّر ملامحي و هي تعرف السبب جيدًا، فهذا بات موضوع متكرر مؤخرًا.
محاولتي في إقناعها كي تتركني أبحث عن مسار آخرو إصرارها على مواصلتي لهذا الدرب فإن ابتعدت عن التزلج سأخفق في تحقيق ما وُلدت من أجله.

لكن... هل هذا صحيح حقًا؟

"سأشاهد العرض المباشر بعناية." احتضنتني بحذر، خشية إفساد ما أعدته بجهد و كأنني دمية من الخزف بين يديها.

 بداية النهاية || boteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن