فصل قصير و أغلبه سرد و وصف لمشاعر فيني لكن أحداثه مهمة لتكامل الرواية.إستمتعوا 🌟
-
~لماذا أضعت سنوات عديدة من حياتي؟ لماذا استغرقني الأمر خسارتها للأبد لأفعل هذا؟ ألم تكن خسارتي لنفسي أمرًا كافيًا؟.~
~
ها هي ذاكرتي تتشظى، تتكسر مثل زجاج نافذة ضُربت بحجر، تريني أجزاءً لا أريد رؤيتها.
عقلي فارغ... لا شيء يملؤه، كأن صدمة الساعات الماضية سلبتني كل ما كنت أعرفه. صورة والدتي تلتصق بذاكرتي، اللحظة التي اختارت فيها ترك كل شيء خلفها... تركي خلفها، عاجزة، واقفة هناك كتمثال لا يملك القدرة على الفعل أو النطق. أترنح بين الواقع والخيال، أتوق إلى حياة أخرى لأهرب من هذا الكابوس.تأملتُ السقف الأبيض الباهت، أبحث عن طيف حياة بديلة. ماذا لو لم يكن اسمي فينيسال كلاين؟ ماذا لو كنت شخصاً آخر، "إيموري" مثلاً؟ أجل، إيموري اسم جميل. أعيش حياة هادئة، لديّ والدان محبان وداعمان و في بداية كل ربيع، ننطلق في رحلة عائلية، أكبر همومي هي ملابسي وما سأتناوله على العشاء. أمي هي صديقتي المقربة، تستمع إليّ، تنصحني وتدعم أحلامي بحب. لكن هذا كان ليحدث لو كنتُ إيموري، وليس فينيسال.
فَفِينيسال قضت ليلة الربيع الأولى ممددةً فوق سرير غرفة العناية بمركز الشرطة محاصرةً ببرودة المكان، محمولة على حقيقة أنها في المكان الصحيح لكن في الوقت الخاطئ.
أرتدي ثوباً طبياً خفيفاً مفتوح الظهر، يسمح للممرضة بتفحص جسدي بحثاً عن الكدمات والآثار. تابعتُ تحركاتها حين سلطت ضوءاً ساطعاً على رقبتي و قامت بخفض ثوبي قليلاً لتكشف كتفي ثم سحبت نفسا عميقا حين لمحت تلك الكدمة البنية القديمة.
هي طلبت مني رفع الثوب لتتفحص بطني، حيث تنتشر كدمات بنفسجية وصفراء، شواهد صامتة على لقائي الأخير مع والدتي."سأحتاج منكِ البقاء على هذه الوضعية للحظة." شرعت بإلتقاط صورا لكل جرح و كدمة، جديدة كانت أم قديمة.
بالرغم من إدراكي التام بأنها تُجِزُ عملها فقط و أن هذه إجراءات ضرورية في حالات تماثِلُ خاصتي، كالعنف و الإساءة.
شعرت بأن خصوصيتي تُنتهك بنظراتها المترصدة.
أريد إنتهاء كل هذا بسرعة.لكنني ما زلت هنا، في غرفة الفحص و كل شيء حولي يبدو غير واقعي.
شعوري هذا بدأ قبل ساعتين من الأن تحديدا بعد وفاة والدتي ...
حين إقتحمت الشرطة منزلي و قيدوا إليون الذي لا ذنب له، ثم قاموا بإحضارنا إلى هنا.
![](https://img.wattpad.com/cover/245442225-288-k349647.jpg)
أنت تقرأ
بداية النهاية || bote
General Fictionهناك لحظات في الحياة تجعلك تتسأل هل الكون يتمحور حولي ؟ أيعقل أنني شخصية رئيسية في قصة ما و بقية الأشخاص عبارة عن شخصيات ثانوية داعمة في حكايتي الخاصة. لكن لا، العالم لا يدور حولك يا صديقي، هذا ما عليك معرفته فور أن تخطو فوق هذا الكوكب الكَون أعظ...