15-حتى الظلام الذي نراه جميل

410 32 136
                                    

ماهو أسوأ شيء قد يحدث لك في اليوم؟

أؤكد انه لا شيء أسوأ من أن تحاول بيأس انهاء هذا اليوم ولا تقدر، تستمر في إغماض عينيك في رجاءً أن يزورك النوم، لكنه يأبى ويأبى ولا يرضى بالقدوم إطلاقًا.

أسوأ الأسوأ هو أن يكون كلٌ من ذهنك وجسدك متعبان إلا أنك لا تستطيع النوم.

تعود لي ذكريات كثيرة، فيها تفاصيل غزيرة، أنا الأن أدرك جيدًا كم أن إدمان التفاصيل وكثرة التفكير شيئان سيئان بشدة.

هذه الليلة لم أرد النزول لغرفة المعيشة، ولا الإنهيار كالعادة، لا أنكر أن كلامي مع ارمين خفف الكثير عني وعملي مع جان جعلني سعيدة فعلاً وقد جعلني أضحك الكثير من المرات، لكن ها أنا الأن أقاوم إنهياري بصعوبة وكأنه لم أكن قبل مدة أضحك بصخب.

الليلة هادئة بشدة فلا وجود لصوت الأمطار الذي كان يريحني ولا شخير ساشا الذي يمنع تفيكري المفرط، وحتى كارمن نامت الليلة ولا حديث مطول معها، آه! من كان يظن أني سأشتاق لحديثها.

سمعت طرقات خفيفة على باب الغرفة، يا ترى من قد يستيقظ في هذه الساعة من الليل؟!

رفعت الغطاء عن وجهي وجسدي، نظرت لذاك الضوء الخافت الذي يدخل من للنافذة، اذن الوقت ليس ليلاً بل الأن قد اطل الشفق الأحمر وأنا لم أكن أدرك طوال هذه للمدة أننا في وقت الفجر.

كنت سأفتح الباب لكني إكتشفت وجود الدموع على وجهي، بالفعل لا أدري لما تستمر دموعي بالهطول كل لليلة دون أي سبب يذكر.

مسحت دموعي سريعًا لأفتح الباب، وللصراحة كنت قد صدمت بكون الطارق هو الكابتن، بالعادة هو لا يقرب هذه الغرفة إلا عندما يراقب احوال التنظيف.

همس لي أن أرتدي شيئًا ثقيلاً وأنزل خلفه، لأعود إلى داخل الغرفة وأرتدي أول سترة أجدها أمامي وأعدل شعري وألحق به.

بعد نزولي اخبرني اننا سنخرج لمكان قريب، لذا إرتديت حذائي ولحقت به دون أن أسأل أي شيء، برغم أن مايفعله الأن غريب وليس من طباعه إلا أني متأكدة أنه في القريب العاجل سأفهم كل شيء.

كنا سنخرج لكن فجأة توقف ونظر لي بعتاب ليقول: "لقد أخبرتك أن ترتدي شيئاً ثقيلاً بينما ترتدين الأن سترة لا تقي من ربع البرد خارجًا"

أومأت بطاعة بينما تمتمت متأسفة، لأتجه نحو شماعة الملابس لأخد أول معطف وقعت عليه يدي دون الإهتمام لمن يعود صاحبه.

بعدما خرجنا وعبرنا حدود المسكن مرت بي نسمة الصباح الباردة لترتعش اوصالي، هناك فكرت لو خرجت بتلك السترة الخفيفة لكنت قد تجمدت من الثانية الأولى، هنا أنا تذكرت نبرة القزم المعاتبة لي عندما وجدني بها، حسنًا لايمكنني اخفاء سعادتي بكونه مهتم.

شفق الودق | Mikasaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن