5-سَيُسِيءُ اَلْقَدَرُ مُعَامَلَتَكِ

633 93 112
                                    


____________________

بَعْدُ أَنْ طَرَدَنِي صَمْتُ اَلْمَوْتَى اَلَّذِي كَانَ فِي مَكْتَبِهِ مِنْ مَكْتَبِهِ -رَغْمَ مُحَاوَلَتَيْ لِلْمُمَاطَلَةِ- خَرَجَتْ وَوَجَدَتْ اَلثُّلَاثِيَّ اَلْمَرَحَ قَدْ بَدَأَ بِلُعْبَةٍ جَدِيدَةٍ وَفَوْرَ رُؤْيَتِهِمْ لِي بَدَءُوا بِالْإِلْحَاحِ ثَانِيَةً، إِلَّا أَنِّي تَحَجَّجَتْ بِأَنِّي سَأُعِدُّ اَلْعَشَاءَ -رَغْمَ أَنَّ اَلْوَقْتَ مُبَكِّرٌ- فَوَقَفَتْ سَاشَا فِي صَفِّيْ وَهَا أَنَا اَلْآنَ أُقَشِّرُ اَلْبَطَاطَا.

لَكِنَّ أَتَعَلَّمُونَ مَا أَكْثَرُ مَا أَكْرَهُ؟ هُوَ تِلْكَ اَلْأَعْمَالِ اَلَّتِي تَسْمَحُ لِي بِالتَّفْكِيرِ وَأَنَا أَقُومُ بِهَا، وَأَثْنَاءَهَا لَمّ وَلَنْ أَسْتَطِيعَ قَطُّ اَلْخُرُوجَ مِنْ دَوَّامَةِ أَفْكَارِي اَلْمُؤْلِمَةِ مَهْمَا حَاوَلَتْ، فَأَسْتَمِرُّ بِالتَّفْكِيرِ فِي مَا حَدَثَ وَمَا سَيَحْدُثُ وَمَا قَدْ يَحْدُثُ أَوْ لَا يَحْدُثُ، كَانَ إِيرِينْ وُأَرْمِينْ اَلْوَحِيدَانِ اَللَّذَانِ يَخْرُجَانِي مِنْ تِلْكَ اَلدَّوَّامَةِ لَكِنَّ أَحَدَهُمَا أَتَجَنَّبُهُ وَيُتَجَنَّبَنِيَ وَالْآخَرُ لَا أَدْرِي مَا اَلَّذِي يَفْعَلُهُ فِي اَلْقَبْوِ.

أَحْيَانًا أَتَمَنَّى أَنْ أَحْصُلَ عَلَى صَدِيقَةِ فَتَاةٍ تَفْهَمُنِي وَأَفْهَمَهَا، رَغْمَ أَنِّي لَسْتُ مِنْ اَلْأَشْخَاصِ اَلَّذِينَ يُحِبُّونَ تَكْوِينُ اَلصَّدَاقَاتِ، وَلَسْتُ كَذَلِكَ مِنْ مِنْ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ يَتَعَلَّقُوا بِأَحَدِهِمْ، إِلَّا أَنَّ فِكْرَةَ اَلصَّدِيقَةِ شَيْءً لِلَطِيفٍ -ضَحِكَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِيٍّ عَنْ نَفْسِي-

"مِيكَاسَا أَيمْكِنْكْ إِعْطَائِي دَقِيقَةً مِنْ وَقْتِكِ؟" قَالَ اَللَّطِيفُ اَلْأَشْقَرْ، وَكَالْعَادَةِ لَمْ أَنْتَبِهْ لِدُخُولِهِ بِسَبَبَ دَوَّامَةِ أَفْكَارِي، رَفَعَتْ رَأْسِي وَابْتَسَمَتْ لَهُ كَقَبُولٍ.

جَلَسَ فِي اَلْكُرْسِيِّ اَلْمُجَاوِرِ، وَهُنَاكَ فَقَطْ اِنْتَبَهَتْ أَنَّهُ يَحْمِلُ فِي يَدِهِ وِشَاحَ بِنَفْسِ لَوْنِ عَيْنَيْهِ ثُمَّ مَدِّ يَدِهِ اَلَّتِي يَحْمِلُهُ بِهَا لِي كَعَلَامَةٍ لِأَخْذِهِ.

"أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِقِيمَةِ وِشَاحِكِ اَلْمَعْنَوِيَّةَ لَكِنِّي بَحَثَتْ كَثِيرًا عَنْ شَيْءٍ يُشْبِهُهُ وَبِلَوْنِكِ اَلْمُفَضَّل عَلَى اَلْأَقَلِّ سَيَمْلَأُ بَعْضًا مِنْ اَلْفَرَاغِ اَلَّذِي خَلَّفَهُ اَلسَّابِقُ، وَكَذَلِكَ لَقَدْ كُنْتُ تَرْتَدِينَ اَلْوِشَاحُ فِي كُلِّ اَلْأَوْقَاتِ حَتَّى فِي اَلْأَيَّامِ اَلْحَارَّةِ فَإِنَّ بَقَاءَكِ بِدُونِهِ فِي مِثْلٍ هَذَا اَلْجَوِّ يَجْعَلُكِ عُرْضَةً لِأَنْ تُصَابِينَ بِالْبَرْدِ"
قَالَ مُبَرِّرًا بَعْدَ أَنْ لَاحَظَ مَلَامِحِي اَلشَّارِدَةَ، أَوْمَأَتْ لَهُ بِالْإِيجَابِ لَكِنِّي كُنْتَ شَارِدَةَ لِدَرَجَةِ أَنِّي تَنَاسَيْتُ أَخْذُ اَلْوِشَاحِ وَبَقِيَ يَدَهُ مُعَلِّق.

شفق الودق | Mikasaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن