أنفاسه الساخنة ذات الوتيرة المتسارعة تستمر في لفح رقبتي رغم ذاك الوشاح السميك، تسبب لي قشعريرة لطيفة يصعب تجاهلها، ضربات قلبه الصاخبة ضد ظهري تجعلني أبتسم دون أدنى إرادت مني..
اشعر بالدفء رغم الثلوج الكثيفة التي تحيط بنا، اشعر بالسكينة رغم حركتنا السريعة، لكني في نفس الوقت أحس بالألم على حاله.
لست غبية لعدم اكتشاف مشاعره لي، لكني غبية كفاية لعدم إعطائها فرصة.. هو سعيد بها رغم أنها تسبب له الألم، حاله كحالي كلانا نسعد بتلك التي تمنعنا عن النوم.
غلف يدايّ بيديه اكثر لأستشعر ذاك الدفء الذي لم يفارققني مند بداية طريقنا والتي كانتا ممسكتان بعنان الحصان بينما هو يقوده.
"هل الحال جيد معك؟"
سأل هامسًا بجانب أذني لتعود تلك القشعريرة تدب في كامل جسدي."كل شيء بخير لا تقلق نفسك"
اجبته محاولة تبديد قلقه الذي كان ظاهرًا في نبرة صوته وكثرة سؤاله."إن احسست بعدم الراحة في أي وقت أخبريني حسناً؟"
عاد للحديث لأستشعر بحة في صوته كانت لطيفة بحق، هنا أدركت أنه وصل لأقصى درجات الخجل."حسنًا بالطبع.. فقط توقف عن القلق"
رددت بنبرة شبه لطيفة على غير النبرة التي اعتدت الحديث بها."اوي اوي جان هون على نفسك لم يبقى الكثير وسنصل"
عادت تلك المجنونة للصراخ بنبرة خبيثة."جان اخبرني لو يزعجك شعري"
عدت لتأكيد على كلامي الذي استمررت في تكراره، فاليوم رفعت شعري على غير عادتي بسبب إلحاح تلك المزعجة، والأن أنا أخشى من أن يزعجه بكوني اجلس امامه ملاصقة له."لقد أخبرتك سابقاً هو لايزعجني أبدًا"
قال بنفس بحته السابقة، أنا أدرك جيدًا أنه يزعجه لكنه لا يريد التحدث.واللعنة، أريد لعن كارمن بكل لعنات الدنيا، أحضرتني معها بالإرغام وأدخلت جان لجحيمها معي متحجة بأني لا أستطيع إمتطاء الحصان وقيادته بيدي المصابة التي قد سمحت لي مأخرًا بعدم رفعها لكون الألم قد بدأ بالزوال ورغم هذا لاتزال تصطنع الحجج بها، لتحضر جان الذي يقود الحصان عوضاً عني.
نظرت يمينا وشمالاً لقد دخلنا حدود العاصمة منذ مدة وقد أخدنا طريق شبه خالي للوصول إلى منزل عائلتها، ولاتزال هذه المزعجة ترمي كلماتها الخبيثة قصد جعل إخجال جان أكثر وأكثر، رغم أنها بالنهاية هي من أحضرته إرغامًا.
"لم يتبقى الكثير فقط هذا المنعطف وسنصل للمنزل"
قالتها بسعادة غامرة، لأزفر أنا براحة بينما اطلق هو الهواء الذي كان يحبسه من مدة برويّة.
أنت تقرأ
شفق الودق | Mikasa
Fanfictionمُقْتَطَفَات : ... " لَا يَهُمُّ ، أَنَا أُحِبُّ هَذَا اَلْأَلَمِ وَلَقَدْ تَعَايَشَتْ مَعَهُ ، مِنْ اَلْأَسَاسِ لَا يَبْقَى فِي اَلذَّاكِرَةِ سِوَى مَا نُرِيدُ نَسَايِنَهْ لِذَا اَلتَّعَايُشُ مَعَهُ هُوَ اَلْأَفْضَلُ ، عَلَى اَلْأَقَلِّ تِلْكَ اَل...