2 - أَثْقَلَ مِنْ تَلَقِّي اَلنَّصَائِحِ

933 114 299
                                    

" آوي . . . مِيكَاسَا لِتَرَحُّمِ نَفْسِكِ قَلِيلاً وَتَعَالٍ لِنَأْكُل " قَالَهَا وَجْهُ اَلْحِصَانِ بِنَبْرَةٍ مُنْزَعِجَةٍ ، لَا أَدْرِي لِمَا هُوَ مُنْزَعِجٌ بَيْنَمَا أَنَا هِيَ مَنْ كَانَتْ تُعَانِي لِنِصْفِ سَاعَةٍ كَامِلَةٍ مِنْ طَلَبَةِ اَلْمُكَرَّرِ.

"جَانْ وُجُودُكَ سَاطِعٌ كَالشَّمْسِ ، وَمَا أَجْمَلَ غُرُوبُكَ ! "
بَيَّنَ تَمْرِينُ اَلضَّغْطِ قِلَّتَهَا ، طَرَدَتْهُ بِأَقْصَى دَرَجَاتِ اَللَّبَاقَةِ مُحَاوَلَةَ كِتْمَانِ غَيْظِي، فِعْلاً لَا أَدْرِي لِمَا يَتَدَخَّلُ فِي أُمُورِي أُرِيدُ اَلِاسْتِمْرَارُ فِي اَلتَّمْرِينِ ، أَهَنَّاكُ مُشْكِلَةً فِي هَذَا!؟

وَأَخِيرًا تَحَرُّكُ مِنْ أَمَامِي وَخَرَجَ مُتَمْتِمَ بِكَلِمَاتٍ غَيْرِ مَفْهُومَةٍ ، اَلْآنُ يُمْكِنُنِي أَنْ أَكْمَلَ بِرَاحَتِي .

" مِيكَاسَا . . . "
لَمْ يَمُرْ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْوَقْتِ عَلَى ذَهَابِ وَجْهِ اَلْحِصَانِ فَجَاءَنِي اِرْمِينَ ، هَلْ يَقُومُونَ بِالتَّنَاوُبِ لِإِقْنَاعِي بِالتَّوَقُّفِ ، لَا أَدْرِي مَا دَخْلُهُمْ بِحَيَاتِي حَتَّى.

تَوَقَّفَتْ لِأَنْتَصِب وَاقِفَةً مُقَابَلَةً لَهُ قَائِلَةً : " أَلِنْ تَتْرُكُونَنِي أَتَمَرَّنُ بِرَاحَتِي أَبَدًا؟!"

أَعْطَانِي اَلْمَاءُ وَبَقِيَ مُنْتَظَرًا إِيَّايَ أَنْ أَكْمَلَ اَلشُّرْبُ لِيَبْدَأَ بِالْكَلَامِ : " مِيكَاسَا أَنْتِ تَتَدَرَّبِينَ مُنْذُ ثَمَانِي سَاعَاتٍ وَلَمْ تَتَوَقَّفْ قَطُّ ، مِنْ اَلْوَاضِحِ أَنَّكَ لَمْ تَنِمْ وَلَمْ تَأْكُلْ كَذَلِكَ وَحَتَّى أَنْظِرِي لِمَا تَرْتَدِينَ فِي هَذَا اَلْجَوِّ اَلْقَرَّاصْ ، أَدْرَكَ أَنَّكَ تَكْرَهِينَ هَذَا اَلسُّؤَالِ لَكِنَّ.. هَلْ حَدَثَ مَعَكَ شَيْءَ مَا؟ أَنْتِ تَلْجَئِينَ لِلتَّمَارِينِ اَلْقَاسِيَةِ عِنْدَمَا لَا تَسْتَطِيعِينَ اَلتَّوَقُّفُ عَنْ اَلتَّفْكِيرِ بِشَيْءٍ يُزْعِجُكَ، أَلَيْسَ كَلَامِي صَحِيحًا؟!"

"هُوَ صَحِيحٌ" بِنَبْرَةٍ مُنْخَفِضَةٍ بَيْنَمَا أَحُكُّ مُؤَخَّرَةُ رَأْسِي أَجَبْتُهُ.

" أَيمْكِنْكِ مُشَارَكَتِي اَلْقَلِيلَ مِمَّا يُؤْلِمُكَ ؟ " أَوْمَأَتْ لَهُ بِالْإِيجَابِ لَكِنْ دُونَ أَنْ أَنْبِسَ بِشَيْءٍ، هُوَ يُدْرِكُ كَمْ أَنَّ قُدْرَتِي عَلَى إِخْرَاجِ مَا فِي قَلْبِي ضَعِيفَةً.

" إِذَا اَلْمَوْضُوع مُتَعَلِّقُ بِايْرِينْ وَالْوِشَاح؟ " هَزَزْتُ رَأْسِي بِمَعْنًى نَعِمَ.

" لِمَا أَخَذَ اَلْوِشَاحُ مِنْكَ ؟ "

" قَالَ إِنَّهُ عَلَى أَنْ أَقْتُلَ مَشَاعِرِي اَلْمُتَعَلِّقَةُ بِهِ وَحَرْقِ اَلذِّكْرَيَاتِ اَلَّتِي يُذَكِّرُنِي بِهَا اَلْوِشَاحُ "

شفق الودق | Mikasaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن