الفصل الرابع

463 10 1
                                    


بـــــائـعـــــــــــــــــــــــــــــــة الخضـــــــــــــــــــــــــــــــــــار

نشأت فى أسرة فقيرة الكل فيها يعمل ليعيش لم أنعم بطفولة مدللة أو سعيدة كما يقولون ، فأمي كانت بائعة خضار فى السوق وكنت أذهب لأساعدها فى حمل الخضار أو لأفرش لها المكان ، وإذا لم أذهب معها إلى السوق كنت أجلس فى البيت أغسل ملابس أخوتي وأنظف البيت وأطهو الطعام ...

لم أكمل تعليمي فقد درست إلى الصف التاسع فقط لكي أعمل مع أمي فى السوق لا أذكر أياماً جميلة عن طفولتي فلم تكن ذاتاً طفولة سعيدة لأنني كنت دائماً أعيش أكبر من سني فقد تحملت المسؤولية مبكراً والشيئ الوحيد الذى يسكن ذاكرتي كطفلة هو دميتي القماش التى صنعتها لي أمي وهي تعمل فى السوق وكنت ألعب بها فى التراب وأحممها معي....

عشت طفولة قاسية عانيت فيها الكثير من الحرمان والفقر،كنا دائماً ننتقل من بيت إلي بيت بالأيجار بحثاً عن الأرخص كعادتنا ،فأصبحت هذه هي عقدة أمي فى البيت ؛ولهذا زوجتني برجل "فقط لأنه يملك بيت"!! زوجتني له وأنا فى عمر الثامنة عشر وكان الفرق بيننا فى العمر خمسة عشر عاماً كنت لا أريد أن أتزوج ولكنها قالت لي وهل كل يوم سيأتي لك عريس يملك بيت!؟ فوافقت ،إذ لم تكن موافقتي أو عدمها ستأثر علي قرار أمي بالموافقة عليه وعلى الفور ذهبت وأشترت لي ما أسطتاعت أن تشتريه لجهازي ؛ وهو أشترى لي غرفة نوم قديمة وما هي إلا عدة أيام وأصبحت زوجته، ومن هذا التاريخ بدأت قصتي الحقيقية ؛ فبعد زواجنا بأسبوع قمت فى الصباح وطلبت منه أن يعطيني مصروف لكي أشتري الطعام للبيت فقال لي من أين لا يوجد معي ؟ ومن هنا بدأت المشاكل فتركته وذهبت إلى أمي فى السوق لأشتكي لها فقالت لي مكانك مازال فارغ فى السوق فذهبت إلى بيتنا وأخذت فرشتي القديمة وأفترشت أرض السوق وجلست لأبيع الخضار وزوجي جالس فى البيت يأكل ويشرب أو يذهب يجلس على القهوه فقط .....

وبهذا أصبحت المسؤولة عن البيت فى كل شيئ إلى أن حملت فى ولدي الكبير وزاد عبء العمل عليَّ ولم أعد أسطتع أن أحمل شوال الخضار على رأسي كالسابق فبدأت أطلب منه مساعدتي فكان يساعدني مرة ويتهرب عشرة وإذا أَصريَّت عليه يقول لي هذه ليست مهنتي أنا إنما هي مهنتك أنت وأمك ؛ وأخذ يعايرني أنني بائعة فى السوق،وهو مهنته صنع القهوة فى الجنازات أو يطبل فى مجالس الذكر،وفى الحقيقة هو لم يعد يعمل فى هذا أو ذاك

وبمرور الأيام زاد العبءُ عليَّ إلى أن خارت قواي وأرتفع ضغطي وسقطت فى أرض السوق ونقلوني إلى المشفي وهناك بقيت تحت المراقبة إلى أن تحسنت حالتي ووضعت طفلي وبعد هذا أتفقت مع زوجي أن يجلس بالطفل فى البيت وأن يقوم بأعمال البيت كلها، وأنا أتولي مسؤولية البيت ودفع أقساط التلفزيون والثلاجة والغسالة والملابس وغيرهم وبمرور الأيام كان يكبُر طفلنا وأحياناً يمرض فآخذه للطبيب ويكتب لي وصفة أحياناً لا أجد ثمنها من كثرة الأقساط عليّ !! وفى النهاية وجدت أن المطلوب مني أكثر مما أكسبه وهو يضع يديه فى الماء البارد وفى نهاية كل ليلة وبعد عودتي مهلوكة من السوق لا يتركني بحالي بل يريد حقه الشرعي الذى ينتهي بسرعة شديدة ويقوم ويتركني على السرير بمجرد أنتهاء رغبته وهو لا يفكر بي أنني إنسانة ولدى رغبات مثله ، فأقوم وكلي غضب لأغتسل وبداخلي قنبلة لو أنفجرت لدمرت الكون كله......

وذات يوم تعرفت على تاجر خضروات وعرض عليَّ أن يعيطينى الخضار بسعر أرخص من السوق ولكن من بلد أخر فوافقت على الفور فهى فرصة لا تفوت ، فستأجرت سيارة نقل صغيرة وبدأت أسافر كل يوم قبل طلوع الفجر وأعود لكي أوزع الخضار علي المحلات والسوق وبدأت أتعرف على السائق وسارت بيننا صداقة تطورت إلى علاقة لأنني وجدت عنده مالم أجده عند زوجي على الأقل فى وجهة نظري كان يحتويني ويشعرني أنني إمرأة ولأول مرة فى حياتي أشعر أن أحداً يعاملني كإمرأة وليست جارية أو آلة للعمل فقط .....

عملت معه لمدة سنتين وعلاقتنا كانت مستمرة وما سيدهشكم عندما تعرفون بقصتي أن زوجي علم بعلاقتي مع السائق وأخذ يبكي ويقول أعرف أنني السبب لأنني مقصر معك فأنا مثل صنبور الماء بمجرد لمسة يخرج الماء بدون توقف !! وظل يبكي كالطفل ثم هاج عليَّ وضرب رأسي فى الباب فأصبت بأصابة بالغة ومنعني من العمل لمدة أسبوع إلى أن الديانة أصحاب الأقساط جاؤوا يطالبون بقسطهم الشهري فأخذ يدور فى الغرفة حول نفسه وفي النهاية قال لي سأسمح لك بالعودة إلى العمل ولكن بشرط! "أن أجلس مع السائق كأخته فقط" وعندها فهمت أنه لا يهمه شيئ فى الحياة سوى النقود فقط .

فأتصلت بالسائق وأخبرته وعلى الفور بدأنا العمل معاً من جديد وغير العمل وما كنت لا أفعله أصبحت أفعله الآن بدون خوف مادام زوجي لا يعيرني أهتماماً.....

وأصبح يأكل بشراهة وأزداد وزنه أكثر من السابق وبدأ ينتهز فرصة أننى مسافرة لشراء الخضار ويقوم ببيع الخضار الذى أضعه فى المخزن من ورائي ويحتفظ بالنقود لنفسه وكان السبب فى خسارتي فتركت السفر وعدت لفرشتي فى السوق من جديد وزاد كرهي له وبدأت أبحث عن طريق جديد فصادقت الجزار وزوج زبونة عندي كنت أتحين الفرص لأوصل لهم الخضار وزوجته فى العمل وبهذا أعيش حياتي البائسة والفضل فيها يعود للبيت الذى زوجتنى أمي من أجله........

يتبع.....

الرجاء التصويت بنجمة يا قمرات

وعمل متابعة ....فلوووو...بليزززززز

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن