الفصل الخامس عشر

192 7 1
                                    


                                   الـــغــــــــــــــــــــــــــيرة العمــــــــــــــــــــــــــــياء

كنت أعمل عند أختي فى مطعمها فى قلب القاهرة هناك بجوار السكة الحديد حيث كان كل زبائننا من المسافرين وهناك قابلته حيث كان يعمل بجوار المطعم فى نقطة تفتيش فهو كان يعمل أمين شرطة وكان دائم التردد على مطعمنا ، ومن هنا بدأت معرفتنا ببعض ، معرفتنا التى تطورت فيما بعد بإعجاب تحول إلى حب ثم زواج بسرعة شديدة بالرغم أن أمه كانت معارضة لهذا الزواج لأنها كانت ترغب بأن يتزوج ولدها من فتاة في قريتهم وليس من المدينة....

لم أكن فتاة فارعة الطول بل كنت قصيرة مثل عمتى ، ومع هذا كنت جميلة الملامح مرحة أبعث السرور والفرح أينما أكون وكنت قرة عين أمي التى أرى بها ...وكنت كما يلقبونني حبيبة أبيها ربما لأنني كنت أصغر أخوتي....

أمي جهزتني بسرعة شديدة فهو كان قد أشترط أن يكون الزواج بعد شهرين ، أمي لم تكذب خبر وراحت تشتري كل ما تقع عيناها عليه مهما كان ثمنه فقد كنا ميسورى الحال والحمدلله ، ولم يكن عملي عند أختي سببه أنني فى حاجة للمال ، لا بل لأنني كنت أحب أن أساعد وأعمل لكي أشعر أنني موجودة ولي قيمة فى الحياة

وعندما ذهبنا لكي نفرش الأثاث حيث أنه كان يمتلك شقة من مساكن الحكومة هناك وجدنا نصف عائلته تقريباً فى الحقيقة نحن تعجبنا لذلك ولكننا فهمنا بعد ذلك مما كان يدور حولنا ومما سمعناه من أقاربهم أنهم حضروا ليشاهدوا جهاز ابنة المدينة التى بمجرد أن بدؤا يفتحون أشيائي لكي يفروشنها ويرتبونها فى الشقة جعلتهم يصيحوا ويشهقوا من الدهشة من شدة أعجابهم بجهازى الغالى الثمن... حتى أن بعضهم كان يمسك يدى ليتأكد أن كل ما أرتديه من ذهب هو حقيقى وليس فلصوا......

أمي أشترطت عليه أن يقيم لي عرساً كبيراً فى حينا ولكن أمه أعترضت على ذلك بحجة أن هذا عيب ويجب أن يكون العرس فى بلد العريس وكادت أن تفسخ الخطبة بيننا ولكن أختي الكبيرة وأخي كانوا لهم رأى أخر فهم أقترحوا أن يقيموا لنا زفة كبيرة فى الحي وسط جيراني وعائلتي وبعدها نذهب بالسيارات إلى بلدتهم حيث يكون عرس كبير هناك فنحن كنا نسكن فى قلب المدينة ولم نكن بعيدين عن بعض ،حيث أن قريتهم لا تبعد أكثر من نصف ساعة بالعربة ، وتم العرس وبعد أسبوع من زواجنا حدثت مشكلة بيني وبين زوجي والسبب أنني رددت الصباح علي جرانا ذات الستون عاماً من الشرفة الأمامية لنا وظللت أردد له أن الرجل مسن مثل أبي ولكن بدون فائدة وأحتدم الشاجر بيننا إلى أن صفعني على وجهي صفعة جعلت عيني زرقاء اللون ، بالطبع ثرت وأردت أن أذهب إلى بيت أبي ولكنه لحق بي عند الباب يتوسلني لكي أسامحه وهو يردد أنه يعشقني إلى حد الجنون وأن غيرته عليَّ هي ما جعلته يتصرف هكذا ، وأقسم لي أنه لن يكررها مرة أخرى ، وأخذ يقول لي ماذا سيقول الناس عني إذا ذهبت إلى بيت أبيك بعد أسبوع من زواجها حتى لو كان هو المخطئ ! فلن يصدق أحد وسأكون مثل التسلية على ألسنتهم فسكت لأنه كان محق فى هذا فقط لأننا فى مجتمع لن ينصفنا أبداً ، وجلست فى الشقة وهو خرج من البيت ولم أكن أعرف إلى أين سيذهب ؟

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن