صـــــــرخــــــــــــة ألـــــــــــــــــــــــــم
= كان يأتي العيد وكنت أفرح كثيراً بقدومه ليس لأنني أرتدي الملابس الجديدة فيه وآخذ العيدية من أبي وأقربائنا ! لا بل لأنني كنت أنتظر العيد لأن خالي كان يأتي من القاهرة لزيارتنا فى العيد فقط ولأنه كان من عادته أن يعطينا العيدية نقوداً ورقيَّة جديدة من البنك ،كنت مثل أي طفلة أفرح بعديته كثيراً أنا وأخوتي وكل أطفال العائلة ..... وكبُرت ولم أعد طفلة بل أصبحت شابة جميلة ذات عيون بنية وشعر بني ومع ذلك كنت أحب خالي هذا كثيراً وأنتظر قدومه فى كل عيد...
= إلى أنه فى أحد الأعياد أستأذن من أبي وطلب منه أن أذهب معه إلى القاهرة لقضاء عطلة الدراسة هناك مع زوجته وأبناؤه فوافق أبي وسافرت مع خالي إلي القاهرة وهناك فرحت زوجته وأبناؤه بي ،كنت أساعد زوجة خالي فى كل شيئ فى أعمال البيت وهي كانت سعيدة بذلك حيث أنها كانت مريضة بالقلب وفي حاجة للمساعدة وكنت أذهب معها إلى كل مكان وكانت عيون الشباب ونظراتهم لا تفارقني فى كل مكان أذهب إليه وكانت زوجة خالي سعيدة بذلك وتقول لي إن شاء الله تتزوجي من هنا حتى لا تتركينا أبداً وكنت أفرح بكلامها لأنني كنت أحبها وتعلقت بها أيضاً....
أذكر أيضاً عندما كنت أذهب مع خالي وأسرته إلى زيارة أصدقائه أو إلى أي مكان وعندما كانوا يسألونه من أنا ؟ كان يجيب... أنها زوجتي الثانية ،كنت أضحك أنا وزوجة خالي وأبنائها الصغار ولا نتكلم لأن الموضوع كان بالنسبة لنا مجرد مزاح فقط لا أكثر، إلى أن لاحظت أن خالي كان يتعمد دخول الغرفة أثناء تغير ملابسي وأحياناً كثيرة كان يقبلني من فمي بحجة المزاح لا أخفي أنني كنت أنزعج من تصرفاته هذه ولكن لم يكن يخطر فى بالي أي سوء نية تجاهه أبداً إلى أن بدأ يتحرش بي ويمسكني من أماكن حساسة وأحيانا كان يتسلل بجواري على السرير ويتحسس جسدي ، خفت أن أخبر زوجة خالي بهذا فأتسبب فى فضيحة كبيرة ، فأخبرت زوجة خالى أنني أشتقت إلى أمي وأبي وأخوتي وأريد أن أعود إلى بيتنا، فأخبرت خالي برغبتي هذه فقال لها خالي لا يمكن الآن يجب أن أنتظر إلى نهاية الأسبوع لكي يأخذنى هو فى عطلته ويعيدني إلى بيت عائلتي ؛ ومرت هذه الليلة على خير وفى اليوم التالي طلبت من زوجة خالي أن تنام معي فى الغرفة لأنني كنت أرى كوابيس فوافقت ونامت بجواري على السرير ولكن فى صباح اليوم التالي وعلى الأفطار أفتعل خالي مع زوجته مشاجرة كبيرة نتج على أثرها أنه طردها من البيت والمسكينة ظلت تبكي وهي مريضة بالقلب وهى تلبس أبنائها ملابسهم لكي تأخذهم معها فقمت أنا على الفور لكي أجمع ملابسي وأسافر معها لأعود إلى بيتنا ولكن قام خالي وسألنى ماذا تفلعين أتعتقدين أنني سأتركك تسافرين معها ! لا لن أفعل فكما أخذتك من بيت أهلك أنا من سيعديك إليه ، فنظرت إليَّ زوجة خالي نظرة المغلوب على أمرها ثم أخذت أبنائها وذهبت وبقيت أنا وحدي مع خالي فى البيت وجلست خائفة منه وشعرت بأنقباض فى قلبى حتى حل المساء وعاد خالي من العمل ووضعت له العشاء وبعد هذا ذهبت لأنام ولم أكن أعرف أن هذه الليلة الأخيرة التى أعرف فيها طعم للنوم والراحة فبعد أن ذهبت إلى السرير وغفت عينايي فى النوم أستيقظت على صوت حركة فى الغرفة ففتحت عينايي فوجدت خالي يقف أمامي وهو عاري من الملابس تماماً كدت أصرخ فكانت يده أسرع مني ووضعها على فمي وأخذ يقبَّلني بطريقة مقرفه وبعدها وجدته يجلس عليَّ وينزع ملابسي بالكامل،كنت أقاومه بكل قوتي ولكنه مع بنيته القوية وجسده الكبير كان أقوى مني وبطريقة حيوانية فعل ما فعله معي بعد أن تجرد من مشاعرة الإنسانية وذهب وتركني فى الغرفة وحدي مصدومة بين الحلم والحقيقة لا أكاد أصدق ما حدث لي هل أنا في كابوس !؟ لم أخرج منه إلا عندما نظرت فى المرآة على نفسي وعلى السرير الذى تلوث بشرفي ؛ الذى وضعه خالي فى التراب فقمت على الفور وأرتديت ملابسي وأنتظرت إلى أن ذهب هو إلى عمله وفتحت باب البيت وذهبت بسرعة شديدة كنت خائفة أن يراني أحد ؛ وكأن الدنيا كلها تعرف ما حدث لي ، ذهبت إلى محطة القطار وأنا لا أعرف لي وجهة سفر فلا يمكن أن أعود إلى بيت أسرتي مرة أخرى أبداً فماذا سأخبرهم أو ماذا سأقول لهم !؟ فقد كنت خجلة من نفسي ومما حدث معي فركبت القطار وأنا فى الحقيقة لا أعرف أين وجهته فقد كل ما أردته هو أن أبتعد أبتعد...بقدر المسطتاع إلى أي مكان حتى عندما جاء مفتش القطار وسألنى عن التذكرة بكيت وقلت لا يوجد تذكرة معي لأنني لم يكن معي نقود لأشتريها بالمرة فكادت تحدث مشكلة ولكن قام رجل وقال أنها معي وهذه هي تذكرتها فأرجوك لا تطل فى الكلام وأعتذر منه ، فإستدرت نحو الصوت ووجدته كان شاب فى منتصف العقد الثالث من العمر أشار إليَّ بيده أن أقوم وأجلس بجواره على المعقد الأخر له ، فذهبت وجلست بجواره فأبتسم وقال لي أنا من عادتي أن أحجز مقعدين حتى أكون على راحتي فلا أزعج أحد ولا أضطر أن يزعجني أحد . أفكتفيت بالأشارة له برأسي فقط ولم أتكلم معه، وجلست طوال الرحلة صامته أتذكر كل ما حدث معي وعيونى لم تجف دموعها وأنا أصك على أسناسي وأخبئ رأسي فى ستائر النافذة حتى لا يلاحظ هو، ومرت الساعات وفى الحقيقة لا أعرف كم من الوقت مضي ونحن فى القطار إلى أن قال لي الشاب يا أنسة هيا لقد وصلنا وهنا قمت وخرجت من القطار ووقفت ألتفت يميناً ويساراً ولا أعرف أين أنا فمشيت ولم أسأل أحداً أين أنا ؟ إلى أن قرأت أسم البلد فخرجت من المحطة وعرفت أنني فى الأسماعيلية وهناك جلست على الرصيف أبكي من بشاعة ما حدث لي، فوجدت نفس الشاب يجلس بجواري ويقول لي أظن أنك لستي من هنا ! فنظرت إليه وأشرت له برأسي نعم ،فقال لي أذاً ستذهبين إلى أين من هنا؟ فقلت له لا أعرف فليس لدي مكان أذهب إليه ، فقال لي إذاً هيا قومي ستذهبي معي، وأمسك يدي وأخذني كالطفلة معه إلى بيته وأنا فى الحقيقة لم تكن ساقاي تساعدنى لكي أقف عليهم ولم يكن عندي القوة للتكلم فقد كنت متعبه ...ومدمرة تماماً وكل ما أتذكره أنني غفيت لبعض الوقت ولم أستيقظ إلا على كابوسي المزعج عندما رأيت كل ما حدث معي مرة أخري فى المنام فعندها قمت على الفور مسرعة أبكي وأصرخ وأنا أرتجف وكنت أتقيئ ،وعلى الفور أتي الشاب ومسكني وهو يحاول أن يهدأ من روعي ويطمئنني أنه موجود معي وما هو إلا مجرد كابوس مزعج فقط ، فجلست أبكي لماذا فعل هذا بي لماذا....فقال لي أجلسي من فضلك وأهدئي سأحضر لكي عصير وبعد هذا جلس معي وقال :لا أريد أن أضغط عليك وأنتي لست مجبرةٍ على شيئ ولكن إذا أحببتي أن تحكي لي ما بك لتخففي عن نفسك فسأكون مصغياً لك...
أنت تقرأ
عندما يعجز الصمت
Fiction généraleالمــــلخــــــــــــــــــــــص من بداية الخلق وحواء كانت تشارك آدم أخطائه ، ألامه وأحزانه وأفراحه ، فأحبها آدم ولم يفرط بها أبداً فظلت حبيبة وشريكته حتى الممات ؛ ولكن بنو آدم مع العصور والأزمان تغيروا ، وأصبح لهم موقف آخر من المرأة ، تغير ،عَبرَّت...