الفصل الثالث عشر

221 7 1
                                    


                                 أُمُ بــــــــلا رحمــــــــــــــــــــــــــــــــة

كنت متفوقة فى دراستي طموحي كان دائماً أن أصبح مهندسة ديكور بالرغم من أن شقيقاتي لم يكن لهن حظ فى التعليم لأن أمي أخرجتهم من الدراسة وزوجتهم صغيرات ، حصلت على الشهادة الإعداية بمجموع كبير وكان طموحي أن أكمل دراستي ولكن حدث ما لم يكن فى الحسبان ، وتقدم لخطبتي شقيق زوجة عمي فى الوقت الذى كنت أخطط فيه لمستقبلي الذى رسمته مع أبن الجيران الوسيم المتعلم الذى عشقته منذ نعومة أظافري ،كان يكبرنى بثلاث سنوات ..

لم أكن أتوقع أن توافق أمي على هذا العريس حيث أنني كنت مدللتها الوحيدة ، وطلابتي مجابة لديها لأن الله الجمال دوناً عن أخواتي البنات ، بجانب ذكائي الذى كان يحسدونني عليه الجميع ولأنني كنت أعرف أن أمي تعرف شغفي وتعلقي بالتعليم وتفوقي فى دراستي وموقفي من الزواج فى سن مبكر ، فلم يكن يخطر على بالي يوماً أن أمي التى كانت أغلي شيئٍ عندي فى الحياة هي من ستدمر مستقبلي وتوافق على هذا العريس الذى رفضته وبشدة ؛ حتى أنني قلت له أنني أكرهه ولا أريد الزواج به وأنني أحب ابن الجيران ومع هذا لم يغير موقفه من هذا الزواج لأن أمي كانت تتدبر الأمر وتقول له أنني مازلت صغيرة ولا أعرف مصلحتي ولا تصدقها ،هي تقول لك هذا الكلام فقط من باب "التطفيش" والأزعاج حتى تركهها ولا يتم هذا الزواج وبعد ذلك تقوم بالواجب وتسلط عليَّ أخي الكبير يضربني وهو يردد تريدين أن تجلبي لنا العار والفضائح بين الناس إذا علموا أنك تعشقين ابن الجيران الذى أقسم أنني سأعطيه درساً لن ينساه أبداً ، وبالفعل قال ونفذ وضرب ابن الجيران علقة لا يأكلها حتى الحمار فى مطلع ، أتعرفون لماذا وافقت أمي علي هذا العريس ...؟،وافقت عليه فقط لأنه كان يعمل فى السعودية فى المحارة وكان معه نقود كثيرة ويملك قطعة أرض فى مكان مميز بالقاهرة على ناصيتين وأمي نظرت له على أنه عريس لقطه لا يمكن أن تفوته من بين يديها مع العلم أن عائلته ،وأمه خصوصاً كانت معترضةً على هذا الزواج حتى أنهم لم يحضروا عرسنا أنا وهو ....

خلال شهر كانت أمي جهزت لكل شيئ بعد أن أخذت منه كل ما أدخره خلال سنوات عمره التى قضَاها بالسعودية مقابل أن تعطيني له ، تزوجنا معها فى البيت فى شقة خاصة بنا وأقامت لنا عرساً كبيراً ، وجاءت ليلة زفافي التى دُمَّرت فيها أحلامي وأمالي كلها فبعد أن صعدنا إلى شقتنا غافلته وهربت منه وذهبت إلى ابن الجيران وبعد أن أكتشف أختفائي من الشقة نزل يسأل عني عند أمي التى تفاجأت بأختفائي هذا ونادت على أخي الذي يسكن فوقها وأخبرته فذهب على الفور يبحث عني إلى أن علم من أحدي صديقاتي أنني كنت أتفقت على الهروب أنا وابن الجيران ومع سوء حظي وجدني وأخذني إلى البيت وهناك أشبعنى أخي وأمي وعائلتي ضرباً وكان أبي يكتفي بالمشاهدة فقط لأنه لم يكن له رأي فى البيت فكانت أمي هى الشخصية الأقوى فى البيت وكل ما عليه أن يقول لها نعم وآمين وفى النهاية كنت أنا ضحية أم متسلطة وأب ضعيف وأخاً أحمق ينفذ كل ما تأمره به أمه فقط حتى ولو خطأ ، مادامت هي تعطيه الفتات من الكعكه.......

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن