الفصل التاسع عشر

238 8 0
                                    


 " الصابرة والقدر "

تزوجته والجميع كانوا يلقبوننا بالجميلة والوحش ؛ ولكن لم أجد فى حياتي أحن وأرق من هذا الوحش فقد عوضني الله به عن الحرمان الذى عشته فى طفولتي وعما قاسيته فى زيجتي الأولي التى بسببها ماتت صغيرتي بسبب أهمال أبيها وعمتها العانس .

كان داعم قوي ليَّ عندما علمت بخبر موت إبنتي بكي عليها كما لو كان والدها وأكثر ؛ فقط لأنه إنسان ...، ليس بالضرورة أن يكون وجه مهند التركي أو كريم ولكنه يحمل حب ونبل لو وزعه يكفي ليعم الحب والسلام فى هذا العالم .

رزقني الله منه بثلاثة أبناء وطفلة عوضني الله بهم عن شقيقتهم التي فقدتها قبل الأوان .بالرغم أنني تزوجته فى البداية لأننا متشابهين فى أشياء كثيرة فى حياتنا ؛ أنا مشوهة فى ذراعي وهو تعرض لحريق شوه وجهه بالكامل ولم تكن حياته سعيدة .

أسمي صابرين ، كهذا أسمتني عائلتي ، بهذا الأسم الذى لم أفهم معناه إلا بعدما كبرت وعانيت من هذه الحياة لا أذكر أيام جميلة عن طفولتي ..؛ كلما أذكره عن طفولتي البائسة صورة هذه الفتاة التى تحمل أحد أشقائها الصغار ، وهي تلعب مع رفيقتها فى الحي ولم أنسي يوماً نظرات الشفقة والأستغارب في عيون الناس ، وأنا أحمل شقيقي الصغير بذراعي الذى أنكوي بالماء الساخن...

فلقد تعرضت لحادث فى صغري نتج على أثره أن ذراعي حرق بالكامل وتسبب ليَّ بعاهة مستديمة مدي الحياة ، مع العلم أنه كان يجب أن يقوم أبي بجراحة تجميل لذراعي ولكن مع قلة التوعية وأنشغال أبي بزيجاته بنساء صغيرات السن لم يفعل لي هذه العملية ، وبهذا أصبحت منبوذة من الجميع حتى من أمي التى كنت أراها تدلل أخوتي الأصغر مني وتغدق عليهم بحبها وحنانها إلا أنا فكانت تعاملني وكأنني لست إبنتها التى أنجبتها وأتت بها إلى هذه الدنيا ، أتعرفون من ربتني وكبرتني وكانت تهتم بي ؟ أنها زوجة أبي الكبيرة ، هى من وكانت تعطف عليَّ وتمنحني الحب الذى حرمتني منه أمي ، وبعد أن كبُرت وبالرغم أنني كنت جميلة جداً كنت لا أعرف قيمة لهذا الجمال لأنني لم أشعر به ، فبمجرد أن كُبرت أصبحت سندريلا البيت أنظف وأطبخ وأغسل وأحمم أخوتي وفى أخر الليل كنت أنام على الأرض وحدي، وفى أشد الليالى برودة لا أجد يد أم تغطيني لتحميني من برودة الأيام ، فمن كانت تهتم بي وربتني طلقها أبي وغدر بها بعد أن أصبحت إمرأة كبيرة فى العمر .

أبي زوجني لرجل بخيل يكُبرني فى العمر، لأكون خادمة له ولشقيقته العانس العجوز ، التى حولت حياتي إلى جحيم ؛ ولأنني صابرين فقد كنت أعمل فى البيت وأيضاً أطرز المناديل وأبيعها للنساء لأطعم إبنتي وأشتري لها الدواء عندما تمرض لأن أبوها بخيل

تحملت من أجل إبنتي هذه الحياة حتى كسرت ذارعي السليم ، ولم أجد كلمة طيبة من زوجي الذي تنصل من كل شيئ حتى لا يصرف عليَّ ، فذهبت إلى بيت عائلتي أطلب عونهم وأتوسلهم أن يطلقوني منه فشرط أن يطلقنى مقابل أن أترك له طفلتنا فوافقت غصباً عني لآنني كرهته وكرهت حياتي معه .

وعدت مرة أخرى أعمل كخادمة لأمي وأنا أترجى رحمة الله وصابرة على قدري... كأسمي ؛ إلي أن أهداني الله بزوجاً كالملاك يشبهني خلقاً وخلقاً وضربنا ميثال للجميع أن السعادة ليست بالمال أو الجمال .

يتبع.....

الرجاء التصويت بنجمة يا قمرات

وعمل متابعة ....فلوووو...بليزززززز

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن