الفصل السابع

310 11 1
                                    



                                     الــــزوجـــــــــــــــــــــــــــة الثـــــــــــــــانيــــــــــــــــــــــــــــــة

أنا الإبنة الكبري لعائلتي تزوجت وأنا فى السنة النهائية فى الجامعة كنا نعيش فى بيت عائلته ،حصلت على عمل بسرعة وتعينت فى مدرسة ثانوية للبنات ،كان زوجي يعمل كمدقق لغوي راتبه بالكاد كان يكفيه وكان الأعتماد الأكبر على راتبي لأنه كبير،كان يدرس الماجستير فى بلد خارجي وكنت بالطبع العامل المحفز والمساعد الأكبر له حتى أنني تكفلت بكافة مصاريفه من كتب وتذاكر سفر إلى أن أخذه ، بعدها حصل على عمل جيد فى أحدى الجامعات وأصبح راتبه كبيراً ، وأدخرنا بعض المال وقمنا بتوسيع وبناء طابق أخر فى البيت الذى أعطتنا أياه الحكومه وكالعادة كان لي النصيب الأكبر فى الإسهام فى هذا فقد كنت أدخر مع أمي المال ولولا هذا ما كان زوجي أستطاع أن يكمل البيت ،لم تكن النقود غايتي ولم تعني لي يوماً الكثير فهى بالنسبة لي شيئ مكمل فى الحياة لا أكثر ، الأهم عندي أنني أعيش فى سعادة مع زوجي وأبنائي، السعادة التى أعتقدت أنها ستدوم معي مدي الحياة ! ولكن دوام الحال من المحال فقد أوقفوا زوجي عن العمل وعندما سألته عن السبب أخبرني أنها مكيدة نصبها له زميل له من جنسية أخرى كان يحقد عليه لأنه مواطن وله حقوق ومميزات أكثر منه ..

ولأنني كنت أثق فيه صدقته إلى أن عرفت بالصدفة وبطريقة ما أنه تم فصله لأسباب أخرى كانت مفاجأة لي وبداية الشرخ الذى حدث فى حياتنا معاً ، فلقد أكتشفت أن زوجي أعجب بأحدى طالباته فى الجامعة وتقدم لأهلها رسمياً وقد رفضوه عندما علموا أنه متزوج ولديه أبناء وهذا الموضوع أحدث شوشرة له وهز صورته فى الجامعة وعاد زوجي يجر أزيال خيبته وجلس فى البيت مرة أخرى من دون عمل وكنت أنا من يصرف عليه وعلى البيت ، وبدا عاجزاً ومكسوراً وكم أبدى ندمه لي مراراً وتكراراً وما كان مني إلا أنني تغاضيت عن فعلته هذه من أجل أطفالي الصغار وأعتقاداً مني أنها صفحة سنطويها سوياً وسنكمل حياتنا بسعادة كما كنا من قبل ، ولكن تأت الرياح بما لا تشتهي السفن فقد حصل زوجى على عمل جديد فى أمارة أخري كان راتبه مجزي وكان يأت إلينا ثلاثة أيام فى الأسبوع أو كنا نحن نذهب إليه لنقضي معه العطل المهم كانت تمشي حياتنا فى هدوء إلى أن تعرف زوجي على فتاة فى أحدى الندوات الثقافية وصارت تتصل به كل يوم وهو كذلك وبدأت بينهم قصة تنسج خيوطها من وراء ظهري ، في هذه السنة بالذات قمت بعمل جمعية له لكي يغير سيارته ونسافر لنقضي الصيف فى سوريا والأردن ولبنان من باب التغير ولكن القدر كان قد كتب لنا إتجاه أخر...!

فقد أخذ زوجى النقود من يدي على أساس أنه سيغير السيارة وسنتنزه بالباقي وخدعني وقام بدفها مهراً لعروسه الجديدة التى عقد عليها وكان كل يوم يذهب بعد العشاء ويجلس فى سيارته فى الخارج أمام البيت ويتكلم فى الهاتف لساعات طويلة وكانت تصرفاتة كالمراهقين وعندما كنت أسأله لماذا لا يدخل السيارة فى البيت كان يتحجج بأشياء تافهة ،لم أكن غبية حتى لا أدرك التغير الذى يحدث لزوجي والفرق الواضح عليه وحرصه الزائد ألا ألاحظ شيئاً غريباً عليه وهو ما جعلني أتأكد أن شيئاً ما خاطئاً يحدث من وراء ظهرى لابد أن أعرفه ولكن بعد فوات الآوان !

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن