الفصل السادس عشر

188 5 1
                                    


                                                 " مرأة الألم "

فى كل يوم كانت توصي نفسها بالصبر لتهي نفسها ، حتى لا تفقد عقلها من كثرة التفكير والأعباء الملقاة على عاتقها

إلى أن فاض بها الكيل ولم يعد لديها المقدرة على التحمل أكثر ، وشعرت أن شيئ ما يطبق على أنفاسها فقامت فاجئة وهى هائجة تكسر وتحطم كل شيئ تراه أمامها وهى تصرخ أريد أن أتنفس..... أريد أتنفس.................

فأسرع إليها زوجها قائلاً : أهدئي ...أهدئي وأجلسي حاولى أن تأخذى نفس عميق

فصرخت فى وجهه : عن أى نفس تتكلم ....!؟ أنا أريد أتنفس حياة.... حرية.....أنا أشعر أننى ميته ولا فائدة مني ......وظلت تبكي و تصرخ وهى تردد أريد أتنفس

فأخذها زوجها إلى الطبيب وهناك قال لها الطبيب : كونى على راحتك وأعتربي نفسك تتكلمين مع نفسك فقط تكلمي عن أى شيئ وكل شيئ ....،وأنا سأستمع فقط .

فأخذت نفس عميق .....وقالت : لم أكن أتصور يوماً أن تكون هكذا حياتى أقضيها فى الطبخ والغسيل والكوي والتنظيف والأولاد ...،سمئت كل هذا....سئمت أن أعيش كسجينة فى قفص مزين فى صورة زواج وأعيش مع رجل لا يعرف شيئ فى الحياة سوى أن يعد عليَّ أنفاسي التى أتنفسها وكلماتى التى أتكلمها مع الناس ...، يراقبنى فى كل شيئ وكأن لا يوجد بشر فى الحياة غيرى وإذا رن هاتفى أجده على رأسي ليستمع إلى كل كلمة أقولها......أريد رجل يشعرني بالأمان لا يقتلني بغيرته.

تعبت من هذه الحياة لم أعد أشعر أن لي قيمة أو على الأصح بدأت أقنع نفسي أننى مت منذ دخلت بيته وهذا القيد المسمي زواج وحتى أولادى ماهم إلا طوق لفه حول رقبتى وكل يوم يحكم علي قبضته أكثر إلى أن بدأت أختنق ولا أتنفس ....، لم أعد هذه الفتاة التى كانت مفعمة بالحياة مليئة بالنشاط تطير مثل الفراشات ..، لا ، بل أصبحت فارغة خاوية من كل شيئ وذبلت وذبل معي جمالي .

هل هذه أنا ...؟ هل هذه هى الفتاة نفسها التى كانوا يلقبونها بالمتردة الجميلة........!؟

الطبيب : هل هذا كل ما عندك

هى : نعم وأن كان كل ما قلته ما هو إلا نقطة من بحر.....

الطبيب : إذاً عيشي حياتك ولا تعقديها وأنظرى داخلك وأبحثي عن نفسك وذاتك ، وعن هذه الفتاة المتمردة المفعمة بالحياة.......وعودى كما كنت ، وأبتسمي وأعرفي ماذا تريدين.......؟

فأخذت تردد ماذا تريدين......؟

نعم ماذا أريد ، أشكرك

وأستيقظت من نومها وأدركت أنها كانت فى منام وما الطبيب إلا هو مرآتها التى لا تخدعها ، فأخذت تصيح وتردد ماذا أريد ؟ ماذا أريد

فستيقظ زوجها من نومه وهو يردد "بسم الله " ماذا أصابك ثانيةٍ

هى: أتعرف ماذا أريد ؟

هو : لا أعرف ، ماذا تريدين ؟

هى : الرحيل والآن ، وقامت على الفور وهو ينظر إليها بتعجب أهذه زوجته !؟ أم إمرأة مسها ضربً من الجنون !

فأخذ يرتب على كتفها وهو يقول : لها أتركينى أكلم أحد من عائلتك ليأتي ويأخذك كما تريدين .

هى : لن أنتظر أحد من بعد الآن .

هو غضب وثار وأخذ يصرخ فيها ويتوعدها وهى كانت فى عالم أخر .

وقبل أن تخرج من غرفتها وقفت أمام المرآة وقالت لها : شكراً يا صديقتى فأنتي وحدك من أرشدنى إلى الطريق الصحيح ، فكل ما ينقصنا هو أن ننظر إلى مرآتنا ونتقعمق فى ذاتنا التى لا يعرفها أحد سوانا ، عندها فقط سنجد الطريق 

يتبع.....

الرجاء التصويت بنجمة يا قمرات

وعمل متابعة ....فلوووو...بليزززززز

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن