الفصل الرابع عشر

212 8 1
                                    


قـــلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوب معلـــــــــــــــــــــــــــــــقة

كنت مدعوة فى بيت أحدي صيدقاتي وكن يتناقشن معي عن كتابي الجديد وهناك لفت نظري وجود إمرأة كانت جالسة وسطهن وكم كانت أنيقة هادئة وقليلة الكلام ولكنها كانت لها نظرات زائغة تجلس معنا ولكن كانت فى عالم آخر ، فى الحقيقة هي لم تتكلم معي كثيراً وكأنها كانت متحفظة لشيئ ما لا أعرفه ولكنني عندما هممت بالرحيل تفاجأت بها تطلب مني أن تصطحبنى بسيارتها إلى بيتي فوافت بالطبع على الفور ، أخذنا ندردش معاً فى السيارة ثم وجدتها تطلب مني أن نذهب فى مكان هادئ لنتناول القهوة معاً لأن عندها شيئ تريد أن تخبرني به ، وذهبنا إلى مكان هادئ وجلسنا ونحن نشرب القهوة قالت لي.....

أحببته من أول نظرة فكان له سحراً خاص كان كفيل بأن يجعلني عاشقة له من أول نظرة ، لم يعلم بالطبع بما أشعر به تجاهه إلا بعد أن جعلته يدور حول نفسه ولم يترك أحداً إلا وتوسط عنده لكي أكلمه ؛ وكلمته لأنني من داخلي كنت أتوق لذلك ولكن بعدما عرفت وتأكدت أنه يريد أن يتزوجني......

بالطبع أراد أن يتزوجني فقد لأنني كنت أجمل فتاة فى منطقتنا ،لم يرني كبيراً أو صغير إلا ويعجب بي ولا أذهب إلى مكان إلا وأحظي بعريس منه وكم تدللت كثيراً على هذا وذاك ورفضت الكثير منهم لأسباب تافه من باب الدلال فقط ، مع هذا لم أكن فتاة مغرورة ولم أكن متواضعة فقط كنت أحسن الظن بالناس......

أرتبطت به سنة كاملة قبل خطبتنا لأنه كان يعلم أن أبي لن يوافق عليه إلا بعد أن أنهي دراستي فكان أبي عنده مبدأ الدراسة أولاً .....

عشنا كثيراً من الأشياء الجميلة والمغامرات معاً وكم صادفنا أشياء سيئة أيضاً كنا نتجاوزها معاً معظمها كان يحدث بسبب غيرته عليَّ كم كنت عاشقة لغيرته هذه ، فقد كانت تشعرني أنني فتاة مميزة ومحظوظة به.......

كان يسكن بجوار بيتنا وكنت آراه فى كل وقت ، وكم كان يستيقظ فى الصباح الباكر فى عز البرد والشتاء فقط ليراني قبل أن أذهب إلى دراستي ، كنا نخرج مرة واحدة كل أسبوع كنت أتحجج أنه درس الرياضيات لنتقي فى الخارج فى مكان كان يوجد به الكثير من الأشجار والطيور التى تسبح فى بركة الماء من حولنا كم كان جميلاً هذا المنظر من حولنا.........

هناك أشياء داخلنا لا نسطتيع أن نعبر عنها مهما قولنا من كلمات أشياء تحدث وتحفر فى قلوبنا مهما حاولنا أن نتجاهلها ما داخل نفوسنا وأروحنا التى ربطها الحب بأشخاص أسروهم وتخلوا عنهم فى منتصف الطريق بدون أسباب بدون حتى شيئ يريح قلوبنا الحائرة ولو قليلاً .....

إلى الآن لم تصلوا معي إلى المشكلة فى حكايتي هذه ..... ولكنني هنا لن أتكلم عن ضرب رجل لزوجته أو أهانته وإسائته لها وغير ذلك ......

ولكني سأحكي لكم عن مرأة تعيش حياتها جسداً بلي قلب ، قلب ذهب مع من أحبته وتخلي عنها بدون أسباب تخلي عنها قبل زفافهم بعد أن فعل كل شيئٍ من أجلها ، هو نفسه الذى فعل كل شيئٍ لتركها ؛ كيف لإنسان عشق لهذه الدرجة يتحول ويخون ويغدر لهذه الدرجة !!!!!!!!!

حاولت أن أسألها عن المزيد ولكنها أوصتني أن أكتب لكم القليل الذى أخبرتني وأوصتني أن أخبركم به لكي يصل إليكم شعورها وأحساسها فقط.....

فقد قالت لي : عشت حياتي بعده وتزوجت وأصبحت لي عائلة أعيش لها ولكن لا أحد يعلم ما بداخلي فمنذ سنوات طويلة وبداخلي صرخة وألم أريد أن أخرجهم حتى أستريح ولو قليلاً ؛ فمثلاً أريد أن أذهب إليه وأصفعه بالكلمات بالألم الذى لا ينتهي من داخلي بالحسرة التى تركها داخلي خلفه ولم يلتفت إليها أبداً ؛ أريد أن أعاتبه وأسأله أين قلبي الذى أخذته معك !؟ ورحل برحيلك عني أين هو !؟ أين أخذته !!!فأنت الوحيد الذى أمتلكته وعليك أن تعرف أين هو أين أخذته وضعيته مني ، فكم مؤلم أن يعيش المرؤ بدون قلبه ويتظاهر أنه سعيد لكي يسعد من حوله ولكنه ليس بسعيد لأنه يعيش بدون قلب وروح ارتبطت بأرواحٍ خادعة خائنه ....

فقلت لها هوني على نفسك يا عزيزتى وحاولى النسيان ، نعم أنسيه لكي ترتاحي وتشعرين بالسعادة مع عائلتك !!؟ فقالت لي : النسيان!!!! وهل هذا أمراُ سهل لما أعيشه ويحرق روحي مجرد كلمة فقط يستطيع أي إنسان نطقها ، ولكن أنا فلا وألف لا بل كثير من ال... لا !! النسيان أمر ليس بالسهل وإلا كان الكثير منا يعيش فى سعادة والفضل سيعود للنسيان ولكن إذا كانت الأمور ترتبط بالقلب فليس بأيدينا شيئ نفعله !!!!!!!!!!!!!!!

فليس ذنبي أنني أحببته ولم أتخيل نفسي أرتدي الثوب الأبيض وأكون عروساً إلا له ....؛ له وحده وليس لي ذنبا فى هذا السؤال الذى يقتلني ويمزقني من الداخل ، يمزق ما بقي بي من شتات أحاول أن أسيّر به ما بقي من حياتي ؛ سؤال جعل حياتي كلها معلقة بين الماضي والحاضر

الماضي الذي أخذ قلبي ورحي معه وتركني معلقة به ، وحاضر أعيشه ولا أستمتع به ، وبقدر ما أنا قريبة من حاضري بقدر ما أنا بعيدةٍ عنه من داخلي أعيش فى فجوة جعلت فى حياتي حاجزاً لا يسطتيع أحداً أن يتخطاه مهما حاول ليس العيب فيمن حولي بل العيب فى داخلي الذى تعلق بإنسان مخادع وخائن ، خان العهود وخدعني وجعلني أعيش حياتي أصارع ماضي لا يعود وحاضر أعيشه فقط من أجل من حولي .....

دائماً يراودني هذا السؤال لماذا!!! لماذا؟؟؟؟لماذا فعلت هذا بي لماذا تركتني قبل زفافنا لماذا هذا السؤال جعلني أشعر أنني إمرأة لست كاملة ؛ جعلني أعيش وأنا لا أثق بنفسي من الداخل لأنني أشعر بعقدة النقص فى نفسي ....

أنظروا لحالي هذا ما فعله بي إنسان وثقت به وسلمته قلبي من أول نظرة .......

أعيش حياتي بطريقة جميلة من يراني يظن أنني أسعد إمرأة على وجه الأرض وأنا أشكر الله على هذه النعمة ، ولكنني الآن لا أريد شيئاً من أحد فقط كل ما أريده أن يصل صوتي إليكم أيها الرجال ؛ أرحمونا ، أرحموا قلوبُ أحبتكم وأخلصت لكم ، فالحب ليس بعيب ، العيب فى من يخون العهود ويبدد الأمال والأحلام لمن أحبوهم، فالقلوب لا تخون بل الإنسان وحده هو من يخون ، وأعلموا أن هناك عدالة تأتي من فوق سبع سموات فى لمح البصر لا تترك يداً رفعت بالدعاء لتستجير برب المظلومين ليرد لهم حقهم ويسحق الظالم ويجعله يشرب من نفس الكأس جزاءاً وفاقا....... 

يتبع......

الرجاء التصويت بنجمه على الفصل....وعمل متابعة....فلووووووو..بليززززز

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن