الفصل الثامن

280 12 1
                                    


                                       أختيــــــــار الــقــــــــــــــــــــــــــدر

كل شيئ بدأ منذ الطفولة فقد كان ابن خالتي حب طفولتي كنت أنا وابنة خالتي الأخرى نتنافس عليه ولكنه كان مغرماً بي وليس بها ، كُبرنا سوياً فقد كنا كلنا فى نفس العمر تقريباً ولكن كانت العقبة الوحيدة أمامنا هي أبي رحمة الله فقد كان رجلاً شديداً يصعب التعامل معه ، وبسببه حدثت مشاكل كثيرة بيننا وبين خالتنا بسبب زواج أختي الكبيرة من ابن خالتي فقد كان أبي متطلباً دائماً وكلفهم الكثير فى هذه الزيجة لدرجة أنه تسبب فى الكثير من الحازازيات بيننا .

مرت الأيام وكبُرنا بسرعة ولم أعد طفلة وهو أصبح شاباً ، أنهي خدمته العسكرية وعمل فى مصنعهم وصار يعتمد عليه، وتغيرت العلاقة بيننا فقد تمت خطبتي لغيره مرتين وهو أحب فتاة كانت جارتهم وخطبها رسمياً بعد قصة حب كبيرة كانت بينهم لأنها كما علمت منهم رضيت به وكافحت معه إلى أن وقف على قدميه وكون نفسه كان هذا فى الوقت الذى كان أبي ينظر إليه على أنه مجرد غر لا أكثر.

وأنا كنت وقتها مخطوبة لخطيبي الثاني الذى كان يتاجر فى المخدرات ، كانت أختي عندما تأتي لزيارتنا وتحكي لنا عنه وعن حبه لخطيبته وشرائه فى الأساسيات الألكترونية لهم كنت أشعر بالغيرة التى كانت تحرقني من الداخل ولكن لم يكن عندى الجرأة للبوح بأي شيئ حتى عندما كنت أذهب لزيارة أختي وخالتى وكنت أمر بجوار بيتها وأراها كانت جميلة كنت أشعر أنني أموت من الغيرة حتى أن هذا كان واضحاً لها إلى أن ألتقيتها فى بيت خالتي عندما كانت تزورها لترى البيت الذى ستتزوج فيه مع خالتي وخصوصاً عندما مدت يدها لتسلم عليَّ وقتها فقط أدركت أنها أخذت جزء مني أخذت شيئاً كان لي وليس لها لا أنكر أنني لم أحبها لأنها كانت عدوتي من البداية حتى أنني لم أحاول أن أخفي مشاعرى تجاهها وهي بالمثل كانت متفاخرة وواثقة فى نفسها فهي كانت تعرف كل شيئ عني لم أستطع حتى أن أجلس معها ، ودخلت الغرفة وأغلقتها على نفسي وأنا أتحسر على الذى تركته يفلت من يدي من أجل المال ؛ عدنا إلى بيتنا وبعدها بأسبوعين تقريباً مات أبي وبموته أختفت العقبة الوحيدة فى الأمل على حصولي على ابن خالتي ، لا أنكر أننا أنتهزنا هذه الفرصة جيداً جميعاً فأختي الكبيرة كانت كل أسبوع تختلق له الحجج حتى يسافر معها عندنا بحجة أنه يساعدها فى حمل أبنائها وأنا أيضاً لم أقصر فقد تركت خطيبي على الفور ولن أنس دور أمي عندما راحت تبكي أمام خالتي وهي تتوسلها أن تعطيني لأبنها حتى لا يدخل رجل غريب علينا بعد أن مات أبونا ولم يعد هناك من يحمينا من غدر الزمان ؛ وبهذا أنفتحت أمامي كل الأبواب المغلقة وجائتني الفرصة على طبق من ذهب وبدأت أشاغل ابن خالتي من جديد لدرجة أنني عندما جاءت ابنة خالتي الأخرى محاولة أستمالته وقفت أمامها وأقسمت لهم أذا لم أكن له سأشعل النار فى نفسي ، وبهذا نسجنا شباكنا حوله وحول خالتي التى أصبحت إما عندنا للزيارة أو نحن عندها ، وأطبقنا الخناق عليه ولم نعد نعطيه المجال حتى ليذهب ليرى خطيبته التى كان على وشك الزواج بها وكانوا تقريباً يحضرون لكل شيئ المهم ، أخذته فى النهاية منها وأنتصرت عليها وابن خالتي أصبح خطيبي أنا دامت خطبتنا سنتين كانت عبارة عن عاصفة ما إن تهدأ لتعود أقوى من السابق بكثير ، أو رياح تقتلع كل شيئ من حولها فهو كان لي وليس لي لأنه دائماً كان جزء منه معها دائماً أحياناً كان لا يأت لزيارتنا لشهرين كاملين لأنها كانت أمامه وتملئ حياته كم مرة كنا سننفصل وهو كان مستعد لذلك فقط ليعود إليها لم أنعم فى هذه الخطبة لأن شعورى أن إمرأة أخرى تشاركني حبيبي كان شيئاً قاتلاً بالنسبة لي ولكن مع هذا وفى النهاية ولأننا عائلة تزوجنا وبدأت قصة جديدة فى حياتى من بعد الزواج......

عندما يعجز الصمتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن